إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء/ترجمة ثمال بن صالح المرداسي

قال في مختصر الذهبي : ثمال بن صالح بن الزوقلية الأمير معز الدولة أبو علي الكلابي رئيس بني كلاب ، تملك حلب وغيرها ، وكان بطلا شجاعا حليما كريما أغنى أهل حلب بماله وعمهم بنواله وأحسن إلى العرب ، عزله صاحب مصر المستنصر بالله ثم رده ، وكان الفضلاء يقصدونه ويأخذون جوائزه ، توفي في ذي القعدة سنة ٤٥٤ اه. ونقل ابن كثير في تاريخه عن ابن الجوزي في ترجمة ثمال المذكور أن الفراش تقدم إليه ليغسل يده فصدمت بلبلة الإبريق ثنيته فسقطت في الطست فعفا عنه رحمه‌الله تعالى اه. وقال في الزبد والضرب للرضي الحنبلي : كان معز الدولة كريما معطاء ، مما يحكى من كرمه أن العرب اقترحوا عليه مضيرة فسأله وكيله : كم ذبحت لأجلها ؟ فقال : سبعمائة وخمسين رأسا ، فقال له : والله لو أتممتها ألفا لوهبت لك ألف دينار ، حتى إن الأمير أبا الفتح الحسن بن عبد الله بن عبد الجبار الحلبي المعروف بابن أبي حصينة امتدحه بقصيدة شكا فيها كثرة الأولاد ، وكان له أربعة عشر ولدا ، فملكه ضيعتين مضافتين إلى ما كان له من الإقطاع فأثرى وعمر بحلب دارا وكتب على روشنها :

دار بنيناها وعشنا بها في نعمة من آل مرداس

قوم محوا بؤسي ولم يتركوا علي للأيام من باس

قل لبني الدنيا ألا هكذا فليصنع الناس مع الناس

قلت : وإلى مرداس كان ينتسب القاضي تقي الدين أبو بكر بن الجناب الشهابي أحمد بن عمر بن أبي السفاح المرداسي الحلبي الشافعي كاتب الأسرار الشريفة وناظر الجيوش المنصورة بالمملكة الحلبية في أواخر الدولة الجركسية ، ولقد كان له سخاء يقتفي فيه أثر مثل معز الدولة المرداسي وغيره ، كان يقول لخير بك كافل حلب في آخر الدولة المذكورة : أنا ملك القضاة كما أنك ملك الأمراء. مات مقتولا سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة ودفن بمقبرة جده داخل جامع السفاحية الذي أنشأه جده الأدنى بحلب ، وكانت وفاة معز الدولة سنة أربع وخمسين وأربعمائة ودفن في مقام إبراهيم الفوقاني بالقلعة داخل الباب الغربي وعمل عليه ضريح ، ثم قلع وبلط عليه ، وذلك بعد أن استدعى أخاه عطية ابن صالح بن مرداس وأوصى له بحلب ، وكان وزيره أبا الحسين علي بن يوسف بن أبي الثريا الذي داره الآن مدرسة ابن أبي عصرون بحلب اه.

المصدر

عدل

إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء - ج ١