أمر بها مع الأرواح رند

أمرَّ بها مع الأرواح رندُ

​أمرَّ بها مع الأرواح رندُ​ المؤلف عبد الغفار الأخرس


أمرَّ بها مع الأرواح رندُ
فَشَوَّقها إلى الأَطلال وَجْدُ
أمْ کدَّكَرَتْ أحبَّتُها بسلع
فهيَّيجها بذات الأثلِ عهد
أراها لا تُفيقُ جوىً ووجداً
وشبَّ بقلبها للشوق وقد
حدا فيها الهوى لديار ميٍّ
فثمَّ مسيرها في البيد وخد
وتيَّمها صبا نجدٍ غراماً
فما فَعَلَتْ بها سَلْعٌ ونجد
ولي كدموعها عبراتُ جفنٍ
لها في وجنتي عكس وطرد
بُودِّي أنْ تعيدا لي حديثاً
بأحبابٍ لهم في القلب ودّ
لهم منّي غرامٌ مستزادٌ
ولي منهم منافرةٌ وصدّ
ضللتُ عن التصبُّر في هواهم
وعندي أنَّهُ هديٌ ورشد
فأخلقَ حبُّهم ثوبَ اصطباري
وثوبُ الوجد فيهم يستجدُّ
صبوتُ إليهمُ فاستعبدوني
وإنَّ الصَّبَّ للمعشوق عبد
ولي في حيّهم رَشَأ غرير
تخاف لحاظهُ بالفتك أسدُ
إذا ما ماس أَزرى بالعوالي
وكم طعنَ الجوانحَ منه قدُّ
وليلٍ بالأبيرقِ بتُّ أسقى
ثناياه ونَقْلي منه خد
يميل بنا التصابي حيث ملنا
يفوزُ بوَفْرها عافٍ ووفد
رَكِبْنا من ملاهينا جمُوحاً
فنحنُّ عن المسرَّة لا نودًّ
ليالي أورثتنا حين ولَّتْ
تَصَعُّدَ زفرةٍ فينا تجدّ
فهل يا سعد تُسْعِدُني فإني
فَقَدْتُ الصَّبر لا لاقاك فقد
وما كلٌّ يرجّى عندَ خطبٍ
إذا ما خاصَمَ الدهرُ الألدّ
سوى محمود محمود السجايا
فلي من عطفه الركن الأشدّ
إذا عدَّتْ خصالُ كريمِ قومٍ
فأوَّلُ ما خصائله تعدّ
سروري في الهموم إذا کعترتني
وعيشي الرغد حيث العيش كدّ
بفضل يمينه وظبا يَدَيْه
يفوز مصاحبٌ ويخيب ضد
وفيض علومه للناس جهراً
يدلّ بأَنَّه بَحرٌ مُمدّ
وقد عذبتْ موارده فأمسى
لكِلِّ الناس من صافيه وِرْد
طمى علماً ومكرمة وجوداً
خضَمٌّ ليس يستقصيه حدّ
فجود لسانه درٌّ ثمينٌ
وجود بنانه كرم ورفد
يلوا منه الغوامض في علوم
فما في الكشف أسْرَعَ من يردّ
علومٌ نصبَ عينيه أحارتْ
عقولَ طلابها أَنَّى تجدّ
ذكيٌّ ثاقب الأفكار ذهناً
فلم يصلد له بالفكر زند
تسائله فبيدي الدرّ سيلاً
وينبي عن حسام العضب قدُّ
وكم قد أعجز الأغياد ردّاً
بأجوبة لعمرك لا ترد
إذا كشف الحقائق في كلام
كأنّ نظامه في النثر عقد
وجاوبَ عالمُ الزَّورا بما لا
تُجاوِبُ فيه إيرانٌ وهند
وأَمْسَتْ عندَه الأغيار خرُساً
وبان ضلالهم وأبينَ رشد
لقد آتاه ربُّك أيَّ فضل
وذلك من إله العرش وعد
أقامَ شريعةَ الغّراء فيه
وشُدَّ به لدين الله عضد
إمامٌ قدوة العلماء قرمٌ
لقد جَمَعَ الفضائل وهو فرد
ففي بَحْرين: إفضالٍ وعلمٍ
يفوزُ بوفرها عافٍ ورفد
إليك أبا الثناء أبيتُ أُثني
وإنْ أَثنى لساني عنك جهد
ومن جُمَل الفروض عليك تتلى
الشكر صنيعك الإحسان حمد
ليهنك سيّدي عيدٌ سعيدٌ
عليك له مدى الأعوام عود
وهاك من الفقير قصيد شعر
رضاك له بها كرم ورفد
أَجِزْ لي في مديحك لي بلثمي
يمينَك فهو لي أملٌ وقصد