إلام ألام فيك وكم أعادى
إلامَ ألامُ فيك وكم أعادى
إلامَ ألامُ فيك وكم أعادى
وأَمرض من جفاك ولن أُعادا
لقد ألف الضنى والسقمَ جسمي
وعينايَ المدامعَ والسهادا
وها أنا قد وهى صبري، وشوقي
إذا ما قلتِ الأشواقُ، زادا
بقلبي ذاتَ خلخالٍ وقلبٍ
تملَّكَ فَوْدُها مني الفؤادا
مهفهفة كأنَّ قضيبَ بانٍ
تثنّى في غلائلها ومادا
بوجهٍ لم يزِد إِلاّ بياضاً
وشعرٍ لم يزد إلا سوادا
تعجب عاذلي من حَرِّ حُبي
ومن برد السّلُوِّ وقد تمادى
ولا عجبٌ إِ ذا ما آبَ حَرٌّ
بآب، ومن جماد في جُمادى
وقد أنسانيَ لاشيبُ الغواني
فلا سعدى أريدُ ولا سعادا
وهل أخشى من الأنواء بخلاً
إذا ما يوسفٌ بالمال جادا
فتى للدين لم يَبرَحْ صلاحاً
وللأَموال لم يبرح فسادا
هو المعروف بالمعروف حقاً
جوادٌ لم يهبْ إلا الجوادا
به الأشعارُ قد عاشت نفاقاً
وعند سواه قد ماتت كسادا
يحب الخمسة الأشباحَ ديناً
وما يهوى يزيداً أو زيادا
لَئِن أَعطاه نور الدين حِصناً
فإِن اللّهَ أَعطاه البلادا
إلى كم ذا التواني في دمشقٍ
وقد جاءتكم مِصرٌ تهادى
عروسُ بعلها أسدٌ هصورٌ
وراء لوائه تلقوا رشادا
وما كل امرئٍ صلّى مع النّاسِ
مأموناً كمن صلّى فرادى