أيا دمع إن لم ينجد الصبر أنجد

أيا دمع إن لم ينجد الصبر أنجد

​أيا دمع إن لم ينجد الصبر أنجد​ المؤلف بديع الزمان الهمذاني


أيا دمع إن لم ينجد الصبر أنجد
ويا شوق ألحق غائرين بمنجد
ويا حاديي اظعانها إن نويتما
نوى فقفا لي وقفت المتردد
فلي مهجة لم تنبتر وتكاد أن
ولي نفس لم ينقطع وكأن قد
وزوراء من كافي الكفاة على النوى
وضعت لها يمناي في فم أسود
وعيد كصنع النار في يابس الغضى
شددت على الأحشاء من خوفه يدي
وظلت بصبح اليوم منه مهابة
وبت له رعباً بليلة أنقد
أرى كل ممدود عليّ حبالة
وكلَّ خيال قاعداً لي بمرصد
وأحسب زِرّي قابضاً بمخنفي
ومحمل سيفي آخذاً بمقلدي
أحول حذار الظل رعباً وأحتمي
من الماء إلا أن يرنّق موردي
وأتّهم الظلماء أن لا تُجنَّني
وأمقت ضوء البدر خيفة مهتد
وأرشق بالماء القراح على الصدى
وذاك لِما خُبرتُ أنك مُوعدي
أحاذر منك طلاب أنجم
وأرقب رأياً منك طلاع أنجد
وكنت امرأً لا يأتلي الخير فاعلاً
ومهما تعد بالشر تحصد وتخضد
أكافي الكفاة أستبق مني ومن دمي
حشاة مجد في البلاد مشرَّد
أفي مجب الفضل الذي أنت أهله
توعّد مثلي أم قضية سودد
أبعد مقاماتي لديك وهجرتي
إليك وإنفاقي طريفي ومُتلدي
وجوَّابةٍ للأفق فيك طردتها
غدت بين منثور وبين مقصَّد
وقفت بها استطلع الرأي منشداً
وقلت وأعلى اللَّه قولَك جوِّدِ
فأين زماني بالخِوان حضرته
وأين إلى الباب الرفيع ترددي
ومالي وأبواب الرجا فيك جمة
وقفت بباب من رجائك موصد
ولا باع آمالي إليك بقاصر
ولا وجه أعمالي لديك بأسود
فماذا عسى الوشان خاضوا على دمي
ومن أي وجه ثار لي أيُّ مؤيِد
وأية نار شبَّها موقد
وأي عظيم هاجِ من أيّما دَدِ
فإن كنت حقاًَ موعدي بكريهة
فرأيك في تعجيل يومي عن غدي
وإن تنو تحريكاً وتهذيب جانب
فقد صك في ذرعي وقد فتَّ في يدي
حنانيك من ظن لمولاك جائر
ولبيك من رأي على العبد معتد
ولا أنا إلا في ولائك محتبٍ
ولا أنا إلا بالهوى لك مرتد
وعذري عند اللَّه فيك ممهد
وإن كان عند الناس غير ممهد
وعقد ولائي في ذراك مؤكد
وإن لم يكن عقد المنى بمؤكد
ولست لأني واجد منك مهرباً
أحث ركابي فدفداً بعد فدفد
ولكن سأبلي العذر في كل حالة
بشكرك في يومَيْ مغيبي ومشهدي
فتبدي لك الأيام ما أنا عنده
ويأتيك بالأخبار من لم تزوّدِ