إخواننا لا تنسوا الفضل والعطفا

إخواننا لا تنسوا الفضل والعطفا

​إخواننا لا تنسوا الفضل والعطفا​ المؤلف لسان الدين الخطيب


إخواننا لا تنسوا الفضل والعطفا
فقد كاد نور الله بالكفر أن يطفا
وإذ بلغ الماء الزبا فتداركوا
فقد بسط الدين الحنيف لكم كفا
تحكم في سكان أندلس العدا
فلهفا على الإسلام ما بينهم لهفا
وجاشت جيوش الكفر بين خلالها
فلا حافرا أبقت عليها ولا ظلفا
أنوما وإغفاء على سنة الكرى
وما نام طرف في حماها ولا أغفا
أحاط بنا الأعداء من كل جانب
فلا وزرا عنهم وجدنا ولا كهفا
ثغور غدت مثل الثغور ضواحكا
أقام عليها الكفر يرشفها رشفا
فمن معقل حل العدو عقاله
ومن مسجد صار الضلال به وقفا
ومن غادة بكر جلتها يد الجلا
ولم تدر الإذاية قط أو سجفا
ومن صبية حمر الحواصل أصبحت
تقلب ذعرا بين أعدائها الطرفا
ومن نسوة أضحت أيامى حواسرا
يعاين في أعيانها الوهن والضعفا
وسيلتنا الإسلام وهو أخوة
من الملإ الأعلى تقربنا زلفا
أخوفا وقد لذنا بجاه من ارتضى
وذلا وقد عذنا بعز من استصفا
فهل ناصر مستبصر في يقينه
يجير من استعدى ويكفي من استكفا
ومنتجز فينا من الله وعده
فلا نكث في وعد الإله ولا خلفا
وهل بائع فينا من الله نفسه
فلا مشتر أولى من الله أو أوفا
أفي الله شك بعد ما وضح الهدى
وكيف لضوء الصبح في الأفق أن يخفا
وكيف يعيث الكفر فينا ودوننا
قبائل منكم تعجز الحصر والوصفا
غيوث نوال كلما سئلوا الندى
ليوث نزال كلما حضروا الزحفا
إذا كاتبت يوما فأقلامها القنا
وإن أرسلت كانت صفائحها الصحفا
فقوموا برسم الحق فينا فقد عفا
وهبوا لنصر الدين فينا فقد أشفا
وها نحن قد لذنا بعز حماكم
ونرجو من الله الإدالة واللطفا