إلا أن ذاتي ذات كل الخلائق

إلا أن ذاتي ذات كل الخلائق

​إلا أن ذاتي ذات كل الخلائق​ المؤلف عبد الغني النابلسي


إلا أن ذاتي ذات كل الخلائق
وسل عنه ذا علم كريم الخلائق
ولا صفة إلا ومني تعينت
لموصوفها إذ كنت أصل الرقائق
أنا الجوهر الساري بغير سراية
ألوح وأخفي في جميع الحقائق
أنا مركز الأدوار حيث طريقتي
يؤول إليها أمر كل الطرائق
أنا الظاهر المعروف في كل رتبة
أنا الباطن المخفي بين الخلائق
أنا القطب بوّابي أنا الغوث خادمي
أنا الفرد يخشى من دخول مضايقي
أنا النور نور العين مني تكونت
عيون البرايا من مشوق وشائق
أنا العلم علم الحق في كل كائن
ولم يدر قولي في الملا غير ذائق
لنا المجلس العالي على أيمن الحمى
يدار علينا بالكؤوس الروائق
لنا الأعين اللاتي بها الحق قد رعى
رياض التجلي لا رياض الشقائق
مقالة حق انكرتها بصيرة
سوى الغيّ منها والردى غير لائق
جلّ عن قولي أجلّ وعن
كل خاف لي وكل جلي
ذو اتصال غير متصل
وانفصال غير منفصل
لم يمل عن أمره أحد
دائما في سائر الملل
غير أن الأمر منقسم
للصواب المحض والزلل
وانقسام الأمر يظهر في
مقتضى أشخاصه السفل
وهو في العلياء واحدة
قبل أن يبدو لذي مقل
هذه بهىأ ملابسنا
حلة زرت على بطل
لم نفصلها لغير فتى
عزمه خالي من الكسل
خمرة منها النهى سكرت
شربة أحلى من العسل
فاقبلونا يا أحبتنا
وابشروا بالمنزل الجلل