أيها العالم الأديب المكرم
أيّها العالم الأديب المكرّم
أيّها العالم الأديب المكرّم
أنت أدرى بما نريد وأعلم
خلنا فالسكوت أسلم عقبى
لا يطيب الكلام والماء في الفمّ
إن تركت اللسان يلفظ كفراً
أو تركت اليراع يقطر علقم
يبسم الثّغر والفؤاد كئيب
ويضيء النّهار والجوّ أقتم
نحن نمشي إلى الدّمار سريعاً
وسوانا إلى العلى يتقدّم
ويح قومي تعلّم النّاس طراًّ
بالرّزايا ونحن لم نتعلم
ليس داء الصّدور داء عضالا
إنمّا الداء من ليس يفهم
إيه أنطون يا كريم المعاني
ووديع الخلال قلباً ومبسم
نكرم العلم فيك والحزم والإقدام
والمكرمات والأدب الجمّ
غبت عنّا السّنين خمساً وعشراً
بين قومٍ لم يدركوا قبل مغنم
كان شعباً مقسّم الرّأي جهلاً
فغدا بالعلوم غير مقسّم
رفع المصطفى لواء علاهم
وأتم العلاء سعد المعظّم
فغدوا كتلةً إلى الموت تسعى
لتصون البلاد ممّن تحكّم
هات أنطون وارو للقوم درساً
عن بني مصر دون أن تتلعثم
قل لهم كيف يبذلون غواليها
لكي يدفعوا أذى كلّ أرقم
قل لهم كيف عمّموا العلم حتّى
جعلوا من بينهم كلّ ضيغم
قل لهم والكلام من فيك درّ
كيف شادوا أهرامهم والمقطّم
كان لبنان والسّعادة فيه فغدا
اليوم يحصد الهمّ والغم
رسخ الضّيق في الصّدور وفي
كلّ مكان من الغضاضة مأتم
فأقم بيننا وجدد علاه
وأعد ذلك الجمال المجسّم
واقتل الجهل والخرافات فهي
السّمّ يجري من المفاصل في الدّمّ
أنت نور الإخاء في الحي فادفع
دجنة اليأس يا ابن لبنان واسلم