أنعت جهما لم أجد فيما مضى

أنعت جهماً لم أجد فيما مضى

​أنعت جهماً لم أجد فيما مضى​ المؤلف بديع الزمان الهمذاني



أنعت جهماً لم أجد فيما مضى
 
أنكر منه حلية ومعرضا
لما انزوى في مسكه وانقبضا
 
ثم تمطى وسطا وانتفضا
ثم أتى ركب الفلا معرضا
 
يطفر كالبرق إذا ما أومضا
يطم كالسيل إذا ما حفضا
 
يزأر كالرعد إذا تخضخضنا
يغض عن أوسع من صحن الفضا
 
يكشف عن أرهف من غرب القضا
يطرق عن أوقد من جمر الغضى
 
أحمر من غيظ يقاني أبيضا
كما نجرت العود في ماء الأضى
 
ما راح عنمعرسه لينهضا
إلا انتصبنا للمنايا غرضا
 
بين يدي أوهى وظهر أنقضا
وظلت أنضى صارمي لو انتضى
 
أو علقت يمناي منه المقبضا
وأقتضي الناس وما حين اقتضا
 
والموت صرح بي وعرضا
فقلت عن ملء ضلوعي مرضا
 
وحر أحشاء تلظى نبضا
لمهجة لو رمت منها عوضا
 
لم تكن الأرض وما فيها رضى
ياللرجال الخطر المغمضا
 
أدلف بالسيف له مخضخضا
ثم قضى اللَّه وخيراً ما قضى
 
فحين صحصحت المصاع عرضا
وغض من نجدته وغيضا
 
وقلت لا أفلت مني معرضا
حتى أراك أو تراني حرضا
 
حاش لما أبرمته أن أنقضا
يا آكل الخلة بي تحمضا
 
أرضك لا أرض ولا مرتكضا
أسقك من ماء ظباه رفضا
 
فكر نحوي حمقاً ممتعضا
معبساً لوجهه محمضا
 
في بردة الموت إذا تعرضا
وصرت حَرّانَ إليه غرضا
 
بباتر الغرب إذ هز مضى
فقدك من ليشيءّ لما نهضا
 
تعاطيا كأس المنايا عن رضى
بحالة بات لها معرضها
 
ومالىء المنزل مني حفضا
لآل طه والوصيّ المرتضى
 
أبا عليّ ارعني سمع الرضى
حتى أطيل في الثناء وأعرضا
 
حجر على عيني أن تغتمضا
ولم أود شكرك المفترضا
 
ناظم آمالي وكانت رفضا
 
غدت أياديك لجسمي عرضا
بقيت ما شئت بقاء مرتضى
 
يحكم من عقد المنى ما انتقضا
يبسط من عطف العلى ما انقبضا
 
يصفي من العز علينا ما انتضى
يعيد من عز المعالي ما انقضى
 
يوضح من سر النهى ما غمضا
يقيم من أقدامنا ما دحضا
 
يسيغ من آمالنا ما اعترضا
يسأل من حاجاتنا ما عرضا
 
آمين قال العبد والله قضى