أيها الجند ظافرا يتمشى
أيها الجند ظافراً يتمشى
أيها الجند ظافراً يتمشى
في الجماهير معجباً مختالا
يوم غاب الحماة واستصرخت مصر
تنادي الرجال والأبطالا
أقتلت الكماة في الحرب غلباً
أم قتلت النساء والأطفالا
أنصفي الظالمين يا دولة الفاروق
منا وعلمي الجهالا
علمينا الحياة كيف نعانيها
وصوني النفوس والآجالا
خففي القتل إننا قد عيينا
ولقينا في ظلك الأهوالا
اقبضي ظلك المحبب عنا
واجعليها عقوبةً ونكالا
ويك طالت بنا بلهنية العيش
فمتنا سآمةً وملالا
لا تزيدوا نفوسنا من نعيمٍ
زاد أنضاءها أذىً وخبالا
لا نحب العطاء نمتاحه منكم
ولا نبتغي لديكم نوالا
كفكفوا جودكم وردوا علينا
ما سلبتم غلبةً واغتيالا
ما ذكرنا لكم من الخير شيئاً
ما رضينا لكم على الدهر حالا
نذكر الحكم ظالماً ما رأينا
فيه عدلاً ولا وجدنا اعتدالا
نذكر العهد سيئاً ما عرفنا
فيه حريةً ولا استقلالا
نذكر الشر والبلاء جميعاً
فاذكروا عهدكم وشدوا الرحالا
رصعوا التاج بالوفاء وحلوا
بحلى الصدق عزه والجلالا
لا تريقوا دم الضعيف عليه
وانظروه من فوقه كيف سالا
أكرموا التاج إنكم إن أبيتم
زاد فينا مهانة وابتذالا
طال عهد احتلالكم فحسبنا
أن يوم الحساب يدعى احتلالا
صدق الله وعده فارقبوها
غارةً تعجز الصليب قتالا
تستباح النفوس عن جانبيها
وتسير الفتوح فيها عجالا
هل من الله مهربٌ أو نجاءٌ
حين يزجي جنوده والرعالا
يأخذ البر والبحار عليكم
ويريكم نزاله والدحالا
تلك عقبى الأذى فلا تنكروها
جاءكم يومكم فذوقوا الوبالا