أهاجها حادي المطي فمالها

أهاجها حادي المطي فمالَها

​أهاجها حادي المطي فمالَها​ المؤلف عبد الغفار الأخرس


أهاجها حادي المطي فمالَها
ولم يهَجْ لمّا حدا أمثالَها
فهل عرفت يا هذيمُ ما بها
وما الَّذي أورثها بلبالها
غنّى لها برامةٍ والمنحنى
وبالديار ذاكراً أطلالها
وما درى أيَّ جوىً أثاره
وعبرة بذكره أسالها
ذكّرها مناخها برامة
فكان ذكر رامة خيالها
ذكرها مراعياً من شيحها
ووردها من مائها زلالها
ذاقت نميراً في العُذَيب ماءَه
وقد أُذِيقَتْ بعده وبالَها
لو كان غير وجدها عقالها
بدار ميٍّ أطلقت عقالها
تسألأ عن أحبابها دوارساً
من الرسوم لم تجب سؤالها
وكلّما عاد لها عيد الهوى
هيَّج منها عيده بلبالها
تاللَّه تنفك وقد تظنّها
لما بها من الضنَّى خيالها
حريصة على لقاء أوجُهٍ
غالى بها صرف النوى واغتالها
هي الظعون قوَّضت خيامها
وأزعجت يوم النرى جمالها
وأوقدت في قلب كل مغرمٍ
نيران وجد تضرم اشتعالها
وقاطعتنا بالنوى موصلاً
لو أنصفت ما قطعت وصالها
وعن يمين الجزع شرقيّ الحمى
متى أراني ناشقاً شمالها
بيوت حيّ أحكموا ضيوفها
وحذَّروا عدوها نزالها
وللمغزال دونها ملاعب
لو اقتنصت مرة غزالها
وقد رمتني عينها نبالها
فما وقتني أدرُعي نبالها
إنّي لأهوى مجتنى معسولها
وأختشي من قدّها عسّالها
تلك ربوع كنت في رباعها
طوع هواها عاصياً عذالها
فياسَقتَ تلك الربوع ديمةٌ
تصبُّ من صوب الحيا سجالها
ساحبة على الحمى سحابها
تجر في دياره أذيالها
قد قطبت وبشرت
من شام بالغيث العميم خالها
من مثقلات المزن ما إن جلجلت
بالرعد إلاّ وضعت أثقالها
شاكرة آثارها منها لها
إدبارها بالريّ أو إقبالها
وربّ ليلٍ أطبقت ظلماؤه
بحيث لا يهدي امرؤ خلالها
ولست أنفكّ ولي مآرب
أرجو إذا أرفعت أن أنالها
تحملني لابن النبيّ ناقة
إنْ بلغته بلغت آمالها
فإنّ إبراهيم حيث يمَمَّتْ
كان مناها إن يكن مآلها
نفسٌ له زكيّةٌ عارفة
بالغة بدركها كمالها
وتستمدّ العارفون فيضها
وترتجيها جاهها ومالها
لو لم في الأرض من أمثاله
زلزلت الأرض إذاً زلزالها
إذا دعا الله لكشف حادث
أهالها أمنَّها أحوالها
واتخذته المسلون إنْ دعت
ضراعها لله وابتهالها
من النجوم المشرقات بالهدى
المدحضات بالهدى ضلالها
ما برحوا في الأرض بين خلقه
أقطابها الأنجاب أو إبدالها
إذا دعوا إلى الجميل أسرعوا
ولن ترى لغيره استعجالها
واقتحموها عقبات أزمة
إلأى علىً توقَّلوا جبالها
هم الغيوث ابتدروا نوالها
هم الليوث ابتدروا نزالها
قائلة فاعلة بقولها
سابقة أفعالها أقوالها
إن قربت من الأعادي قرَّبت
إلأى الهدى همتهم آجالها
هم الذين ذلّلوا صعابها
هم الذين دوّخوا أقيالها
وحرَّموا من ربهم حرامَها
وحَلَّلوا بأمره جلالها
سل ما تشاء عن عويص مشكل
فإنَّه لموضح إشكالها
أين الأعادي من علوِّ قدره
إنّ طاولته في المعالي طالها
لو رام أعلى بُغيةٍ يرومها
ولو غدت مثل النجوم نالها
تسكرنا عذوبة من لفظه
إذا أدار لفظه جريالها
له التصانيف الّتي كأنّها
تروي بحسن صبّها جمالها
رقّت حواشيها فلو قرأتها
عَلى الغصون مرةً آمالها
مثل السماء بالسناء والسنا
قد طلعت خلاله خلالها
كم حجة أوردها قاطعة
وحكمة في كلمات قالها
خذها إليك سيّدي مقطوعة
واجعل رضاك سيّدي إيصالها