أكل متوج يحمي البلادا
أكل متوجٍ يحمي البلادا
أكل متوجٍ يحمي البلادا
ويسلك في سياستها السدادا
ينام الحادث المعتس عنها
ويأبى طرفه إلا سهادا
فما تشقى رعيته بخطبٍ
ولا تشكو اضطراباً أو فسادا
تدين لتاجه التيجان طراً
وتسأله الرعاية والذيادا
وتفديه النفوس على اعتقادٍ
بأن حياته تحيي العبادا
أحب المالكين إلى الرعايا
مليكٌ ليس يألوها افتقادا
تغلغل في مكان الحس منها
فكان السمع فيها والفؤادا
أضر الناس ذو تاجٍ تولى
فما نفع البلاد ولا أفادا
وكان على الرعية شر راعٍ
وأشأم مالكٍ في الدهر سادا
تبيت له الأرائك في عناءٍ
تمارس منه أهوالاً شدادا
ويمسي ملكه في زي ثكلى
كساها فقد واحدها الحدادا
كأن الملك في عينيه حلمٌ
يلذ به فما يألو رقادا
ينادي صارخ الحدثان منه
فتىً يزداد وقراً إذ ينادي
وتدعوه الرعية وهو لاهٍ
فتصدع دون مسمعه الجمادا
فلا هو يرتجي يوماً لنفع
يعز به الرعية والبلادا
ولا هو مالك كشفا لضر
إذا ما كائد الحدثان كادا
حياةٌ توسع الأحياء عاراً
وذكرٌ يملأ الدنيا سوادا
وهل عز المليك بغير عزمٍ
يقيم به من الملك العمادا
وحزمٍ تنثني عنه العوادي
ويلقي عنده الدهر القيادا
عزيز النيل والآمال حيرى
تسائلك الهداية والرشادا
أضيء قصد السبيل لها وألف
أوابدها فتوشك أن تعادي
وقدها قود مأمونٍ عليها
يصاديها بأحسن ما تصادى
فإيه يا عزيز النيل إيهٍ
أما ترضى لملكك أن يشادا
وللشعب المصفد أن تراه
وقد نزع الأداهم والصفادا
ألست ترى البلاد وكيف أودى
بها المقدور أو كادت وكادا
عناها ما تكافح من خطوبٍ
تزيد على هوادتها عنادا
ألست ترى بنيها في شقاقٍ
فما يرجون ما عاشوا اتحادا
أتتركهم يهب الشر فيهم
ونار الخطب تتقد اتقادا
أتسلمهم إلى صماء تثني
فؤاد الدهر يرتعد ارتعادا
أتقذفهم إلى لهوات ضارٍ
مليٍ أن يغولهم ازدرادا
لقد طلبت على يدك الرعايا
طريف الخير والشرف التلادا
فخذها في قويمٍ من حياةٍ
تكون لها قواماً أو عتادا
وحصناً ترتمي نوب الليالي
هوالك عن ذراه أو تفادى
أقم منآدها واشدد قواها
وجاهد في سياستها جهادا
وإما رام جاهلها فساداً
وزيغاً عن سبيلك وابتعادا
فأرجعه إليك فإن أسمى
خلالك أن تكون لنا معادا
وعودنا خلال الخير إني
رأيت الخير والشر اعتيادا
وما شغف المسود بمثل خلقٍ
يكون لدى المسود مستجادا
وللأخلاق بالأمم انتقالٌ
تدانى الحين منها أم تمادى
فهذي في مجاهلها تردى
وهذي في معالمها تهادى
تسايرها الأماني والمنايا
فما تنساق في قومٍ فرادى