أقصر الزاجر عنه فازدجر
أَقصَرَ الزَّاجِرُ عنه فازدَجَرْ
أَقصَرَ الزَّاجِرُ عنه فازدَجَرْ
و طوَى اللائمُ ما كانَ نَشَرْ
حمَلَ الغَيُّ عليه أَصْرَه
فإذا قيلَ ارعوى عنه أصرّ
قائلٌإنْ نُذُرُ الشَّيبِ بدَت
في عِذاريهو ما تُغْني النُّذُرْ
شَعَرٌ ماتَ على مَفرِقِهِ؛
و حياةُ المرءِ في مَوْتِ الشَّعَر
و شبابٌ جَفَّ إلا شَجَرٌ
مُوجِفٌ منهو كم يبقَى الشَّجَر
يا خليليَّ اطلُبا وِتْرَكما
تَجِداه بين كأسٍ ووَتَر
ساقني مُستَشرَفُ الدَّيرِو قد
راحَ صَوبُ المُزنِ فيه وبكَر
أهواءٌ رَقَّ في أرجائِهِ
أَم هوىً راقَفما فيه كَدَر
و خُدودٌ سفَرَتْ عن وَرْدِها
أَم ربيعٌ عن جَنى الوَرْدِ سفَر
مَجلِسٌ يَنصرِفُ الشَّرْبُو ما
طُويَتْ من بَسطَةٍ تلك الحِبَر
و كأنَّ الشَّمسَ فيه نثرَتْ
ورَقاً من بينِ أوراقِ الشَّجَر
بينَ غُدْرٍ يَقَعُ الطَّيرُ بها
فتراهُنَّ رِياضاً في غُدُر
و ثَرىً يَشهَدُ بالطِّيبِ له
عَبَقٌ حالفَ أطرافَ الأُزُر
و غيومٌ نشرَتْ أعلامَها
فلها ظِلٌّ علينا مُنتَشِر
و نسيمٌ عطَّرَ الرَّوضَفإنْ
طارَ في الصُّبحِ ارتديناه عُطُر
نحنُ في ظلِّ وصالٍ سجسجٍ
ناعمِ الآصالِ فَينانِ البُكَر
و إذا الدَّهرُ رمانا صَرفُه
فبِعَمَّارِ بنِ نَصْرٍ ننتَصِرْ
يا أميراً خضعَ الدَّهرُ له
فغَدا يفعلُ طُرّاً ما أَمر
و إذا الجَدبُ عَرا كان حيّاً؛
و إذا الخَطبُ دَجى كان قَمر
و إذا هُزَّ لمَعروفٍ مضَى
كالحُسامِ العَضبِإنْ هُزَّ بتَر
صادقُ البِشْرِ ترى ماءَ النَّدى
يرتقي في وَجْهِهِ أو يَنحَدِر
فلهُ فيه اطِّرادٌ كامِنٌ
كاطِّرادِ الماءِ في العَضْبِ الذَّكَرْ
قلتُإذ بَرَّزَ سَبْقاً في العُلى
أَإلى المَجْدِ طريقٌ مُختصَر
إنْ تكُنْ تَغلِبُ يوماً وَسَمتْ
صفحةَ الدَّهرِ بيومٍ مَشتَهَر
فبنو الحارثِ فيهم وَزَرٌ
حينَ لا يُنجي من الدَّهرِ وَزَر
فعَدِيٌّ غُرَرُ المَجدِإذا
قُسِمَ المجدُ حُجولاً وغُرَر
مَعشَرٌلولا أحاديثُ النَّدى
عنهم لم يَعرِفِ الناسُ السَّمَر
يا أبا اليقظانِ أيقظْتَ النَّدى
فملأْتَ البدوَ منه والحَضر
و لكَمْ أرديتَ من مُستلئِمٍ
صادِقِ الإقدامِ يحمي ويَكُرّ
و الضُّحى أَدهمُ النَّقعِ فإنْ
ضَحِكَتْ فيه الظُّبا كان أغَرّ
مَوقِفٌ لو لم يكنْ ناراً إذاً
لم تكنْ زُرْقُ عَواليهِ شرَر
يُنظَمُ الطَّعنُ على أبطالِهِ
و عُقودُ الهامِ فيه تنتشِر
و كأنَّ الشَّمسَ في قَسطَلِهِ
كاعبٌ أسبلَ سِجْفَيْها الخَفَر
فتوخَّيتَ بهِ حمدَ العُلى
و القَنا يَخطِرُ محمودَ الأَثَر
و ثَنَيْتَ الخيلَ عنه لابِساً
حُلَّةَ النَّصْرِمُحلًّى بالظَّفَر
قد تقَضَّى الصّومُ محموداًفعُدْ
لهوىً يُحمَدُأو راحٍ تَسُرّ
أنتَ والعيدُ الذي عاودْتَه
غُرَّتا هذا الزمانِ المُعتَكِر
لَذَّ فيك المدحُ حتى خِلتُه
سَمَراً لم أشْقَ فيه بسَهَر