أمط اللثام عن العذار السائل
أَمِطِ اللِّثامَ عن العِذارِ السائلِ
أَمِطِ اللِّثامَ عن العِذارِ السائلِ
لِيَقُومَ عُذْرِي فِيكَ عِنْدَ عَوَاذِلِي
واغمِدْ لِحاظَكَ قدْ فَلَلْنَ تَجلُّدي
وَکكْفُفْ سِهَامَكَ قَدْ أَصَبْنَ مَقَاتِلِي
لاَ تَجْمَعِ الشَّوْقَ الْمُبَرِّحَ وَالْقِلَى
وَالْبَيْنَ لِي أَحَدُ الثَّلثَة ِ قَاتِلِي
يَكفيكَ ما تُذْكيهِ بينَ جَوانحي
لهَواكَ نارُ لَواعِجي وبَلابِلي
وهَناكَ أنّي لا أَدينُ صَبابة ً
لِهَوَى سِوَاكَ وَلاَ أَلِينُ لِعَاذِلِ
بِتْ لاَهِياً جَذِلاً بِحُسْنِكَ إنَّنِي
مُذْ بِنْتَ فِي شُغُلٍ بِحُزْنِي شَاغِلِ
فَکعْطِفْ عَلَى جِلْدِ كَعَهْدِكَ فِي النَّوَى
وَاهٍ وَجِسْمٍ مِثْلِ خَصْرِكَ نَاحِلِ
وَيْلاَهُ مِنْ هَيَفٍ بِقَدِّكَ ضَامِنٍ
تَلَفِي وَمِنْ كِفْلٍ بِوَجْدِيَ كَافِلِ
وبنَفسيَ الغَضبانُ لا يُرضيهِ غيرُ دمي وما في سَفكِهِ من طائلِ
دَمِي وَمَا فِي سَفْكِهِ مِنْ طَائِلِ
تُصْمي نِبالُ جفونِهِ قلبي ولا
شَلَّتْ وإنْ أصمَتْ يمينُ النابلِ
ويَهُزُّ قَدّاً كالقَناة ِ لِحاظُهُ
لِمُحِبِّهِ مِنْهَا مَكَانَ الْعَامِلِ
عانَقتُهُ أبكي ويَبسِمُ ثَغرُهُ
كالبرقِ أَومضَ في غَمامٍ هاطِلِ
فأَلِينُ في الشَّكوى لقاسٍ قلبُهُ
وأُجِدُّ في وَصفِ الغرامِ الهازِلِ
مَلِكٌ يُجِيرُ مِنَ الْحَوَادِثِ جَارَهُ
ويُخِيلُ سائلُهُ دعاءَ السائلِ
ملِكٌ أَنامِلُهُ لأَرْقَشَ نافِثٍ
حَتْفَ الْعِدَى وَلِمُنْصُلٍ وَلِذَابِلِ
كَمْ غَارَة ٍ شَعْوَاءَ جَدَّلَ أُسْدَهَا
يومَ الكريهة ِ عن متونِ أَجادِلِ
فينالُ ما أَعيا الأسِنّة َ والظُّبى
بأَسِنّة ٍ من رأيِهِ ومَناصِلِ
وبصامتٍ منذُ احْتوَتْهُ بَنانُهُ
فَخِرَ الْيَرَاعُ عَلَى الْوَشِيجِ الذَّابِلِ
لَقِنَ النَّدَى وَالبَأْسَ فِي قُضْبَانِهِ
عَنْ أَيْهَمٍ طَاوٍ وَأَغْلَبَ بَاسِلِ
سَلْ عَنْ مَوَاقَعِهِ الْكَتَائِبَ فِي الْوَغَى
يُخْبِرْنَ عَنْ كُتُبٍ لَهُ وَرَسَائِلِ
كَالسِّحْرِ تَنْفُثُ فِي القُلُوبِ مَكَائِداً
لا تُتَّقى فكأنّها منْ بابلِ
تَرْعَى لِحَاظُكَ مِنْ بَدَائِعِ وَشْيِهَا
أزهارَ جَنّاتٍ ونَورَ خَمائلِ
وإذا سرَتْ سَكرى شَمالٌ خِلَتاه
مَرَّتْ بِأَخْلاَقٍ لَهُ وَشَمَائِلِ
مِنْ مَعْشَرٍ نَهَضُوا وَقَدْ دَرِسَ النَّدَى
بفُروضِ جُودٍ أُهملَتْ ونَوافلِ
شادَ العُلى بمعارفٍ وعَوارفٍ
ورمى العِدى بصَوارمٍ وصَواهلِ
فهمُ إذا جلسوا صدورُ مجالِسٍ
وَهُمُ إذَا رَكِبُوا قُلُوبُ جَحَافِلِ
نسَبٌ كما وضَحَ الصباحُ مُرَدَّدٌ
في سُودَدٍ مُتقادِمٍ مُتقابِلِ
يا طالبَ المعروفِ يُجهِدُ نفسَهُ
فِي خَوْضِ أَهْوَالٍ وَنَقْضِ مَرَاحِلِ
شِمْ بَارِقاً عَبْدُ الرَّحِيمِ سَحَابُهُ
وَکبْشِرْ بِسَحٍّ مِنْ نَدَاهُ وَوَابِلِ
يا خيرَ من أَولى الجميلَ وخيرَ منْ
علِقَتْ بحبلٍ منهُ راحة ُ آمِلِ
كم من يدٍ أسدَتْ يَداكَ ونائلٍ
أتبعتَهُ يومَ العطاءِ بنائلِ
بيضاءَ يشهدُ بالسَّماحِ لرَبِّها
ما أثقلَتْهُ من طُلى ً وكَواهِلِ
واسْتَجْلِ أَبكارَ المديحِ عرائساً
أبْدَيْنَ زِينتَهُنَّ غيرَ عواطلِ
أبرزْتُهُنَّ على عُلاكَ سَوافراً
ـعَافِينَ فَيَّاضِ اليَدَيْنِ حُلاَحِلِ
فاجلِسْ لها وارفَعْ حِجابَكَ دونَها
وَکنْصِتْ إلَى إنْشَادِهَا وَتَطَاوَلِ
كرَماً على المأمولِ حقَّ الآمِلِ
جَاءَتْكَ لاَ مَرْذُولَة َ الْمَعْنَى وَلاَ
دَنِساً مَلاَبِسُهَا بِمَدْحِ أَرَاذِلِ
وَلَطَالَمَا نَزَّهْتُهَا عَنْ مَوْقِفٍ
يُخزي الكِرامَ وصُنتُها عن جاهلِ
ورفعتُها عن مدحِ كلِّ مُبخَّلٍ
وَالْعُدْمُ أَحْسَنُ مِنْ عَطَاءِ الْبَاخِلِ
هَيهاتَ يطمعُ في انقيادي مانعٌ
وَشَكِيمَتِي لاَ تَسْتَكِينُ لِبَاذِلِ
وَلَئِنْ دَعَوْتُكَ مِنْ مَحَلٍّ شَاسِعٍ
نَاءٍ مَدَاهُ عَلَى السُّرَى الْمُتَطَاوِلِ
فالسُّحْبُ تَبعُدُ أنْ تُنالَ وصَوبُها
دَانٍ قَرِيبٌ مِنْ يَدِ الْمُتَنَاوِلِ
فارفَعْ إذا عُرضَتْ عليكَ قصائدي
مَدحي إلى الملِكِ الرحيمِ العادلِ
واسفِرْ بجاهِكَ بينَ حظّي والغِنى
وتَقاضَ لي أيامَ دهري الماطِلِ
وَکنْهَضْ بِهَا أُكْرُومَة ً قَعَدَ الْوَرَى
عَنْهَا فَمِنْ مُتَقَاعِسٍ أَوْ نَاكِلِ
إنْ كنتَ أكرمَ منزلٍ نزلَتْ بهِ
فلْيَحْمِدَنَّ عليكَ أفضلُ نازِلِ
لمْ أَدعُ حينَ دعَوْتُ نصرَكَ غافلاً
عنّي ولا استنجَدْتُ منكَ بخاذِلِ
قد أخصبَتْ أرضُ العراقِ وإنّني
لأَرُودُ مِنْهَا فِي جَدِيبٍ مَاحِلِ
وَصَفَتْ مَوَارِدُها الْغِزَارُ وَمَوْرِدِي
مِنْهَا ثَمَادُ بَقَائِعٍ وَوَشَائِلِ
مُترَدِّيَاً برِداءِ حظٍّ ناقصٍ
في أهلِها وجمالِ فضْلٍ كاملِ
وَمَتَى رَأَتْ عَيْنَاكَ فَضْلاً شَائِعاً
فَکحْكُمْ لِصَاحِبِهِ بِذِكْرِ خَامِلِ
فَإذَا هَمَمْتُ بِنَهْضَة ٍ أُعْلِي بِهَا
قَدري وأنشُرُ في البلادِ فَضائلي
قامَ الزمانُ يَجُودُ دونَ بلوغِها
بعَوائقٍ من صَرفِهِ وشَواغِلِ
ولعلَّهُ يخشى سُطاكَ إذا رأى
حُسنَ التِفاتِكَ أنْ يُصيبَ شَواكلي