إلى الله أشكو ما أرى من عشائر

إلى اللَّهِ أشكُو مَا أرَى من عَشَائِرٍ

​إلى اللَّهِ أشكُو مَا أرَى من عَشَائِرٍ​ المؤلف أبو فراس الحمداني


إلى اللَّهِ أشكُو مَا أرَى من عَشَائِرٍ
إذا ما دنونا زادَ جاهلهم بعدا
وَإنّا لَتَثْنِينَا عَوَاطِفُ حِلْمِنَا
عَلَيْهمْ، وَإنْ ساءتْ طَرَائقُهمْ جِدّا
وَيَمْنَعُنَا ظُلْمَ العَشِيرةِ أنّنَا
إلى ضُرّهَا، لَوْ نَبتَغي ضُرّها، أهدَى
وَإنّا إذا شِئْنَا بِعَادَ قَبِيلَةٍ
جَعَلْنَا عِجالاً دُونَ أهلِهِمُ نجدَا
وَلَوْ عَرَفَتْ هذي العَشائرُ رُشْدَهَا
إذا جعلتنا دونَ أعدائها سدا
وَلكِنْ أُرَاهَا، أصْلَحَ الله حالَها
و أخلقها بالرشدِ - قدْ عدمتْ رشدا
إلى كَمْ نَرُدّ البيضَ عَنهُم صَوَادياً
وَنَثني صُدورَ الخيلِ قد مُلئتْ حقدَا
وَنَغْلِبُ بِالحِلْمِ الحَمِيّةَ مِنْهُمُ
وَنَرْعَى رِجالاً لَيس نَرْعى لهم عهدَا
أخَافُ عَلَى نَفْسي وَللحَرْبِ سَوْرَةٌ
بَوَادِرَ أمْرٍ لا نُطِيقُ لَهَا رَدّا
و جولةَ حربٍ يهلكُ الحلمَ دونها
وصولةَ بأسٍ تجمعُ الحرَّ والعبدا
وَإنّا لَنَرْمي الجَهلَ بِالجَهْلِ مَرّةً
إذا لمْ نَجِدْ مِنْهُ عَلى حَالَةٍ بُدّا