أيها المسجون في ضيق القفص
أيها المسجون في ضيق القفص
أيها المسجون في ضيق القفص
صادحا من لوعة طول النهار
ردد الألحان من مر الغصص
وبكى في لحنه بعد الديار
ذكر الغصن تثنى
وأليفا يتغنى
وهو في السجن معنى
فشكى الشوق وأن
والأماني ما أحيلالها خيال
يتلاشى أو كحلم في منام
لو ضحا في روضة والغصن مال
من نسيم الفجر وانجاب الظلام
ومضى يصدح في دنيا الجمال
طائرا حرا طليقا في الأكام
راويا للطير من تلك القصص
ما به هوى وذكرى واعتبار
كيف حازته أحابيل القفص
وهو يبغى الحب في عرض القفار
ذاق ذرعا بالأماني
وهو في نفس المكان
ويعاني ما يعاني
ردد الحزن أغاني
شارد اللب إليه ناظرا
قال ملتاعا ألا تسعفني
قلت لو كنت قويا قادرا
لم تذق يا طير مر المحن
ولهدمت النظاو الجائرا
ولما أستخذى فقير لغنى
ولكان الشر في الدنيا نقص
ولكان العدل للناس شعار
رزقنا يقسم فينا بالحصص
لا غنى لا فقر لا فينا شرار
هكذا تصفو الحياة
لجميع الكائنات
وتزول السيئات
سعينا في الحسنات
غير أني أيها الطير الكئيب
عاجز مثلك مغلول اليدين
في بلادي بين هلي كالغريب
وأنا الحر ولو تدري سجين
فلتكن دعواك للرب المجيب
نعم من يدعى وعون المستعين
وارتقب فالحظ في الدنيا فرص
ربما جاءت على غير أنتظار
واترك اليأس وغرد في القفص
وتناساه وغنى يا هزار
آه لو يدوى مقالي
لشجاه اليوم حالي
غير أني بخيالي
في رشاد أو ضلال
أيها الإنسان ما ذنب الطيور
تودع الأقفاص هل كانت جناه
هل تمادت في ضلال أو فجور
مثلنا ما الحكم أين البينات
أمن العدل ظلوم في القصور
وبريء سجنه من قصبات
ليس في المعقول والمنقول نص
يدعيه المرء في صيد الهزار
هو غريد إذا غنى رقص
كل غصن طربا والكأس دار
بين أطيار وزهر
سكرت فيغمر خمر
وأنا وحدي بفكري
تائه يا ليت شعري