أيا حادي الأظعان لم لا نعرس

أيا حاديَ الأظعانِ لمْ لا نعرسُ

​أيا حاديَ الأظعانِ لمْ لا نعرسُ​ المؤلف الشريف المرتضى


أيا حاديَ الأظعانِ لمْ لا نعرسُ
لعلَّك أنْ تَحْظَى بقربك أنفُسُ
أنِخْ وانْضُ أَحْلاساً أكلْنَ جلودَها
فصرن جلوداً طالما أنت " محلسُ "
و إنْ كنتَ قد جاوزتَ بطنَ مثقبٍ
و ما فيه من ظلٍّ يقيءُ " فيلبسُ "
ففي الحَزْنِ مُخْضَرٌّ منَ الرَّوض يانِعٌ
و عذبُ زلالٍ بات يصفو ويسلسُ
تُدَرِّجُهُ أيدي الشَّمال كأنَّه
إذا أبصرَتْهُ العينُ نَصْلٌ مُضرَّسُ
وإنْ لم تُرِدْ إلاّ اللِّوَى فعلى اللِّوَى
سلامٌ ففيه موقفٌ ومعرسُ
وقومٌ لهمْ في كلِّ علياءَ منزلٌ
وعزٌّ على كلِّ القبائل أقعسُ
كرامٌ تضيءُ المشكلاتُ وجوههمْ
كما شفّ في تمٍّ عن البدر طرمسُ
و ما فيهمُ للهونِ مرعى ومجثمٌ
و لا منهمُ للذلَّ خدٌّ ومعطسُ
خليليَّ قُولا ما أَسَرَّ إليكما
وقد لَحَظَتْني عَينُهُ المتفرِّسُ
على حينِ زايلنا الأحبَّةَ بَغْتةً
و كلُّ جليدٍ يومَ ذلك مبلسُ
صَموتٌ عن النَّجوى فإنْ سِيلَ مابِهِ
فلا قولَ إلاّ زَفرَةٌ وتنفُّسُ
تُزعزعُهُ أيدي النَّوَى وهْو لابثٌ
و تنطقهُ شكوى الهوى وهو أخرسُ
و مما شجاني أنني يومَ بينهمْ
رجعت ورأسي من أذى البين " مخلسُ "
و قد كنتُ أخفيتُ الصبابةَ منهمُ
فنمّ عليها دمعيَ المتبجسُ
عشيَّة أُخفي في الرِّداءِ مسيلَهُ
ليسحبَ صحبي أنني متعطسُ
و ليلةَ بتنا بالثنيةِ سهدا
وما حَشْوُها إلاّ ظلامٌ وحِنْدِسُ
و قد زارنا بعد الهدوَّ توصلاً
إلى الزاد غرثانُ العشياتِ أطلسُ
أتانيَ مُغبرَّ السَّراةِ كأنَّه
من الأرض لولا أنه يتلمسُ
تضاءَل في قُطْرَيهِ يكتمُ شخصَهُ
و أطرقَ حتى قلتُ ما يتنفسُ
و ضمَّ إليه حسهُ متوجساً
وما عنده في الكيد إلاّ التوجُّسُ
يخادِعُني من كَيْسِهِ عن مَطيَّتِي
و لم يدرِ أني منه أدهى وأكيسُ
وأقْعى إزاءَ الرَّحْلِ يطلبُ غِرَّةً
و يلقى إليه الحرصُ أنْ سوف أنعسُ
فقلتُ له لمَّا توالى خداعُهُ:
" تعزَّ " فما عندي لنابك منهسُ
و ما كنتُ أحميك القرى لو " أردتهُ "
برفقٍ ولكنْ دارَ منك التَّغَطْرُسُ
فلما رأى صبري عليه وأنني
أضنُّ على باغي خداعي وأنفسُ
" عوى " ثمّ ولى يستجير " بشدةٍ "
و يطلبُ بهماً نام عنها المحبسُ
و كم خطةٍ جاوزتها متمهلاً
و عرضيَ من لومِ العشيرة أملسُ
ومَكْرُمةٍ أعطيتها متطلِّقاً
و قد ضنّ بالبذل " الخسيس " المعبسُ
و طرق إلى كسب المكارم والعلا
وبذلِ اللُّها أنهجتُها وهي دُرَّسُ
و مولىً يداجيني وفي لحظاتهِ
شراراتُ أحقادٍ لمن يتقبسُ
يرمِّسُ ضِغْناً في سُوَيداءِ قلبِهِ
ليُخفِيَهُ لو كان للضِّغْنِ مَرْمَسُ
و يعجبُ أني في الفضائل فتهُ
ولمْ لا يفوتُ المصبحين المُغَلِّسُ
كأنّ وإياهُ معنى بمدنفٍ
يَبلُّ قليلاً ثم يأْبَى فينكُسُ
ومُشكلةٌ أخلاقُهُ وخصالُهُ
كما شئتَ لماعاً يضيءُ ويبلسُ
فلا أنا عمَّا يُثمرُ الوصلُ أنتهي
ولا هوَ عن شأوِ القطيعة يحبسُ