أقول وعندي أنني لست قائلا
أقولُ وعندي أنني لستُ قائلاً
أقولُ وعندي أنني لستُ قائلاً
بنفسي ولكني أقول كما قالا
بأني ذو قول لما هو قائل
بنا ولساني عينهُ فيَّ ما زالا
وما أنا ظرفٌ كالمكانِ ولا أنا
محلٌّ له والميل ميلي إذا مالا
فلا تيأسي يا نفسُ مما نريدُهُ
فلا بدّ لي منه وإنْ طالَ ما طالا
تكشفَ عن عيني غطاءُ عمامتي
فأدركتُ ما خلفَ الحجابِ وما شالا
وأصبحتُ في قومٍ هداة أيمة
وغادرتُ أقواماً عن الحقِّ ضلالا
إذا جاءهم حق أتوا ينكرونه
فلا تضربوا للهِ بالفكرِ أمثالا
وإنْ كان حقاً ذلك المثلُ الذي
أتاهم به لم يعرفوا فيه أشكالا
وما كنتُ في رَيبٍ مِنَ امر شهدتُه
وما كنتُ في زهدي وفخري مختالا
أجررُ أذيالي كما قالَ عتبةٌ
وما كل مختالٍ يجرِّر أذيالا
ألم تدرِ أني في الجهادِ مُقدَّم
أصيرُ أسدَ الغابِ في الحربِ أشبالا
إذا جئتُ بيتَ الحقِّ جئتُ ملبياً
مهلاً وإنْ جئناهُ لمْ ندرِ إهلاللا
وهل ترفعُ الأصواتُ إلا لغائبٍ
بعيدٍ وذو التقريبِ يهمسُ إجلالا