أيها الفاتك الأثيم رويدا
أيها الفاتكُ الأثيمُ رويداً
أيها الفاتكُ الأثيمُ رويداً
كل يومٍ تكيدُ للتاج كيدا
لا أرى التاجَ في البرية إلا
فلكاً دائراً وأخذاً وردا
يتخطى الرءوس رأساً فرأسا
ماشياً في العُصورِ عهداً فعهدا
فمحالٌ أن يهدِمَ المرءُ صَرحاً
أعجزَ الدهرَ بأسه أن يهدا
عبثاً تقتلُ الملوكَ وعُذراً
لك فيهم لو كنت تحمِلُ حِقدا
آفةُ العَقلِ أن يرى الحمدَ ذَماً
ويرى الخُطَّةَ الدنيئة حمدا
لا يبالي بالموت من عرفَ المو
تَ ومَن لا يرى من الموتِ بدا
غيرَ أن الآجالَ فينا حدودٌ
كلُّ حيٍّ تراهُ يَطلُبُ حَدَّا
أي جفنٍ أجريتَ منهُ دموعاً
كان لولاكَ في السماكين بُعدا
أي رَوعٍ أسكنته في فؤادٍ
كان في فادحِ الحوادثِ جَلدا
ما بكى الفونس خشيةً بل غراماً
ودموعُ الغرامِ أَشرفُ قَصدا
إنَّ قلبَ الجبانِ يَخفق رُعباً
غيرَ قلبِ المحبِّ يخفُقُ وَجدا
كان بين الحياةِ والموتِ شبرٌ
بُدِّل النحسُ في مجارِيهِ سعدا
فرأينا القتيل يَعمُر قصراً
وغريمَ القتيلِ يَعمُر لَحدا
أَنت تقضى والله يقضى بعدلٍ
في البرايا والله أكبر أيدا
جَمرةٌ أطفأَ القضاءُ لظاها
فغدا جمرُها سلاماً وبردا
إنَّ للمالِك الكريم قلوباً
وقفت بينه وبينكَ سدا
فافتدته فكنَّ خيرَ فِداءٍ
لمليكِ وكان نعمَ المُفدى