أيا من وجهه قمر

أيا من وجههُ قمرُ

​أيا من وجههُ قمرُ​ المؤلف أبو الفضل بن الأحنف


أيا من وجههُ قمرُ
ويا من قلبهُ حجرُ
ويا مَنْ جَلَّ في عَيني
وما لي عِندَهُ خَطَرُ
ويا من ليسَ في الدُّنيا
لنفسي غيرَهُ وطَرُ
أغَرَّكِ أنّ حُبّكِ في
صَميمِ القَلبِ يَستَعِرُ
بسلطانٍ على جِسمي
فما يُبقي ولا يذرُ
وَ أنّكِ كلّما أذنبـ
ـتِ جِئتُ إلَيكِ أعتَذِرُ
وأنتِ الدّهرَ جائرَةٌ
وما أقَوى فأنتَصِرُ
وما يُدريكِ، والأيّا
مُ في تصريفها عِبرُ
لَعَلّكِ تُبْتَلَينَ بما ابـ
ـتُليتُ به وأزْدَجِرُ
إذا ما رُمتُ هَجرَكُمُ
يكادُ القلبُ ينفطرُ
أمَا والله لَوْ أنّي
على الهِجرانِ أصطَبِرُ
إذاً لأرَحْتُ عَيناً قَدْ
أطالَ عذابها السّهرُ
ألا يا جاهِلاً بالحُـ
بّ سلْني عندِيَ الخبرُ
فإنّ مَذاقَهُ مُرٌّ
وَمَشرَب صَفوِهِ الكَدَرُ
نهاري كلُّهُ عِبرٌ
وليلي كلُّهُ سهرُ
جَفُوني ماؤها دِرَرٌ
وقلبي حشْوهُ فِكرُ
وكان بليَّةً أنّي
نظرتُ فشامني النّظرُ