ألا خبر بمنتزح النواحي

ألا خبر بمنتزح النواحي

​ألا خبر بمنتزح النواحي​ المؤلف أبو إسحاق الألبيري


ألا خبر بمنتزح النواحي
أطير إليه منشور الجناح
فأسأله وألطفه عساه
سيأسو ما بديني من جراح
ويجلو ما دجا من ليل جهلي
بنور هدى كمنبلج الصباح
فأبصق في محيا أم دفر
واهجرها وأدفعها براحي
وأصحو من حمياها وأسلوا
عفافا عن جآذرها الملاح
وأصرف همتي بالكل عنها
إلى دار السعادة والنجاح
أفي الستين أهجع في مقيلي
وحادي الموت يوقظ للروح
وقد نشر الزمان لواء شيبي
ليطويني ويسلبني وشاحي
وقد سل الحمام علي نصلا
سيقتلني وإن شاكت سلاحي
ويحملني إلى الأجداث صحبي
إلى ضيق هناك أو انفساح
فأجزى الخير إن قدمت خيرا
وشرا إن جزيت على اجتراحي
وها أناذا على علمي بهذا
بطيء الشأو في سنن الصلاح
ولي شأو بميدان الخطايا
بعيد لا يبارى بالرياح
فلو أني نظرت بعين عقلي
إذن لقطعت دهري بالنياح
ولم أسحب ذيولي في التصابي
ولم أطرب بغانية رداح
وكنت اليوم أوابا منيبا
لعلي أن تفوز غدا قداحي
إذا ما كنت مكبول الخطايا
وعانيها فمن لي بالبراح
فهل من توبة منها نصوح
تطيرني وتأخذ لي سراحي
فيا لهفي إذا جمع البرايا
على حربي لديهم وافتضاحي
ولولا أنني أرجو إلهي
ورحمته يئست من الفلاح