أقبل كالبدر محياه

أقبل كالبدر محياه

​أقبل كالبدر محياه​ المؤلف إبراهيم أطيمش


أقبل كالبدر محياه
يحمل كالشمس حمياه
وما سوى الشهب لجاماتها
من حبب وهي ثناياه
طاف ولو لم يسقنا أسكرت
كرات عينيه نداماه
حي فأحي بلمى ريقه
مفلج المبسم ألماه
مكرر منه بنات اللمى
فكيف أسلوه وأنساه
رق أديم الخد منه فلو
مر به الوهم لأدماه
يموج ماء الحسن في خده
وقد طغا فيه عذاراه
كأنما عارضه عنبر
والموج بالساحل ألقاه
يقذف بالزورق من خاله
فليس يدري أين مرساه
يا ملك الحسن الذي أصبحت
كل بني العشق رعاياه
مذ قيد الأسرى بجعد له
مسلسل ما فك أسراه
يسطو على العشاق من لحظه
في صرام عري متناه
حاجبه قوس لنبالة
رمى بها القلب فأصماه
عندم خديه غدا شاهداً
أن دمي طلعته عيناه
أرخص در الدمع لكنما
قلبي بنار الوجد أغلاه
طوقه الأفق هلال السما
فقال قرطاي ثرياه
أن نسب الدر إلى ثغره
فهو أب وهي يتاماه
جفناه كالنرجس في روضة
وكالشقيق كذا الغض خداه
لولم تكن ترصد ورداتها
عقارب الصدغ قطفناه
طاب أريج المسك في فرعه
فعطر الكون برباه
كأنه لاقى شذا أحمد
فاكتسب الطيب بلقياه
تكلف البدر على تمه
ورام يحكيه فأخفاه
سماه باريه لنا أحمداً
فطابق الاسم مسماه
إذا دعا داعي الهدى باسمه
من قبل رجع الطرف لباه
اليمن معقود بيمناه
واليسر مقرون بيسراه
في أمة الفضل على فترةٍ
بالعلم قد أرسله اللَه
أحمد منه مرسلاً جوده
مصحف إحسان قرأناه
وقائل صحف لي نجوم السما
وعدها قلت مزاياه
فرد بجمع الفخر ما شابهت
علاه أنداد وأشباه
مجتهد قلد منه الورى
مطابقاً بالوحي فتواه
يمد ظل الأرض عدلاً فما
من خائفٍ إلا تفياه
يستكشف العرف بمعروفه
ويعرف النسك بتقواه
كم مشكل بالعلم قد حله
فأنتجت علماً قضاياه
صافه عما شاءه ربه
وخالص الإبريز صفاه
مذ شاء تمثيلاً لشكل الهدى
روحاً لجسم العلم سواه
وذو يراعٍ لو رمى سهمه
سرب الخفا لم يخط مرماه
لو قست ومض البرق فيه لما
جاراه بالسبق وباراه
يحكي عصا موسى ولكنه
للعلم لا للسحر ألقاه
يملي ولكن جوفه فارخٌ
وما سوى الإعجاز أملاه
شبل به أنجب ليث الشرى
تخافه الأسد وتخشاه
ذاك علي القدر من مجده
ما كان أعلاه وأسماه
مقدم في كل أتي فضله
نصاً وفي من كنت مولاه
أن أمه المقتر مسترفداً
أسعفه جوداً وأغناه
أبقى جميل الذكر يوم الندى
مذ فرق المال وأفناه
بجده ضاعف فعل الندى
وبالمساعي الغر عداه
حلق كالنسر بأفق العلى
لكن من العلم جناحاه
عن الرضا عن جعفر جده
صحح بالإسناد علياه
أيا إمام العصر يا من به
نهاية الفضل ومبداه
نبت عن الحجة في حكمه
وكل حكم لك أمضاه
العلم لفظ فاهٍ فيه الورى
وأنت لو يدرك معناه
لو كنت سحبان بيان لما
بلغت من مدحك أدناه
صف لي معناك ففي وصفه
حار ذوو الأفكار بل تاهوا
أنت مفيد العلم والمرتضى
الأفعال والهادي نصيراه
غوثان غيثان كريمان أن
يدعهما الداعي أغاثاه
يا قايساً جودهما بالحيا
هذا القياس العقل يأباه
إن تختبر كل فتىً منهما
فخبره طباق مرآه
شاد بناء الفضل فوق السهى
وذا حسين العلم أعلاه
أخطأ من مثل يوم العطا
بمستهل السحب جدواه
قد يفتر الغيث انسكاباً ولا
تفتر عمر الدهر كفاه
تجري كموج اليم أنعامه
فيا أدام اللَه نعماه
عراه باري الخلق عن شائن
وفي رداء الفضل رداه
لولا سنا البدر وشمس الضحى
ما كان في الكون ضريباه
دوموا بني العلياء في سؤدد
يخافه الدهر ويخشاه