أيا خليلي دعا

أيا خليليّ دعَا

​أيا خليليّ دعَا​ المؤلف رفاعة الطهطاوي


أيا خليليّ دعَا
ذِكْرَ السِّوَى واستمعا
حديثَ فخرٍ طلعا
في مصر أبهى مطلعٍ
فخرٌ أجاب من دعا
لكسبه ومن دعى
في وطنٍ من ادّعى
له لحاقاً فدعِى
بدرٌ عُلاه سطعا
وفي سما المجد سعى
على البهاء خلعا
في الكون أبهى الخِلع
فخر أجاب من دعا
لكسبه ومن دعى
في وطنٍ من ادَّعى
له لحاقاً فدعى
حادى السرور رجّعَا
بعزّنا مذ رجعا
وقد أبان لُمعا
يا حسنها من لمع
وطننا تعزّزا
وبالهنا تحيّزا
هل غَيْرُه تميّزا
بسهله الممتنع
أصيلُ فخرٍ أسبقِ
على مدى الدهر بقى
بطيب ذكرٍ عبقِ
يُضوع للمستمع
حديثُه عالي النسبْ
بالعزِّ مرفوعُ النسب
وحسبه إنْ يُحتسب
ففي المحلّ الأرفع
سوقٌ عُلاه نافقُ
بغيضُه منافق
صديقه الموافق
يسوقه للأنفع
ليس اللبيبُ ذو الفطن
إلا المحب للوطن
وموضعٌ به قَطنْ
لديه أسمى موضعِ
فمسقط الرأس أحّبْ
من رأس مال يُكتسب
ومن لحبه انتسبْ
فهو الذكيُّ الألمعي
وذو العقوق يوقظُ
وبالحقوق يُوعظ
عسى يَعي ويَحفظ
عهْدا رعاه من يعي
أكرمْ بمصر من حِمَى
عُلاه قد سامى السما
مربعه لقد سما
فيا له من مربع
مضتْ عليه أعصرُ
والمجد لا يُقصَر
فيه المديحُ يَقصُر
أقصرْ أُخيّ واجمع
نظمُ النسيب والغزلْ
في غير مصر يُعتزل
فيها علا وما نزل
إلا على غزال لعلع
في حبها تسموا الهممْ
في حبها تعلو الشيم
في حيا تعلو القيم
بقدرها المرتفع
ونيلها المبارك
في الفيض لا يشاركُ
أرجاؤه مسالك
تُرْجَى بكل مَشْرع
يَروي بعذبٍ سلسل
أخبار فضل مرسلِ
بالصفا مُسلسل
عن الوفا بالأذرع
فمصرُ ما أجلَّها
الكل يهوى وصلَها
فإنْ رنتْ عينٌ لها
نفقأها بالأصبع
رفيعةٌ شئونُها
منيعةٌ حصونُها
بديعة فنونها
كم شيّدتْ منْ بلقع
عزيزُها موفَّقُ
وبالنفوسِ يرفق
وللنفيس ينَفقُ
من بحرِ جودٍ أوسع
مليكها توطَّنا
حيث اصطفاها وطنا
وللمعالي فطنا
وللسوى لم يهرع
ومذْ غَدا مولاها
للعزِّ قد أولاها
مُؤَيَداً وَلاها
بباسِ ليثٍ أروع
يا أيها الجنودُ
والقادة الأسود
إن أمَكم حسود
يعود هامي المدمع
فكم لكم حروبُ
بنصركم تئُوب
لم تثنكم خطوبُ
ولا اقتحامُ مَعْمع
وكم شهدتم من وغَى
وكم هزمتم من بَغى
فمن تعدَّى وطغى
على حماكم يُصرع
وحسبكم آي اهْبطوا
مصراً فمن يُثْبطُ
ومن بذمٍ يُخبط
فادعوه بالمبتدع
فلتبسطوا كفَّ الدعا
لمن عُلاكم رفعا
وشملكم قد جمعا
بالعز أبهى مجمع
محمدٌ عَليُّ
بوعده وفيُّ
وعزمه حَبيُّ
لم يجنٍ زهرَ مطمع
والسعد إسماعيلُ
مقصدُه جليلُ
كجدّه يميل
لسكبِ مجدٍ أرفعِ