أنا شاعر
أنا شاعرٌ لكن ببؤسِ بلادي
أفؤادُكُم، يا قوم، مثل فؤادي؟
يا قوم، هل من ناظر فأريه ما
فيها، وهل من سامع فأنادي؟
زعماؤها متخاذلون لجهلهم
والكل للثاني من الأضداد
والعالمون حديثهم بعلومهم
وصف المآكل من لذيذ الزاد
قد قاوموا روح الهدى بسلاحهم
يرمون ذا الإصلاح بالإلحاد
والعلم كل العلم فينا عمة
وقفت لنا سداً من الأسداد
فالمصلحون خوارج من دينهم
والجاهلون مصابح الإرشاد
واذا ابن هذا العصر جاء مفاخراً
بعلاه فاخرناه بالأجداد
نحن العظاميون نفخر بالأولى
عظموا بقرطبة وفي بغداد
صعدت إلى قمم الجبال جدودنا
فعلام صرنا في حضيض الوادي؟
نمنا فقام الآخرون وأسّسوا
بالعلم مجداً شامخ الأطواد
ياقوم إن مرضت بكم أوطانكم
كونوا من الآسين لا العوّاد
ومتى أتت فرص القيام فشمروا
عن ساعد الإقدام باستعداد
بالعلم نقدر أن نعيد تراثنا
حتى نرى الأحفاد كالأجداد