أيلول الشاعر
أيلول الشاعر
ألحسن حولك في الوهاد و في الذرى
فانظر، ألست ترى الجمال كما أرى؟
" أيلول " يمشي في الحقول و في الربى
و الأرض في أيلول أحسن منظرا
شهر يوزّع في الطبيعة فنّه
شجرا يصفّق أو سنا متفجّرا
فالنور سحر دافق، و الماء شعر
رائق، و العطر أنفاس الثرى
لا تحسب الأنهار ماء راقصا
هذي أغانيه استحالت أنهرا
وانظر إلى الأشجار تخلع أخضرا
عنها، و تلبس أحمرا أو أصفرا
تعرى و تكسى في أوان واحد
و الفنّ في ما ترتديه و في العرا
فكأنّما نار هناك خفيّة
تنحلّ حين تهمّ أن تستشعرا
و تذوب أصباغا كألوان الضحى
و تموج ألحانا و تسرى عنبرا
صور و أطياف تلوح خفيفة
و كأنّها صور نراها في الكرى
لله من " أيلول " شهر ساحر
سبق الشّهور و إن أتى متأخّرا
من ذا يدبّج أو يحوك كوشيه
أو من يصوّر مثلما قد صوّرا؟
لمست أصابعه السّماء فوجهها
ضاح، و مرّ على التراب فنوّرا
ردّ الجلال إلى الحياة وردّني
من أرض نيويورك إلى أمّ القرى