أقول لعبد المحسن اليوم منشدا

أقولُ لعبد المحسن اليومَ منشدا

​أقولُ لعبد المحسن اليومَ منشدا​ المؤلف عبد الغفار الأخرس


أقولُ لعبد المحسن اليومَ منشدا
له ما أَراه في الحقيقة مُرْشِدا
سَعَيْتَ فلمْ تَحْصَل على طائل به
تسرُّ صديقاً أو تسيء به العدى
وقال لك التوفيق لو كنت سامعاً
وراءك ما تبغي من الفضل والندى
وقد خاب ساعٍ أبصرَ البحر خلفه
إلى جرعة يروي بنهلتها الصدى
وأَنْفَقْتَ مالاً لو قنعت ببعضه
إذنْ لكفاك العمر مرعىً وموردا
فما نلتَ ماحاولتَ إذ ذاك مغوراً
ولا حُزتَ ما امَّلْتَ إذ ذاك منجدا
وكم أملٍ يشقى به من يرومه
وأمنيَّةٍ يلقى الفتى دونها الردى
فأهلاً وسهلاً بعد غيبتك التي
قضيت بها الأيام لكنّها سدى
ولُذْ بالأشمّ القَيْل إمّا مقيله
فظلٌّ وأمّا ما حواه فللندى
بعذب الندى مُرّ العداوة قادر
عَفُوٌّ عن الجاني وإنْ جار وکعتدى
أخ طالما تفدى بأنفس ماله
وأقسم لو أنصفت كنت له الفدا
ولو كنتَ ممن شدَّ عضداً بأزره
بَلَغْتَ لعمرُ الله عزّاً وسؤدداً
ولو كنتَ ذا باعٍ طويل جَعَلْتَه
بيمناك سيفاً لا يزال مجرّدا
وإنّك ما تختار غير رضائه
كمن راح يختار الضلال على الهدى
على أنَّه إن لم لك مسعدا
فهيهات أنْ تلقى من الناس مسعدا
يقيك اتّقاء السابغات سهامها
متى تَرَمْكَ الأرزاء سهماً مسدّدا
وإنَّك إن تُولِ القطيعةَ مثلَه
قطعتَ لعمري من يديك بها يدا
ولا تسلم الأطماع من بعد هذه
إلى مستحيلات الأماني مِقْوَدا
ومن سفهٍ بغيُ کمرىءٍ وارتكابه
من البغي ما إنْ أصْلَحَ الدهر أفسدا
وعش مثل ماتهوى بظلّ جنابه
ترى العيش أهنا ما رأيتَ وأرغدا