ألا تلكما عرسي منيعة ضمنت

ألا تلكُما عِرسي منيعة ُ ضمّنت

​ألا تلكُما عِرسي منيعة ُ ضمّنت​ المؤلف ثابت بن جابر


ألا تلكُما عِرسي منيعةُ ضمّنت
مِنَ الله إثْماً مُسْتَسِراً وَعالنا
تقولُ تركتُ صاحباً لكَ ضائعاً
وَجِئْتَ إَلَيْنَا فَارِقاً مُتَبَاطِنا
إذَا مَا تَرَكْتُ صَاحِبِي لِثَلاَثَةٍ
أَوْ اثْنَيْنِ مِثْلَيْنَا فَلاَ أُبْتُ آمِنا
وما كنتُ أبَّاءً على الخلّ إذْ دعا
وَلا المَرْءِ يَدْعُونِي مُمِرّاً مُدَاهِنَا
وَكَرِّي إذَا أُكْرِهْتُ رَهْطاً وَأَهْلَهُ
وأرضاً يكونُ العوصُ فيها عُجاهنا
ولمَّا سمعتُ العوصَ تدعو تنعَّرتْ
عَصَافِيرُ رَأسِي مِنْ غُوَاةِ فَراتِنَا
ولم أنتظر أن يدهموني كأنّهمْ
وَرَائِي نَحْلٌ فِي الخَلِيَّةِ وَاكِنَا
وَلاَ أَنْ تُصِيبَ النَّافِذاتُ مَقَاتِلِي
وَلَمْ أَكُ بِالشّدِ الذَّلِيقِ مَدَاينا
فَأَرْسَلْتُ مثنياً عَنِ الشَّرِّ عَاطِفاً
وَقُلْتُ تَزَحْزَحْ لاَ تَكُونَنَّ حَائِنَا
وحثحثتُ مشعوفَ النَّجَاءِ كأنّني
هِجَفٌّ رَأى قَصْراً سَمَالاً وَداجِنَا
من الحُصِّ هَزروفٌ كأنَّ عِفاءهُ
إذا استدرجَ الفيفاء مدَّ المغابنا
أزَجُّ زَلوجٌ هذرفيٌّ زفازفٌ
هِزَفُّ يَبُذُّ النَّاجِيَاتِ الصَّوَافِنَا
فَزَحْزَحْتُ عَنْهُمْ أَوْ تَجِئْنِي مَنِيَّتِي
بغبراءَ أو عرفاءَ تغدُو الدَّفائنا
كَأنِّي أَرَاها الْمَوْتَ لاَ دَرَّ دَرُّهَا
إذا أمكنتْ أنيابها والبراثنا
وقالتْ لأُخرى خلفَها وبناتِها
حَتُوفٌ تُنَقِّي مُخَّ مَنْ كَانَ وَاهِنَا
أَخَالِيجُ ورّادٍ عَلَى ذِي مَحَافِلٍ
إذا نزعوا مَدُّوا الدَّلاَ والشَّواطنا