أيزيدك التبجيل والتكريم

أيزيدك التبجيل والتكريم

​أيزيدك التبجيل والتكريم​ المؤلف جبران خليل جبران


أيزيدك التبجيل والتكريم
شرفا وأنت علي إبراهيم
شأن التفوق شأنه ووراءه
ما يحدث التضخيم والتفخيم
ليس العظيم هو العظيم غضافة
إن العظيم بنفسه لعظيم
مليء الزمان بعبقريتك التي
يعفو الزمان وما بنت سيقيم
شهد العظام من الأساة بفضلها
إذ قدموا من حقه التقديم
وتعددت آياتها حتى غدت
وبها لكل مكابر تسليم
أنت الطبيب الفرد غير منازع
فيما اختصصت به وأنت حيك
تشفي بإذن الله إلا حيثما
يأبى التمهل أمره المحتوم زز ودعين بالجراح هل يدعى به من نصله عف الشباة رحيم
يأسو وقد يقسو فإن يك ظالما
فالداء عن ثقة هو المظلوم
ولقد تكون بحسن رايك مبرئا
من روحه لا جسمه الملكوم
ترك التطبب للجانب حقبة
فكأنه وهو الأصيل زنيم
لولاه في أولى الليالي لم تكن
لهم فنون جددت وعلوم
ولكن روحك فيه أوردت ما خبا
من شعلة فذكت سوف تدوم
منها استمدت مصر مجدا يلتقي
فيه جديد باهر وقديم
فالغرب قبل اليوم فيه نجومه
والشرق بعد اليوم فيه نجوم
لم تدخر لرقي قومك همة
وذريعتاك العلم والتعليم
صرفت تنشئة الشباب بحكمة
وهدى كأحسن ما أسام مسيم
فتبينوا أن الحياة حقائق
لا نضرة موهومةة ونعيم
من ليس يقدرها فإن خلاقه
منها الطفيف وحقه مهضوم
وضمنت إنجاح الجماعا التي
ترعى ومثلك بالنجاح زعيم
فتعددت والبر من أغراضها
والنصح التثقيف والتقويم
العمر أعمار إذا استثمرته
ويزيد غلة وفته التقسيم
والوقت تملكه فأنت بفضله
مثر وتتركه فأنت عديم
هذا علي لم يثبطه وقد
بعدت مناه ما النجاح يسوم
وهب المآثر ليله ونهاره
جذلا وهن متاعب وهموم
في كل ين فكره متيقظ
للنافعات ونومه تهويم
حتى اوان اللهو يشغله بما
فيه لأشرف خطة تتميم
في صرحه من كل ذخر فاخر
تحف لها تاريها ورسوم
ما يريك الشرق يه سره
وصنيعه ببديعه موسوم
تحف رددن الى الحياة وإنما
بعثت بهن قرائح وحلوم
إن يرض أسمى جانب من نفسه
لم يثنه أن الطريق أليم
الفوز بعد الفوز يشحذ عزمه
أتراه يستصفي الفخار عزوم ونعم يروم من الفخار أجله وأعزه لكن لمصر يروم
هذي الوزارة لم تكن لتزيده
خطرا وزيد العبء فهو جسيم
لكن دعته بلاده فأجابها
كيف الكريم وقد دعاه كريم
أتعل صحتها وعن كثيب لها
منه خبير بالشفاء عليم
لعلي من شيم البطلوة جانب
في نفسه هو للنبوغ قسيم
الاسمر الحالي بأسمح ما جلا
للعين من شمس البلاد أديم
هو كالقناة عدالة في خلقه
وبخلقه هو كالقناة قويم
ويهزه هز القناة لنصره
مستصرخ من قومه ومضيم
شتى فضائله فإن وصفت فهل
يقضي نثير حقها ونظيم
غرر إذا ما اللطف كان حجابها
فهناك سر المجد وهو صميم
لم يلف يوما من يفي كوفائه
فيما بلاه من الحميم حميم
يخفي مناقبه ومن شرف الندى
أن ليس يفشى سرها المكتوم
كم من يد عرف السرور بهاشج
وبها تغنى عائذ ويتيم
ردت لى ذات النقاب نقابها
وسلا بها حرامانه المرحوم
أما شمائله فقل في نفحة
للروض مر به الغداة نسيم
للنفس منها نشوة غير التي
في الحس يحدثها طلا ونديم
يا من أراني عاجزا عن وصفه
هل من يقدم ما استطاع مليم
تمثالك المرفوع أبلغ شاهد
بوفاء مصر وذاك فيها خيم
عش أطول العمار تختار المنى
وتصيب اعلاها وأنت سليم
برعاية الملك ازدهى عيد له
في المشرقين القدر والتقويم
وإذا النوابغ عظموا في عصره
فإلى المليك يوجه التعظيم
فاروق يسعد شعبه فيطيعه
عن رغبة في حكمه المحكوم
أي الكفاح لعز مصر كفاحه
وبأي عبء للنجاح يقوم
ليصنه من ولاه وليك عهده
منه الحميد وليس يه ذميم