أيها اللائم الذي لا يمل اللـ

أيُّها اللاَّئمُ الذي لا يملُّ اللْـ

​أيُّها اللاَّئمُ الذي لا يملُّ اللْـ​ المؤلف الشريف المرتضى


أيُّها اللاَّئمُ الذي لا يملُّ اللْـ
صبحاً حتّى يلومَ عشيّا
لمتنى أنْ نبوتُ عمّنْ رمانى
ثمّ لم أقضِ أنْ أكون رميّا
وحقيقٌ باللَّومِ دونكَ دهرٌ
لا أرى فيه " صاحباً " مرضيّا
كم أرانى الزّمانُ قبلك من كنـ
ـتُ خَلِيّاً منه فعدتُ شَجِيّا
لم أزلْ مغضياً على هفواتٍ
منه لو جزننى لكنتُ غبيّا
لو وفَى صاحبٌ وفَى لي سوادٌ
زار فودىَّ منذ كنتُ صبيّا
شطّ عنّى لمّا ارعويتُ وقد كا
ن مقيماً أيّامَ كنتُ غويّا
قد سلونا وفاءكمْ ويئسنا
أنْ نرى منكمُ عطاءً هنيّا
وسئمنا علاجكمْ وعلمنا
أنّ بين الضّلوعِ داءً دوّيّا
يَعِدُّ البِرَّ ماطِلاً فإذا أوْ
عَدَ يوماً شرّاً أَتاك وحَيّا
علِّلونا بظاهرٍ من جميلٍ
ودعوا مُضمرَ القلوبِ خَفِيّا
فبعيدٌ عن المجرّبِ منّا
أنْ يعيدَ العدوَّ " شىءٌ " وليّا
أتَراني أنسَى حفاظَ كِرامٍ
كان بالي منهمْ زماناً رَخِيّا؟
قارَعوا عنِّيَ الخطوبَ وَسَدّواً
يومَ سيلِ المكروهِ عنّى الأتيا
وانتضوا بينهمْ وبين أعادىَّ
طوالَ الخطىِّ والمشرفيّا
كم بلاهمْ أعداءهمْ فأصابوا
مَحْتِداً أمْلَساً وعِرضاً نقيّا
وخِلالاً تكذِّبُ الكَلِمَ العَوْ
راءَ فيهمْ أو اللسّانَ البَذِيّا
" وترى وعدهمْ وبذلهمُ الأمـ
ـوالَ هذا نزراً وذاك سنيّا "
يضعفُ المرءُ منهمُ في يدِ الحقْ
وإن كان فى اللّقاءِ قويّا
وتراهُ الوَقاحَ في حَوْمَةِ الحرْ
بِ وفي حَوْمَةِ السؤالِ حَيِيّا
لا رعى اللهُ لى متى لم يجد عهـ
ـدهمُ فى جوانحى مرعيّا
أنا من قد علمت لا أركبُ الظّهـ
ـرَ الموطّا حتّى يكون عليّا
وإذا جانبٌ منَ الأرض لم يسـ
ـطِعْ مقامي استطعتُ عنه مُضِيّا
ومتى ما اقتضَى كلاميَ أمرٌ
لم أكنْ بالمقالِ فيه عَيِيّا