إذا ما علا في الصدر والنهى والأمر

إذا ما علا في الصدر والنهى والأمر

​إذا ما علا في الصدر والنهى والأمر​ المؤلف أبو الفرج الأصبهاني


إذا ما علا في الصدر والنهى والأمر
وبثهما في النفع منه وفي الضر
وأجرى طبا أقلامه وتدفقت
بديهته كالمستمد من البحر
رأيت نظام الدر في نظم قوله
ومتشوره الرقراق في ذلك النثر
ويقتضب المعنى الكثير بلفظة
ويأتي بما تحوي الطوامير في سطر
أيا غرة الدهر ائتنف غرة الشهر
وقابل هلال الفطر في ليلة الفطر
بأيمن إقبال واسعد طائر
وأفضل ما ترجوه من أفسح العمر
مضى عنك شهر الصوم يشهد صادقا
بطهرك فيه واجتنابك للورر
فأكرم بما حط الحفيظان منهما
وأثنى به المثني وأطرى به المطري
وركتك أوراق المصاحف وانتهى
إلى الله منها طول درسك والدكر
وقبضك كف البطش عن كل مجرم
وبسطكها بالعرف والخير والبر
وقد جاء شوال فشالت نعامة الص
يام وأبد لنا النعيم من الضر
وضجت حبيس الدن من طول حبسها
ولامت على طول التجنب والهجر
وأبرزها من قعر أسود مظلم
كإشراق بدر مشرق اللون كالبدر
إذا ضمها والورد فوة وكفه
فلا فرق بين اللون والطعم والتشر
وتحسبه إذ سلسل الكأس ناظما
على الكوكب الدري سمطا من الدر