أفى دراهم من بعدما ارتحلوا تبكى
أفى دراهمْ من بعدما ارتحلوا تبكى
أفى دراهمْ من بعدما ارتحلوا تبكى
وتَشكو، ولكن ليسَ تَشْكو إلى مُشْكِ
فيا دمنة الحى ّ الذين تحمّلوا
بوادي الغَضا ماذا ألمَّ بنا منكِ
خشعتِ فلا عينٌ تراكِ لناظرٍ
دثوراً ولا نطقٌ يخبّرنا عنكِ
وأذْكرْتِني والشَّيبُ يضحكُ ثَغرُهُ
بلمّتنا عهدَ الشّبيبةِ والفتكِ
ليالىَ لا حلمٌ لذى الحلمِ والنّهى
ولا نسكٌ فيها يصابُ لذى نسكِ
فللهِ أفواهٌ لقينَ أُنوفَنا
بأذكى وقد ودَّعْن من عَبَقِ المسكِ
وكم من سقيمٍ ليس نرجو شفاءهُ
بأجراعكمْ أو من أسيرٍ بلا فكِّ
فقلْ للأُلى تاركْتُهمْ لاحتقارِهمْ
فأبصرَهمْ كفِّي وأَطمعَهمْ تركي
لَكَمْ مَرَّةٍ مَحَّصتكمْ وخَبَرْتُكمْ
فبهرجكمْ نقدى وزّيفكمْ سبكى
فلا يبعدَنْ مَن كنتُ بالأمس بينهمْ
على هَضْبةٍ الباني وفي ذِروةِ السَّمكِ
بلغتُ بهمْ ما لم تَنَلْهُ يدُ المنى
وحُكِّمتُ حتَّى صرتُ أحكمُ في الملكِ
وجاورتهمْ شمَّ العرانين كلّما
معكتُ بهمْ جاروا " سبيلى " فى المعكِ
كرامٌ فلا أموالُهمْ لُعبابِهمْ
ولا دَرُّهمْ للحَقْنِ لُؤماً وللحَشْكِ
وأفنيةٌ لا يُعرَفُ الضَّيمُ بينَها
ولا الفقرُ مرهوبٌ ولا العيش بالضّنكِ
همُ أخرجوا من ضيقِ سخطٍ إلى رضاً
وهمْ أبدلوا قلبى اليقين من الشكِّ
وهمْ نزَّهوني أنْ أذِلَّ لمطمعٍ
وهمْ حقنوا لى ماءَ وجهى من السّفكِ
وهمْ ملّكونى بعدما كنتُ ثاوياً
مدى الدّهرِ واستعلوا بنجمى على الفلكِ
وكنتُ وكانوا إلفةً وتجاوراً
مكان سرودِ العقدِ من مسلك السّلكِ
مَضَوا لابديلٌ لي ولا عِوَضٌ بهمْ
فها أنا ذا دهرى على فقدهمْ أبكى