أللمجد بالناس ينتظر السعدد

أللمجد بالناس ينتظر السعدد

​أللمجد بالناس ينتظر السعدد​ المؤلف نور الدين السالمي


أللمجد بالناس ينتظر السعدد
وعن منزل العلياء يقعدنا البعد
أليس احترام الناس في طلب العلى
وإن لم تنل ما حاولته هو المجد
وما الملك مطلوبا بشرع وإنما
مجانبة الأدنى هو المطلب القصد
إذا المرء لم يرض بذل معيشة
وقام إلى العلياء ولم يسعد الجد
وقد صار ذا مجد كريم وذا علا
وفوق اتساع الطوق لم يلزم العبد
ومن كان ذا عزم وبأس وسطوة
وقام ولم يرزق علا فله الحمد
علام يلوم الناس فيما أرومه
وإن فات ما أرجو وقد عظم الجد
أعند تماديهم وإخماد عزمهم
وسوء مساعيهم ملام لمن يبدو
ألم يكفهم أن العلا قد تهدمت
جوانبها فيهم وقد شرف الوغد
وإن منار الدين أمسى مهدما
وعطلت الأحكام وانتبذ الحد
رضوا بالتواني سلوة وتشعبت
همومهم جبنا فحاروا وما اشتدوا
لقد قعدوا بين الخوالف جهرة
ولو أنهم شاؤوا الخروج له اعتدوا
إلى الله أشكو أهل دهري فإنما
سبيل العمى فيهم هو المنهج الرشد
أناس يرون العجز أربح متجر
وأوضح منهاج إذا سئل العهد
لقد قطعت أرحامهم بينهم وقد
تسفهت الأحلام وانتشر الحقد
فعزهم عجز وأما علاهم
فذل وأما دينهم فهو النقد
فلم يرقبوا إلا ولا ذمة ولا
يتم لهم إن واعدوا أحدا وعد
قصارى منى أقواهم مع تمرد
ظلامة من يقوى عليه إذا يعدو
وإن شريف القوم من كنت أرتجي
به عضدا في الدين أقعده المهد
غدا في نعيم العيش بغيا تلذذ
ومال به عني كواعبها النهد
أما كل ذي أرب يود عناقها
ولكن شهم النفس أشغله المجد
فلم يرع للغيد الحسان تعاهدا
ولم يرها شيئا وإن عظم الوجد
أما في سبيل العز سلوة عاشق
إذا ما توالى فيه للإبل الوخد
وكان على أكوارها كل وقته
يفور به سهل ويعلو به نجد
يصادف منه الدهر درع تجلد
وإفرند عزم ليس ينبو به الحد
فتهزم جند الخصم شدة بطشه
إذا قامت الهيجا وإن كثر الجند
يراهم بعين الباس أحقر نجدة
فيلقاهم في الحرب وهو فتى فرد
تنازل منه الفرقدين عزائم
فيسطو على الأقران بأسا ويشتد
يهش إلى صوت المنادي بسالة
ويزحف للحرب الزبون ويعتد
ويستسهل الصعب الشديد جلادة
وصبرا كذا يستسهل الرجل الجلد
فمن لي بشار هكذا وصف حاله
يمحى به جور الزمان فلا يبدو
ومن لي بشهم يعلم الدهر أنه
إذا لم يقم للمجد حاط به الكد
ويدري بأن الأمر ليس بهين
فيصبر إن خيرا أتاه وإن جهد
ويمضي على الأهوال لا متلعثما
إلى أن يواري جسمه ذاك اللحد
يريد رضا الرحمن في ذاك كله
فيا شهم بشرى فالمحل هو الخلد