ألا قل للوزير مقال مثن
ألا قلْ للوزير مقالَ مثنٍ
ألا قلْ للوزير مقالَ مثنٍ
بما يولى من المننِ الجسامِ
أبي سعدٍ ومَن لولاهُ كانتْ
أمورُ العالمين بلا نظامِ
أنِفْتُ تفضُّلاً من أنْ يُرى لي
مديحٌ سار فى قومٍ لئامِ
ولو أنِّي جريتُ على اختياري
وكانتْ راحتي فيها زِمامي
لَما عرَّجتُ إلاّ عن لئامٍ
ولاعرَّستُ إِلاّ في كِرامِ
ولكنّ التّقيّةَ لم تزلْ بى
تقودُ إلى فعالٍ أو كلامِ
عن القومِ الذين على هداهمْ
بقولٍ في حلالٍ أو حرامِ
تلقّينا مجاملةَ الأعادى
وفى الأحشاءِ وقدٌ كالضّرامِ
ولولا ما تراه سمعتَ قولى
وكم بلىَ المفوّهُ بالكمامِ
وإنّى راقبٌ زمناً وشيكاً
يَبينُ به الصَّباحُ منَ الظّلامِ
أَقولُ إذا أردتُ بلا اتّقاءٍ
وآتي ما أشاءُ بلا احتشامِ
فعيشُ المرءِ لا عَبِقاً بسُؤْلٍ
ولا جَذِلاً بشيءٍ كالحِمامِ
هو الزّمنُ الذى ما صحّ يوماً
لعانٍ فى يديه من السّقامِ
جَموحٌ بينَ أضدادٍ فنَحْسٌ
بلا سَعْدٍ وصبحٌ في ظلامِ
وما يسْطيعُ فَرْقاً فيهِ إلاّ
قليلٌ بينَ عَضْبٍ أو كَهامِ
وقد عشيتْ عيونٌ فيه عن أنْ
تميّز بين نبعٍ أو ثمامِ
وكلُّ مقالةٍ قيلتْ دفاعاً
لشرٍّ فهى صفرٌ من ملامِ
ومنْ لا فضلَ فيه ولا خلالٌ
تقدّم ما يقدّمه كلامى
فما الأقدامُ تعدلُ بالهوادى
ولا خُفٌّ يُسَوَّى بالسَّنامِ
ومن هو ناقصٌ لم يدنُ يوماً
بتفضيلٍ إِلى دارِ التَّمامِ
ومدحك لامرئٍ كذباً هجاءٌ
وطيفٌ زارَ في سُكْرِ المنامِ
ولو أنّا عددنا كلَّ نابٍ
عن الحسنى حقيقٍ بالملامِ
لكانَ النّاسُ كلُّهمُ سواءً
وأخرجناك من كلِّ الأنامِ
فمدحك دون كلِّ النّاسِ حلٌّ
وفى باقى الورى كلُّ الحرامِ