أما أنا ...
أما أنا ...
لا تنثني في الرّوض أغصان الشّجر
حتّى تدغدغها النّسائم في السّحر
و أنا كذلك لا يفارقني الضّجر
حتّى تداعب لمّتي بيديها
الشّمس تلقى في الصّباح حبالها
و تبيت تنظر في الغدير خيالها
أمّا أنا فإذا وقفت حيالها
أبصرت نور الشمس في خدّيها
الطّود يقرأ في السّماء الصّافيه
سفرا، جميل متنه و الحاشيه
أمّا أنا فإذا فقدت كتابيه
أتلو كتاب الحبّ في عينيها
الطّير إن عطشت ولجّ بها الظّما
هبطت إلى الأنهار من علو السّما
أمّا أنا فإذا ظمئت فإنّما
ظمأي الشديد إلى لمى شفتيها
الندّ يطلبه الخلائق في الرّبى
بين الورود و في نسيمات الصّبا
أمّا أنا فألذّ من نشر الكبا
عندي، الذي قد فاح من نهديها
الرّاح تصرف ذا العناء عن العنا
و تطير بالصّعلوك في جوّ المنى
قيرى الكوكب تحته، أمّا أنا
فتظلّ أفكاري تحوم عليها
فيها و منها ذلّتي و سقامي
و بها غرامي، القاتلي؛ و هيامي
أشتاقها في يقظتي و منامي
و أطول شوق المستهام إليها