أنت قيد الوجود إن غبت غابا
أنت قيد الوجود إن غبت غابا
أنت قيد الوجود إن غبت غابا
وإذا ما حضرت كنت حجابا
وكذا الكائنات علوا وسفلا
هو منهن لابس أثوابا
كل ذا باعتبار نفسك أما
هو في ذاته فجل مهابا
واحد مطلق عن القيد بل عن
قيد إطلاقه يلوح اقترابا
وهو في بيت عزة وجلال
لست تلقى إليه غيرك بابا
قف على بابه وتأدب
بخشوع وقبل الأعتابا كن بلا أنت تكشف الحجب عنه ويريك الذي أرى الأنجابا
وجهه النور ظاهر بك لكن
عنه أبدى عليك منه نقابا يا نديمي خذ المدامة مني إنني قد أدرت هذا الشرابا
وبسطت البساط في دار قومي
وملأت الكؤوس والأكوابا
وكنست الكنائس السود مما
كان فيها حتى البياض أجابا
وإستحالت إلى الأصول فروع
أحكمتها يد الفناء انقلابا
فوجودي هو الوجود الحقيقي
والتصاوير فيه كانت خضابا
إن علمي علم اليقين بأني
كنت سعدى وزينب والربابا
كنت ليلى أنا ومجنون ليلى
والمحبين قبل والأحبابا
وأنا الآن كل ما هو باد
وسأبدو حبائبا وصحابا
مثل فعل الحرباء يصبغ منها
كل لون به تلوح الإهابا
وهي في أي صبغة هي فيها
ذاتها لا تزال والألقابا
كل شيء نطق الوجود حروف
عاليات تحير الألبابا
قلم إن بحثت عنه ولوح
باعتبار ولقبوه الكتابا
وهي عين ترى وتدرك أبدت
ما سواها الجفون والأهدابا
شمس ذات لها الأشعة أسماء
عليها الجميع كان سحابا
تتجلى بنا فنظر عنها
مثل ما يظهر البقاع السرابا
لكن العر بالحقائق لا يعرف
شيئا فيحسب الشهد صابا
ويظن الوجود قسمين هذا
خطأ منه لا يكون صوابا
ويزيد الشرك الخفي عليه
كلما غاير الشراب الحبابا
والكلام المجاز عين الحقيقي
وترى في معناهما استغرابا
لكن المنكر الجهول غبي
ومحب السوى له يتغابى
والذي يفهم الأمور تراه
جامعا فارقا عصيا مجابا
هذه ملة بها الله أدنى
منه أهل الكمال والأقطابا
لم يوفق لها الإله سوى من
خر نجما على الجهول شهابا
حافظا لم يزل عهود التصابي
في شهود الوجود والآدابا
فعليه السلام ما حن قلب
نحو أحبابه وزاد التهابا
وبسعدى رأى العذاب نعيما
حين وافته والنعيم عذابا