إبراهيم ناجي - لحظيك سيف

لحظيك سيف

                                     ******

أليلاى ماأبقى الهوى في من رشد فردى على المشتاق مهجته ردى

أينسى تلاقينا وأنت حزيينة ورأسك كاب من عياء ومن سهد

أقول وقد وسدته راحتى كما تتوسد طفل متعب راحة المهد

تعالى إلى صدر رحيب وساعد حبيب وركن في الهزى غير منهد

بنفسى هذا الشعر والخصل التى تهاوت على نحر من العاج منقد

ترامت كما شاءت وشاء لها الهوى تميل على خد وتصدف عن خد

وتلك الكروم الدانيات لقاطف بياض الأمانى من عناقيدها الربد

فيا لك عندى من ظلام محبب تالق فيه الفرق كالزمن الرغد

ألا كل حسن في البرية خادم لسلطانه العينين والجيد والقد

وكل جمال في الوجود حياله به ذلة الشاكى ومرحمة العبد

وما راع قلبى منك إلا فراشة من الدمع حامت فوق عرش من الورد

مجنحة صيغت من النور والندى ترف على روض وتهفو إلى ورد

بها مثل مابى ياحبيبى وسيدى من الشجن القتال والظمأ المردى

لقد اقفر المحراب من صلواته فليس به من شاعر ساهر بعدى

وقفنا وقد حان النوى أى موقف نحاول فيه الصبر ، والصبر لا يجدى

كأن طيوف الرعب والبين موشك ومزدحم الألام والوجد في حشد

ومضطرم الأنفاس والضيق جاثم ومشتبك النجوى ومعتنق الأيدى

فيا أيكه مد الهوى من ظلالها ربيعا عل قلبى وروضا من السعد

تقلصت إلا طيف حب محير عل درج حابى الجوانب مسود

تردد واستأنى لوعد وموثق وأدبر مخنوقا وقد غدر بالوعد

أهاجرتى طال النوى فارحمى الذى تركت بديد الشمل نتثر العقد

فقد تك فقدان الربيع وطيبة وعدت إلى الإعياء والسقم والجد

وليس الذى ضيعت فيه بهين ولا أنت الغياب هينة الفقد

بعينيك استهدى فيكف تركتنى بهذا الظلام المطبق الجهم استهدى

بوردك استقى فكيف تركتنى لهذى الفيافى الصم والكتب الجرد

بحبك استشفى فكيف تركتنى ولم يبق غير الفطم والروح والجلد

وهذى المنايا الحمر ترقص في دمى وهذى المانايا البيض تختال في فودى

وكنت إذا شاكيت خففت محملى فهان الذى تلقاه في العيش من جهد

وكنت إذا انهار البناء رفعته فلم تكن الأيام تقوى على حدى

وكنت غذا ناديت لبيت صرختى فوا أسفاه كم بيننا اليوم من سد

سلام على عينيك ماذا؟ أجنتا من اللطف والتحنان والعطف والود

إذا كان في لحظيك سيف ومصرع فمنك الذى يحيى ومنك الذى

إذا جردا لم يفتكا عن تعمد وإن أغمدا فالفتك أروع في

هنيئا لقلبى ماصنعت ومرحبا وألا به إن أغمدا فالفتك أروع في

فإنى إذا جن الظلام وعادنى وألا به إن كان فتكك عن

وملت برأسى كابيا أو مواسيا وعندى من الأشجان والشوق ما

أقبل في قلبى مكانا حللته وجرحا أناجيه على القرب

ويا دار من أهوى عليك تحية على أكرم الذكرى على اشرف

دموع يذوب الصخر منها فإن مضوا فقد نقشوا الأسماء الحجر الصلد

وماذا عليهم إن بكوا أو تعذبوا فأن دموع البؤس من ثمن المجد