ألا هل لما فات من مطلب

أَلا هل لِما فاتَ مِن مَطلبِ

​أَلا هل لِما فاتَ مِن مَطلبِ​ المؤلف الشريف المرتضى



أَلا هل لِما فاتَ مِن مَطلبِ
 
وهل عن رِدَى المرءِ من مَهرَبِ؟
وهل لامرىء ٍ يبتغيهِ القضا
 
ءُ من مُستجارٍ ومن مذهبِ؟
عذيرِيَ مِن حادثاتِ الزَّمانِ
 
أجِدُّ لهنَّ ويلعبْنَ بي
يُثْلّمْنَ من حَنَقٍ مَرْوَتي
 
ويرعَيْنَ من نَهَمٍ خُلّبي
وإمّا بَرِ؛ْنَ ففي طيّهنَّ
 
ما شئتَ من تعبٍ مُتعِبِ
وإنْ هُنَّ صَفَّينَ لي مَشربًا
 
رجَعْنَ فرنّقْنَ لي مَشْربي
فكم ذا أُعلّلُ "بالمُبْرِضاتِ"
 
وأُخدَعُ بالبارقِ الخُلَّبِ
وأُعدى بأدواء هذا الزّمانِ
 
عَدْوَى المُصحِّ من المُجرَبِ
ولو كنتُ أعجبُ من حادثٍ
 
عجبتُ من الحادث الأقربِ
أتانيَ على عُدَواءِ الدّيارِ
 
لواذعُ من نبإٍ مُنصِبِ
فإنّ نجيع فخار الملو
 
كِ سِيطَ هنالك بالأثْلَبِ
وإنّ أُسامة َ ذا اللِّبدَتيْـ
 
ـنِ صُرِّعَ عن خُدَعِ الأذْؤُبِ
غُلبتمْ بنقضِكُمُ عهدَهُ
 
ومن غلّبَ الغَدْرَ لم يغلِبِ
بأيِّ يدٍ قُدتمُ غِرَّة ً
 
ولا تَرقبوا غيرَ وَدْقِ الحِمامِ
وكيفَ ظفِرتُمْ وبُعدُ المنا
 
لِ بينكُمُ بسنا الكَوكبِ؟
وكيف عَلِقْتُمْ على ما بكمْ
 
من العَجْزِ بالحُوَّلِ القُلَّبِ
وأينَ يمينكُمُ والعُهو
 
دُ تطايحن في نَفْنفٍ سَبْسَبِ
وأصبح ملكُكُمُ بعدَه
 
بغير ذراعٍ ولا مَنكِبِ
وما كنتُ أخشى على الأُفْعوا
 
مدى الدَّهر من حُمَة ِ العقربِ
أمنْ بعد أن قادها نحوَكم
 
نَفوراً مُحَرَّمَة َ المركبِ
وأولجها بين أبياتكمْ
 
وليس لها ثَمَّ مِن مرغَبِ؟
ودافع عنها لغير القويّ
 
يِ كلَّ شديدِ القُوى مُحرِبِ
تُجازونَهُ بجزاءِ العدوِّ
 
وتَجْزونَه أُسْوَة َ المُذنِبِ؟
 
شآكُمْ ولكنَّ لم يَرْتَبِ
خذوها تَلذُّ لكمْ عاجلاً
 
وآجَلُها غيرُ مُسْتَعذَبِ
ولا ترقبوا غير ودْقِ الحِما
 
مِ وشيكاً من العارِضِ الصَّيِّبِ
ففي الغيبِ من ثارهِ فيكُمُ
 
شفاءٌ لأفئدة ٍ وُجَّبِ
ألا غَنِّياني بقرعِ السُّيوفِ
 
ف فما غيرُها أبداً مُطربي
وحُثّا عليَّ كؤوسَ النَّجيعِ
 
سَواءً شربتُ ولم أشربِ
ولا تَمْطُلا ثارَهُ إنّه
 
فتى ً حرّم المَطْلَ في مَطلبِ
كأنّي بها كجبالِ الحجا
 
زِ يُقبلنَ أو قِطَعِ الغَيْهَبِ
عليهنَّ كلُّ شُجاعِ الجَنانِ
 
إذا رُهبَ الهولُ لم يَرهَبِ
لأسيافهم في رءوس الكُما
 
مُصمَّمة ُ القُضُب اللُّهَّبِ
ولمّا مرَرْنا على رَبْعِهِ
 
خرابِ الأنيسِ ولم يَخرِبِ
تبدّل بعد عجيج الوفو
 
بحاجاتِهم صَرَّة َ الجُندُبِ
ومن سابغاتٍ ملأن الفِناءَ
 
من القَزّ أردية العنكبِ
بكينا على غَفَلاتٍ بِهِ
 
سُرِقْنَ وعيشٍ مضَى طيِّبِ
وقلنا لما كان صعبَ المَذالِ
 
من سَبَلِ العين لا تَصْعبِ
أيا دارُ كيف لبستِ العَفاءَ
 
وماءُ النَّضارة ِ لم ينضُبِ؟
وكيف نَسيتِ الذي كان فيكِ
 
منَ العزِّ والكرمِ الأرحبِ؟
وكيف خلوتِ من القاطنين
 
وغربانُ بينك لم يَنعَبِ؟
وأينَ مكامنُ ذاك الشجاعِ
 
ومريضة ُ الأسدِ الأغلبِ؟
وأينَ مواقفُ وِلْدانِهِ
 
ومُزدَحَمِ الجُندِ في الموكبِ؟
ومَجرى سوابَقِهِ كالصُّقورِ
 
جلبنَ صباحًا على مَرْقَبِ
أيمضي وأسيافُهُ ما فَتِئـ
 
ـنَ بالضَّرب والسُّمْرُ لم تُخضَبِ؟
ولم تُعجل الخيلُ مذعورة ً
 
إلى مَرغبٍ وإلى مَرْهبِ؟
ولم يُستلبْ بالرّماح الطّوا
 
لِ في الرّوع واسطة ُ المِقْنَبِ
ولو علم السيف لمّا علا
 
كَ حالَ كليلاً بلا مَضرِبِ
وبُدّل من ساعدٍ هزّه
 
لحتفك بالسّاعد الأعضبِ
تَعامَه قومٌ سَقَوك الحِمامَ
 
فما فيهُمُ عنك مِن مُعرِب
فلو عَن رَداكَ سألناهُمُ
 
أحالَ الحضور على الغُيَّبِ
ألِفْتَ التكَرُّمَ حتَّى غفلـ
 
ـتَ عن جانبِ الحاسدِ المُجلِب
ولم تَعتد المنعَ للطّالبين
 
فجدْتَ بنفسك للطُّلَّبِ
فإن تكُ يا واحداً في الزّمانِ
 
ذهبتَ ففضلُك لم يَذهبِ
وإنْ حجّبوك بنسْجِ الصّفيحِ
 
فغرُّ مساعيك لم يُحجَبِ
سلامٌ عليك وإن كنتَ ما
 
سلمتَ من الزّمن الأخيبِ
وواهًا لأيّامك المَاضياتِ
 
مُضِيَّ السَّحابة ِ عن مُجدبِ
فما بِنْتَ إلاّ كبين الحياة ِ
 
وشرخِ الشّبابِ عن الأشيبِ
ولا خير بعدك في الطيّباتِ
 
فما العيشُ بعدك بالطيِّبِ
حرامٌ عليّ اكتسابُ الإخاءِ
 
فمثلَ إخائك لم أكسِبِ
ولستَ ترانيَ فيمنّ ترا
 
هُ إلاّ على نجوَة ِ الأجْنَبِ
ولستُ بهِ طالبًا غيرَهُ
 
فقِدْمًا وجدتُ ولم أطلُبِ