ألا يا قوم للقدر المتاح
ألا يا قومُ للقدرِ المتاحِ
ألا يا قومُ للقدرِ المتاحِ
وللأيّامِ ترغبُ عن جِراحي
و للدنيا تماطلُ بالرزايا
مطالَ الجربِ للإبلِ الصحاحِ
تُسالمني ولي فيها خَبِيءٌ
أَغَصُّ عليه بالعَذْبِ القَراحِ
و يا لملمةٍ نزعتْ يميني
وَ حصتْ بالقوادمِ منْ جناحي
فتنتُ بها ومنظرها قبيحٌ
كما فتنَ المتيمُ بالملاحِ
ألا قلْ للأخاريرِ من قريشٍ
وسُكَّانِ الظّواهِرِ والبِطاحِ:
هَوَى من بينكمْ جبلُ المعالي
و عرنينُ المكارمِ والسماحِ
وجبَّ اللهُ غاربَكمْ فكونوا
كظالعةٍ تحيد عن المراحِ
يُدَفِّعُها مُسوِّقُها المُعَنَّى
و قد شحطَ الكلالُ عن البراحِ
وغُضّوا اللَّحْظَ عن شَغَفٍ إليهِ
فما لكُمُ العَشيَّةَ مِنْ طَماحِ
غُلِبْناهُ كما غُلِبَ ابنُ ليلٍ
و قد سئمَ السهادَ على الصباحِ
فقلْ لمعاشِرٍ رَهبوا شَباتي
وما تَجني رماحي أو صِفاحي
رِدُوا من حيثُما شِئْتُمْ جِمامي
فإني اليومَ للأعداءِ ضاحِ
ورُوموني ولا تخشَوْا قِراعي
فقد أصبحتُ مُستَلَبَ السِّلاحِ
وقودوني فما أنا في يديكمْ
على ما تَعهدون من الجِماحِ
و لا تنتظروا مني ارتياحاً
فقد ذهب ابن موسى بارتياحي
فللسببِ الذي يشجى التزامي
وللسَّببِ الّذي يُسلي اطِّراحي
لواني ما لواني عن مرادي
وحالَ الدَّهرُ دونَ مَدَى اقتراحي
فلا دوٌّ تخبُّ به ركابي
و لا جوٌّ تهبُّ به رياحي
فَمَنْ للخيلِ يقدِمُها مُغِذًّا
ينازعنَ الأعنةَ كالقداحِ؟
ومَنْ للبيضِ يُولِغُها نَجيعًا
من الأعداء في يومِ الكفاحِ؟
ومَنْ للحربِ يُقِدُ في لَظاها
إذا احْتَدَمَتْ أنابيبَ الرِّماحِ؟
و منْ لمسربلٍ في القدَّ عانٍ
على وجلٍ يذادُ عن السراحِ؟
ومن للمال يَعْصي فيه بَذْلاً
أساطيرَ العواذلِ " واللواحي "؟
و من لمسوفٍ بالوعد يلوى
ومَطروحٍ عنِ الجَدوى مُزاحِ؟
هيَ الدُّنيا تُجَمْجمُ ثمَّ تأتي
مِنَ الأَمْرِ المبرِّحِ بالصِّراحِ
تنيلُ عطيةً وتردُّ أخرى
و تطوى الجدَّ في عينِِ المزاحِ
فمنْ يعدى على أمَّ الرزايا
إذا جاءتْ بقاسيةِ الجِراحِ؟
سلامُ الله تنقلهُ اللّيالي
و يهديهِ الغدوُّ إلى الرواحِ
على جدثٍ تشبث من لؤيٍّ
بينبوعِ العبادة والصَّلاحِ
فتىً لم يروَ إلاّ من حلالٍ
و لم يكُ زادهُ غيرَ المباحِ
ولا دَنِسَتْ له أُزُرٌ بعارٍ
ولا عَلِقَتْ له راحٌ براحِ
خفيفُ الظهرِ من " حملِ " الخطايا
وعُريانُ الصَّحيفةِ من جُناحِ
مَسوقٌ في الأمورِ إلى هُداها
ومَدْلولٌ على بابِ النَّجاحِ
مِنَ القوم الّذين لهمْ قلوبٌ
بذكرِ اللهِ عامرةُ النَّواحي
بأجسامٍ من التقوى " مراضٍ "
لمبصرِها وأديانٍ صِحاحِ
بنى " الآباءِ " قوموا فاندبوهُ
بألسنةٍ بما " تثنى " فصاحِ
وإنْ شئتمْ له عَقْرًا فشلُّوا
نفوسَ ذوي اللقاحِ عن اللقاحِ
أصابَكَ كلُّ مُنْهَمِرٍ دَلوحٍ
" وحاملُ " كلَّ مثقلةٍ رداحِ
وروَّاك الغَمامُ الجُون يَسْري
بطيءَ الخَطْوِ كالإِبلِ الرِّزاحِ
ترابٌ طاب ساكنهُ فباتتْ
تأرَّجُ فيهِ أنفاسُ الرِّياح
غنيٌّ أنْ تجاورهُ الخزامى
وتُوقَدُ حوله سُرُجُ الأقاحي