أمرها في الكون طرا يحكم

أمرها في الكون طرا يحكم

​أمرها في الكون طرا يحكم​ المؤلف محمد إقبال


أمرها في الكون طرا يحكم
حينما الذات بعشق تحكم
يدها من قوة الحق أثر
فإذا ما أومأت شق القمر
في خصومات الورى أقوى حكم
صاغر في حكمها دارا وجم
اسمعن مني حديثا عن ولي
اسمه في الهند مشهور علي
ذلك الصداح في المرج القديم
قص أخبارا عن الورد الشميم
سالك سكران من خمرته
قصد الأسواق في نعيته
وأتى العامل في موكبه
معه الحراس قد حفت به
صاح للتطريق جندي نكير
أيها الأحمق أفسح للأمير
ومضى الدرويش في تسياره
غارقاً في اللج من أفكاره
فأتى رب العصا في شرته
ضاربا رأس الفتى في غفلته
فتنحى عن طريق العامل
وهو في ذعر وحزن قاتل
ومضى يشكو إلى شيخ الطريق
دمعه من محبس العين طليق
زمجر الشيخ بقول من ضرم
مثل برق في ذرى الطود اضطرم
ثم أملى الشيخ سطرا من لهب
قال للكاتب في نار الغضب
أمسك المزبر وأكتب ذا النذير
أبلغ السلطان عن هذا الفقير
عامل عندك غر قد عصا
وعلا رأس غلامي بالعصا
اعزل العامل هذا الفاجرا
أو أهب ملكك ملكا آخرا
عبد حق فيه لله احتساب
أرعد السلطان منه ذا الكتاب
آده غم وخوف لا يحول
فكى في لونه شمس الأصيل
قيد العامل بالقيد الثقيل
واستغاث الشيخ للصفح الجميل
ورأى خسرو له خير سفير
ذلك الكوكب وضاء الضمير
ساحر الألباب في ألحانه
مستمد الغيب في تبيانه
ولها خسرو بأوتار الرباب
فأهاج الشيخ وجدا وأذاب
قطرة كالطود في عزته
خشعت للحن في رقته