أمكنت العاذل من قيادها

أمكنتِ العاذلَ من قيادها

​أمكنتِ العاذلَ من قيادها​ المؤلف مهيار الديلمي


أمكنتِ العاذلَ من قيادها
فانتزع الرحمةَ من فؤادها
و لونت أخلاقها فقد غدا
بياضها يشفُّ عن سوادها
و الغانياتُ عطفةً وصدفةً
يجنىَ لك الحنظلُ من شهادها
لا يملكُ الراقدُ من أحلامهِ
إلا كما يملك من ودادها
أعلقُ ما كنت بها طماعةً
أنصلُ ما تكونُ من إسعادها
متى تكلفْ من وفاء شيمةً
تعدْ إلى شيمتها وعادها
آهِ على الرقةِ في خدودها
لو أنها تسري إلى فؤادها
بالبان لي دينٌ على ماطلةٍ
يميس غصنُ البان في أبرادها
سلطتِ الوجدَ على جوانحي
تسلطَ الخلفِ على ميعادها
يا طربا لنفحةٍ نجديةٍ
أعدلُ حرَّ القلبِ باستبرادها
و ما الصبا ريحيَ لولا أنها
إذا جرت هبتْ على بلادها
قل لمخيضِ العيسِ أغباسَ السري
تأكلُ عرضَ البيدِ في إسآدها
موائرا ترى السلامَ رمضاً
بينَ سلاماها إلى أعضادها
ذبالها تحت الدجى عيونها
لا تستشير النجمَ في رشادها
تبغي الندى وأين من مراده
طيُّ الفلا وأين من مرادها
عندكَ روضٌ وسحابٌ مغدقٌ
إن صدقتْ عينك في ارتيادها
أيدي بني عبد الرحيم أبحرٌ
أعذبها اللهُ على ورادها
أيدٍ تساوي الجودُ فيها فاكتفى
أن يسأل المعتامُ عن أجوادها
سلالةٌ من طينةٍ واحدةٍ
مجموعها يوجدُ في آحادها
ارمْ بهم على الليالي تنتصفْ
بهمْ على ضعفك من شدادها
و شمهمُ على الخطوب تنتضلْ
بيضَ السريجياتِ من أغمادها
انظرْ إليهم في سماواتِ العلا
مرفوعةً منهم على عمادها
ترَ النجومَ الزهرَ من وجوههم
ثابتةَ السعودِ في أوتادها
لهم سناها ثمّ ما ضرهمُ
نقصانُ ما يكثرُ من أعدادها
أسرةُ مجدٍ شهدَ الفضلُ لما
عقبَ عنها بعلا أشهادها
حسبك من آياتها دلالةً
أن كمالَ الملك من أولادها
حيَّ وقربْ غرةً أبيةً
كان النوى يألمُ من بعادها
ما سكنتْ أرضٌ إلى حضورها
إلا بكتْ أخرى على افتقادها
تودُّ حباتُ القلوب أنها
ما سافرتْ تكون من أرفادها
عاد إلى الدولة ظلُّ عزها
و قرت الأرواحُ في أجسادها
و امتلأتْ من شهبها أفلاكها
و ضمت الغيلُ على آسادها
يخطبها قومٌ وفي حبالكم
نكاحها وهم بنو سفادها
يا عجزَ من يطمعُ في قنيصها
و الليثُ جثامٌ على مرصادها
أنت لها بعدَ أبيك ثغرةٌ
غيرك لا يكون من سدادها
وجهك في ظلمائها سراجها
و كفك الذائبُ في جمادها
صدعت بالفضلِ وكنتَ معجزا
تطيعك النفوسُ باجتهاها
و أذعنتْ طائعةً مختارةً
بميلها إليك وانقيادها
إن ضلت الآراءُ باجتماعها
كفتك آراؤك بانفرادها
أو عبدتْ أموالُ قومٍ شرفتْ
نفسكَ أن تكون من عبادها
كفتكَ كسبَ العزّ نفسٌ حرةٌ
أحرزتِ العزةَ من ميلادها
و قدمتك فاجتبيتَ سيدا
أرومةٌ طرفك من تلادها
تعدي معاليها إلى أبنائها
على زمان هودها و عادها
لكم قداميَ الأرض أو سلافها
كنتم رباً والناسُ في وهادها
و جمةُ الملك تجمُّ لكمُ
ما طاب واستغزرَ من أورادها
إذا نطقتم سكتَ الناسُ لكم
على قوى الأنفاسِ وامتدادها
كأنما ألسنكم لهاذمٌ
على القنا تشرع في صعادها
ميمونةٌ النقبة أين وجهتْ
حللتِ المزنُ عرى مزادها
و إن سئلتم لم تروا أموالكم
ناميةً إلا على نفادها
هنا المعالي منك يا خيرَ أبٍ
يكنى بها جمعك من بدادها
ذاك وسلْ مذ غبتَ عن نفسي وعن
ضراعةٍ لم تكُ في اعتيادها
و نبوةِ الأعين عنيّ فيكمُ
كأنني صيرتُ من سهادها
أخرتُ نفسي بل قعدتُ حجرةً
مزملا بالذلّ في بجادها
مخفضا قولي متى قيل صهٍ
خشعتُ بينَ هائها وصادها
بينَ رجال كمنتْ فضائلي
عنهمْ كمون النار في زنادها
لم أرجهم وليتني لم أخشهم
قلوبهم تئنُّ من أحقادها
تسلقني باللوم فيكم ألسنٌ
أقوالها تصغرُ في اعتقادها
فكيفَ معْ قناعتي ظنك بي
هل كان إلا المصُّ من ثمادها
خلفتني جوهرةً ضائعةً
بقلةِ الخبرةِ من نقادها
لا حظَّ لي أرجوه عند غيركم
من عدةِ الدنيا ولا عتادها
تسكنُ أحشائي إلى حفاظكم
سكونَ أجفاني إلى رقادها
أنتم لنفسي في الحياة وبكم
أنتظر العونَ على معادها
فأين كان صبركم على النوى
من عركها الصبرَ ومن جهادها
و هل وقد أمرضها بعادكم
كنتم بعطفِ الذكر من عوادها
بلى. لقد واصلها ما بلها
من عون أيديكم ومن إرفادها
و قمتمُ على النوى بلفتةٍ
من نصرها شيئا ومن إنجادها
فاغتنموا الآنَ تلافي نقصها
في سعةِ الأيام وازديادها
و عند نعماك لها إن قضيتْ
دينٌ عليه جملةُ اعتمادها
مؤجلا قبل النوى وبعدها
من طارف الرسوم أو تلادها
فوكل الجودَ على نفسك في
قضائها ومرهُ بافتقادها
و اعلم بأن الحالَ في تسويفها
تضيقُ حتى الوعد في إبعادها
و اسلم لها واسع بها سوائرا
بعفوها منك وباجتهادها
لك الطويلُ الشوطِ من خيولها
فليس ترضىَ لك باقتصادها
لها بطونُ الأرض بل ظهورها
تصوبتْ أو هي في إصعادها
رجليَ ولا يعلقها ركبُ الفلا
بإبلِ البيدِ ولا جيادها
تسترقصُ الأسماعً أو تخالني
أستخلفُ الغريضَ في إنشادها
كأنها على الطروس أنجمٌ
لألأتِ الخضراء باتقادها
يكاد أن يبضَّ من نصوعها
ما سودَّ الكاتبُ من مدادها
تنفسُ الأيامُ عن صوابها
في وصف نعماكم وفي رشادها
ما دمتمُ حليا لمهرجانها
فينا وتيجانا على أعيادها