أقول لبرق شمته في غمامة
أقولُ لبرقٍ شِمتهُ في غمامة ِ
أقولُ لبرقٍ شِمتهُ في غمامةِ
أشامَكَ من أشْبَهْتَ حُسْنُ ابتسامه
وهلْ بِتْ منْعِ مُسْتعيرا أناملاً
تشيرُ إلينا حُمْرها بسلامه
وكيفَ يشيمُ البرقَ مَنْ باتَ جَفْنُهُ
إلى الصبح مكحولاً بطولِ منامه
أمنْ بردتْأنفاسه من سُلوّهِ
كمن حميت أحشاؤه من غرامه
غزالٌ سقيم الطرفِ أفنيتُ صحتي
ولم تغنِ شيئاً في علاجِ سقامه
وغصنٌ، ذبولي في الهوى باخضراره
وبدرٌ، مُحاقي بالضنا من تمامه
ولوْ شئتُ عَقْدَ الخصرِ منه لحضْني
عليه تثني خيزران قوامه
يصدّ بوردٍ فوقَ خدّ كأنهُ
يقبّلهُ صدغٌ بِعَطْفهِ لامه
وَمُسْتَوْطَنٍ كُورَ النّجيبِ بِعَزْمِهِ
وطارَ له في القفْرِ وَحْيُ زِمَامِهِ
تزاحمُ هماتُ العلا في فؤاده
وغُرّ المعاني في فصيح كلامه
وفي المَيْسِ مَيّاسٌ بإيجافِ سَيْرِهِ
رجومٌ بأجواز الفلا بلغامه
فما زال سهبُ الأرض قوتاً لأرضه
ولا انفكّ قوتُ الرحل شحمَ سنامه
وأعملتهُ بدراً ولكنُ رددته
هلالاً، مشى فيه مُحاقُ المهامهِ
وَمَرّتٍ يَطولُ سَفْرَهُ بِنَفاذِهِ
أُتيحَ له مُسْتَنّجِدٌ باعْتزامِهِ
إذا صرصرُ الأرواحِ أغشتهُ صرَّها
شوى الوجهَ منها حرُّهُ باحتدامه
يبلّ صَدَى الأرْماق في القيظ رَكبُهُ
بِمُلْتَقَطٍ يثْنِي القَطَا عن جمانِهِ
تمزَّقُ عنه الكفُّ جلبابَ عرمضٍ
فيبدو كنورِ الصّبْح تحتَ ظلامِهِ