إلياذة الجزائر
جزائر يا مطـلع المعجزات
و يا حجـة الله في الكـائنات
ويا بسمة الرّب في أرضـه
و يا وجهه الضاحك القسـمات
ويا لوحـة في سجلّ الخـلود
تموج بها الصور الحالمات
ويا قـصة بثّ فيها الوجود
معـاني السـموّ بروع الحياة
ويا صفحة خطّ فـيها البـقا
بنار ونور جـهـاد الأبـاة
ويا للـبطولات تغزو الـدنا
و تمنحـها القيـم الخـالدات
وأسطورة ردّدتـها الـقرون
فهـاجت بأعـماقنا الذكريات
ويا تربـة تاه فـيها الجلال
فتـاهت بهـا القمم الشامخات
وألقى النهايـة فـيها الجمال
فهـمنا بأسـرارها الفاتـنات
وأهوى على قدميها الزمـان
فأهـوى على قدميـها الطغاة
شغلنا الورى، وملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالـصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
جزائـر يا بدعـة الـفاطـر
و يـا روعة الصانع القادر
ويا بـابل السحر من وحيها
تـلقّب هـاروت بالساحر
ويا جـنة غار منـها الجنان
و أشغـله الغـيب بالحاضر
ويا لـجة يستـحمّ الجمــا
ل ويسبح في موجها الكافر
ويا ومضة الحب في خاطري
و إشراقـة الوحي للشـاعر
ويا ثورة حـار فيها الزمان
و في شعبـها الهادىء الثائر
ويا وحدة صهـرتها الخطو
ب فقامت على دمـها الفائر
ويا همـة ساد فيـها الحجى
فلـم تـك تقنـع بالـظاهر
ويا مثـلا لصفـاء الضمير
يجـل عن المـثل السائـر
سـلام على مهرجان الخلود
سـلام على عيـدك العاشر
شغلنا الورى وملأنا الدنا
بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
جزائـر يـا لحـكايـة حـبي
و يا من حمـلت السـلام لـقلبي
ويا من سكبـت الجمال بروحي
و يا من أشعـت الضياء بـدربي
فلـولا جمـالك ما صحّ ديـني
و ما أن عـرفت الـطريق لربي
ولـولا الـعقيدة تغـمر قـلبي
لمـا كـنت أومـن إلاّ بـشعـبي
وإذا ذكـرتـك شـعّ كـيـاني
و أمـا سـمعـت نـداك ألـبي
ومهـما بعـدت ومـهما قربت
غرامـك فـوق ظـنوني ولـبيّ
فـفي كـل درب لـنا لـحمـة
مـقدسـة من وشـاج وصـلب
وفي كـلّ حي لـنا صـبـوة
مرنـحة مـن غـوايـات صـب
وفي كـل شـبر لـنا قـصة
مجـنـحة مـن سـلام وحـرب
تـنبـأت فيـها بـإلـيـاذتي
فـآمن بـي وبـها الـمـتـنـبي
شغلنا الورى وملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالـصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
جـزائر أنـت عروس الـدنا
و مـنك استـمدّ الصباح السنا
وأنت الـجنان الـذي وعدوا
و إن شـغـلونا بـطيب المنى
وأنت الـحنان وأنت الـسما
ح، وأنت الطماح وأنت الهنا
وأنت الـسمو وأنت الضميــ
ــر الصريح الـذي لـم يخن عهدنا
ومـنك اسـتمد الـبناة الـبقــ
ـــــاء فكـان الخلود أساس البنا
وألهـمت إنـسان هـذا الـزمـــان
فـكان بـأخلاقـنا مـومـنا
وعلّـمـت آدم حـب ّ أخيـــــه
عـساه يـسير عـلى هـدينا
صنـعت الـبطولات من صلب شـعب
سـخي الدمـاء فرعتِ الـدّنا
وعبّـدت درب النجاح لشعب
ذبـيح فلـم ينـصهر مـثلـنا
ومـن لم يوحـد شتـات الصفــوف
يـعجـل بـه حـمقه للـفنا
شغلنا الورى وملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
أفي رؤيـة الله فـكرك حـائر
و تـذهل عن وجهه في الجزائر؟
سـل البـحر والزورق المستها
م، كـأن مـجاديفه قـلب شاعر
وسـل قبـة الحـور نـم بها
مـنار عـلى حـورها يـتآمـر
سـل الـورد يـحمل أنـفاسها
لحيدر مـثل الحـظوظ الـبواكر
وأبـيار تـزهو بـقديـسـها
رفائـيل يخـفى انـسلال الجآذر
تـبـاركـه أمّ إفـريـقـيـا
على صلوات الـعذارى السواحر
ويحـتار بـلكور في أمـرها
فتـضحك منـه الـعيون الفواتر
وفي القصبة امتد ليل السهارى
و نهـر المجـرة نـشوان ساهر
وفي سـاحة الشـهداء تـعالى
مـآذن تجلـو عـيون الـبصائر
وفي كـل ّ حيّ غـوالي المنى
و في كلّ بيت : نشـيد الـجزائر
شغلنا الورى وملأنا الدنا
بشـعر نـرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
سل الأطلس الفرد عن جرجرا
تعـالى يشـدّ السـمـا بالثرى
فيـختـال كـبرا تـنافـسه
تكجـدا فلا يـرجع القـهقرى
تلـوّن وجـه الـسمـاء بـه
فأصـبـح أزرقـها أخـضرا
وتجثو الثلوج على قدميــه،
خـشـوعـا فـتسـخـر منه الذرى
هـو الأطـلس الأزلـي الذي
قضى العمر يصنع أسد الشرى
وتسمـو بـأوراس أمـجاده
فتصدع في الكون هذا الـورى
فيـا مـن تـردّد فـي وحـدة
بمغربـنا وادّعـى، وامترى
أما وحّـد أطلـسنا الـمغـربي
مـعاقـلنـا بـوثيق العرى ؟..
أمـا طـوّقـتـنا سـلاسـلـه
فطوّق تاريـخنا الأعـصرا ؟؟
وكم فـوقـه انتـظمت قـمـم
فهـل كـان يـعقد مؤتمرا ؟؟
شغلنا الورى وملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
وفي باب واديـك أعمـق ذكرى
أعـيش بأحـلامها الـزرق دهـرا
بها ذاب قلـبي كذوب الـرصـا
ص، فأوقد قلبي، وشعبي جـمرا
وثـورة قلـبي كـثورة شعبي
همـا ألهـماني فأبـدعت شـعـرا
إذا الـقلب لم ينـتفـض للـجمـــال،
و لم يبل في الحب حلوا ومـرا
فلا تـثـقنّ بـه في النضـــــال،
و لا تعتـمد في المـهمات صـخرا
ولا يكـتم السـرّ إلاّ الـمشو
ق، ومن لـم يهم ليس يكتم سـرا
وحـرب القلـوب كحرب الشعو
ب ومن صدق الوعد أحرز نصرا
وعلـّمني الحـبُّ حبََّ الـفدا
فـكنت بـحبيّ وشـعبي بـرّا
ويشـهـد لي فـيـه وادي قـريــشِ
سـلـوا قـلبـه فـهو مني أدرى
ودـيري* الـذي كنت أتلو به
صلاتي - مع الليل - سراّ وجهرا
شغلنا الورى، وملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
عرجـنا ننـافح بايـنام* ضحى
كأنا اغتصبنا لهـامان صـرحا
نسـائل أشـجاره الفـارعــا
ت، حديث النجوم فتبدع سحرا
ويلـتف سـاق بسـاق فنصبو
فيـغمرنا ملـتقى الفـكر نصحا
كأن عـمالـق بايـنام جـمـع
ببـاريس يـبني لفييتنام صلحا
كـأن الإلـه الـجميل تـجـلى
فأغـرق بايـنام حسـنا وأوحى
يتـيه بـه النـجم* بيـن النـجـــوم
دلالا فـيطلع في اللـيل صبحا
تمـوج مـع الشـمس أسراره
و سر الهـوى ماثـلا ليس يمحى
فكـم بات يبـكي به مـوجـع
و يسـفح دمـعا فيـغمر سـفحا
وكـم من جريح الفؤاد اشتكى
فأثخن بايـنام في الصبـح جرحا
وكم من صريع الغواني تداوى
بأنسـام باينـامذ فـازداد لفـحا
شغلنا الورى وملأنا الدنا
بشـعر نرتلـه كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
سجا الليل في القصبة الرابضه
فأيـقـظ أسـرارها الـغامضه
وبيـن الـدروب وبين الثنايا
عـفـاريت مـائجـة راكضه
ومـلء سراديـبها الـكافـرا
تِ، تصاغ قـراراتنا الرافضه
فيـحتار بيـجار في أمـرهـا
و يـحسبـها مـوجة عـارضه
فيفـجؤُ بيجارَ إصـرارُ شعب
و تـدمغـه الحـجة الـناهضه
ويـأبى عـليّ رضـوخ الجنا
ن، فتسـمو بـه روحه الفائضه
كـأن اشتـباك الـسطوح جسو
ر، بها امتـدت الثورة الفارضه
كـأن المـضايق فـيها خلـيج
تمـور بـه السـفن الخـائضه
ويلـتف جـار بـجار كـما
تعـانقت المـهج النـابـضـه
فـكانت على خـط حـرب الخــلاص،
وأعـمارِ أعـدائـنا قابضه
شغلنا الورى وملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
وبلـكور للمـجد شـقّ طريقه
و حـظّ مـعالـمها في السـويـقه
وعجـل أقـدار يوم الخلاص
و كـان يـحـاسـبـها بالـدقيقه
فأيـقن مـاسو وكـان تـغابى
و ما عـاد يـجـهل ماسو الحقيقه
وعاجل سـالان صحو السـكـارى
فـبـدد أحـلام مـايـو الـصفيـقه
وسوستال بالرعب طار شعاعا
فغـصّ، وما اسـطاع يبلـع ريقه
ورجّـت حواجـزهم بالـغلا
ةِ، غـريق يـشـد بـذيـل غريقه
تشـيعهم أدمـع الـعاشـقـا
ت، وهيهات تجدي دموع العشيقه
ويضـحك فـوروم، من حيو
ان، غـواه السـراب فضـلّ طريقه
ومـن خائـرين كـأعجاز نخل
ضـمائـرهم في الـمـزاد رقـيقـه
وحـسب الجـزائر أبطال بلكو
ر والقـصبة الحـاملـين الـوثيقه
شغلنا الورى وملكنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
وحـمام ملـوان مـلّ المـجـونا
و أنـهى غـوايـتـه والفـتونا
وفضّـل خـوض الـحمام بـديلا
عـن المسـتحـِمات والعـائمينا
وقـد عـاش دربـا لحـلو الأماني
فأصـبح دربـا يـلاقي المـنونا
وكان كـمـين الضـبا والـذئاب
فصـار لـصيد الذئاب كـمـينا
وغـاصت بـه ثـورات الـهوى
فـفجـرت الـعـزم في الثائرينا
وأعـلن توبـتـه في الجـبا ل
، فكان الرصاص القصاص الضمينا
ومـدّ اليـمين لـداعي الـفـدا
فأقـسـم أن لا يـخون الـيمـينا
وشـمّر يـرفض دنيـا الملاهي
و ينـفـض عنـه غـبار السنينا
وأضـفى الجـمال عـليه جلالا
و كـان الجـلال عـليـه ضـنينا
هي الأرض...أرض الجزائر...مهما
غـوت وصبت..أبـدا لن تـخونا
شغلنا الورى وملأنا الدنا
بشـعر نـرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
وحمام ريغة بيـن الروابي
ترنح طوع الهوى والتصابي
يصعّـد في الجـو أنـفاسه
عبيرا وأحشـاؤه في التهاب
وتغـلي المواجد في صدره
تـطارحها نـزوات الشباب
يحـاول كتـمان أسـراره
فتفـضحـه خائـنات الحُباب
أيخـفي هواه وفي راحتيه
تموج المحاسن ملء الرّحاب؟
ويختال بين يديه اخضرارا
شواهق تزجي ركاب السحاب
مـدامعه يُتـداوى بـهـا
كمـا يُتـداوى بحلو الرُّضاب
وأنفاسـه تغمر الصّب دفئا
فينـسى حرارة يـوم الحساب
ومنها استمدّ المجاهد عزما
فـراغ الدُّنا بالعجيب العجاب
وفجّـر ثورته مـن لظاها
و سار على هديـها في الغلاب
شغلنا الورى وملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
شريـعتنا كـجلال الشـريعة
كـمالاتها راسـخات ضـليعه
كـأن الـذي شرع الصالـحا
ت، أقام الدليل فأعلى الشريعه
وعـمّر فيـها "بني صـالح"
فزكىّ الصـلاح جمال الطبيعه
تطـلّ جواسـقها الضـارعـات
شـواخـص تحـمد ربّ الصنيعه
كـذوب النـجوم على قـدميـــها
فيـبدع مـنها الـزمان ربيعه
وتاه الصـنوبر كبرا وعجبا
على القمـم الشامخات الرفيعه
ومن تـك فيه الأصالة طبعا
تجبـه الجذوع الطوال مطيعه
رو فـاخر بالأرز لبـنان وهما
و خلّـد فيه الأغـاني البديعه
ولـولا تواضـع أطـلسـنا
لكانت جـزائـرنا في الطليعه
إلا أن حـرمة مـا بـيـننا
و ما بـين لبنـان كانت شفيعه
شغلنا الورى وملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
تسـلّق إيعـكورن واغز السها
و طـاول به سدرة المنتهى
فيخـجل هـامان من صـرحه
و يعجز أن يبـلغ المشتهى
وعـانق بـجايـة في نـخوة
يعانـق حـناياك سرّ البها
وناج بزغـواط سـرّ الظـبا
تناغك من حلق يتشي المها
عجـائبها السـبع لا تـأتلـي
تتـيه فيحـتار فيها النهى
ووادي الهوى والهواء بسرتا
يزكي مسـيد الهوى خلفها
تهـدهـده النـســمات كـأ
م تهدهد طوع الكرى طفلها
وفي جبل الوحش تاهت بلادي
شمـوخا فأحنى الزمان لها
فلـو شاء ربك وصف الجنـا
ن، ليغري الأنام بها شبها
أضاع بـها ذو الحـجى رشده
و لـو لم يخـف ربـه ألها
شغلنا الورى وملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
أمانا ربـوع الندى والحـسب
أمـانا تلمـسان مغـنى الأدب
تمـاوج وهـران في أصـغريـك
وفـاس، فـأبدع فـيـك النسب
وتـاه الـوريـط بـشــلاله
يـلقن زرياب مـعنى الطرب
وأغـرى الـملوك بحب الملو
ك فأخلص في حبها كلّ صب
ولـولا عـناصـر ملـيانـة
و عيـن النسور لكنت العجب
تلـمسان أنت عـروس الـدنا
و حلم الليالي وسلوى المحب
بحـسنك هـام أبـو مـديـن
و في معبـد الحب شاد القبب
وأجـرى بـك الـروم ساقية
بها أسـكر الحسن بنت العنب
وفي مـشور المجد أذن موسى
و خـلّد زيـان مجـد العرب
ونافـح فـردوسك ابن خميس
و يحي ابن خلدون فيك التهب
شغلنا الورى وملأنا الدنا
بشـعر نـرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
وسبّــح لله مــا في السما
وات والأرض مـلء شفائف شفا
كأنـك تصـغي بـها للخـلـيـل
و مـوسى الـكليم يـرتل صـحـفـا
كـأنّ مشـارفـها الـحالمـا
ت الـضواحـك ألـف يغازل ألفا
كـأن الـبليدة للـورود تفشي
حـديث الـغـرام فـيزداد لـهفا
وتـهفو الـمدية شـوقا إلـيه
تـطارحه صـفوة الكـأس صرفا
ويهـتز قصر البخاري هياما
و يصبو البـخاري فتـحجل جلفا
أبـا لـغوطتين يـباهي الـشـــام
و أغـواطـنا بالـشآم اسـتخـفا
كـأن حـدائـقـه الـعابـقا
نـوافج مـسك تـضوعن عـرفا
وفي رحـبِتلْـغَمْت تاه الغز
ال على الشمس يختال لطفا وظرفا
ويـحفـظ مـيزاب لوح الجلا
ل فيصبح ميزاب في اللـوح حرفا
شغلنا الورى وملأنا الدنا
بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
تقـدّس واديـك منـبع عزي
و مسقط رأسي وإلـهام حسّي
وربض أبي...و مرابع أمي
و مغنى صباي وأحلام عرسي
وفـخر الجزائر فيك تناهت
مكارم عرب وأمجـاد فـرس
وأحـفاد أول مـن ركـزوا
سيـادة أرض الجـزائر أمس
دمـاء ابـن رستم ملء الحنايا
صوارخ يلـهبن عـزّة نفسي
وعـرق الأصالة طهّر طبعي
و نور الـهداية أذهب رجسي
وكـرمت باسم المفاخر قومي
و شرفت باسم الجزائر جنسي
إذا للـكريهة نادى الـمنادي
بذلت حيـاتي وودّعت أنسي
وإن للـسخاء استجاب كريم
ففي الـجود لقنت أروع درس
وإن شيـدوا للـبقاء والخلود
جعلت وفـائي دعـائـم أس
شغلنا الورى وملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
ألا مـا لهـذا الحساب ومالي ؟
و صـحراؤنا نـبع هـذا الجمـال
هـنا مهبـط الـوحي للـكائنا
ت، حيال النخيل وبين الـرمـال
ومـهد الـرسالات للـعالــميــن
و نـور الـهدى ومـصب الكـمـال
هـنا العـبقـريات والمعجزا
ت وصرح الشموخ وعرش الجلال
تـبادلنا الـشمس إشـعـاعـها
و يلهـمـنا الصفـو نـور الـهلال
ونـعدو فنـسبـق أحـلامـنا
و نـهـزأ مـن وثـبات الـغـزال
وجـنبـنا الـغدر مـاء الغدير
و حـذرنا الـظل نـهـج الضـلال
وعوّدنا الصدق راعي المواشي
و علـمنا الصّبـر صـبر الـجمال
وأخـرجت الأرض أثـقالـها
فـطار بـها العـلم فـوق الخـيال
تـوفّـر للـشـعـب أقـداره
و تـكفي الجـزائر ذل الـسـؤال
شغلنا الورى وملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
فـيا أيـها الناس هذي بلادي
و مـعبد حـبي وحلم فؤادي
وإيـمان قلبي وخالص ديني
و مبـناه في ملتي واعتقادي
بـلادي أحـبـك فــوق الظنــون،
و أشدو بحبك في كل نادي
عـشقت لأجـلك كـل جميل
و همت بحبك في كـل وادي
ومـن هام فـيك أحبّ الجمـــال
وإن لامه الغشم قال : بلادي !
لأجل بلادي عصرت الـنـجـوم
و أترعت كأسي وصغت الشوادي
وأرسلت شعري يسوق الخطى
بساح الفدا يوم نادى المـنادي
وأوقفـت ركب الزمان طويلا
أسـائله : عن ثـمود وعاد
وعن قصة المجد من عهد نوح
و هـل إرم هي ذات العماد ؟
فأقـسم هـذا الزمـان يـمينا
و قال : الجزائر.. دون عناد !
شغلنا الورى وملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
وقـفـنا نحـيي بـها ألف عام
و نقـري زيري الـعظيم السلام
فـقام بـولوغـين في عـيدنا
يـهـزّ الـدّنا ويـروع الأنـام
وسـيبوس فـاض فتـاه دلالا
يعانـق زيري المـليك الـهمـام
بـولوغين إن صانها فيرموس
و حازت إكـوسيوم أقصى المرام
وهب ّ الأمـازيغ من دوناطو
س تصول وتزجي الخميس الهمام
فـأبناء مـازيغ قـادوا الـفدا
و خـاضوا المـعامع يوم الصدام
وسـاقوا المقادير طوع خطاهم
و شـادوا البـناء وأقـروا النظام
رعى الله عـشرا تنافس عشرا
و صـان ذمـاما تـراعي الذماما
وبـورك يوليـوز في حالتيه
فـما الفـجـر إلا ولـيد الـظلام
وجـلت بطولات أرض الجزا
ئر مهـد الأسـود وربـع الكرام
شغلنا الورى وملأنا الدنا
بشـعر نـردده كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
دعـوا ماسـينيسا يـردد صدانا
ذروه يـخـلـد زكـيَّ دمـانـا
وخـلوا سـفاكس يحكي لروما
مدى الدّهر كيف كسـبنا الـرهانا
وكيـف غـدا ظـافرا ماسينيسا
بـزامة لـم يرض فيها الـهوانا
وكـم سـاومـوه فـثار إبـاء
و أقـسم ألا يـعيـش جـبـانا
وألـهمه الحـب نـيل المعالي
و قد كان -مثلي- يهوى الحـسانا
ومـن صنعت روحه سوفينيزبا
جديـر بأن يتـحدى الـزمـانا
تـغذيه حبـا وفنـا وعـلمـا
و تنـبيـه ما قـد يكون وكـانا
فـجاء يغـورطا على هـديـه
بحـكم الجـماهير يفـشي الأمانا
وقـال :مـديـنة رومـا تبـا
ع، لـمن يـشتريها !فهـزّ الكيانا
ووحّـد سيـرتا بأعطاف كاف
و أولى الأمـازيغ عـزاّ وشـأنا
شغلنا الورى وملأنا الدنا
بشـعر نرتلـه كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
صـمود الأمـازيـغ عبر القـرو
ن غـزا النيرات وراع النجوما
فـكم أزعـجوا نائبـات الليـالي
و كـم دوخوا المـستبد الـظلوما
سـلوا طبـرية يـذكر تبـيريـــــوس
تيـكفرنـاس يوالي الهـجوما
ثمـان سنـوات يصـارع رومـا
فـدق الـمسامير في نعش روما
وأوحـى له الأطـلس الـوحدو
ي، فوحـدنا فانطلـقنا رجـوما
سلـوا بربـروس يجـيبكم فراكـسـ
ــن من جـرجرا كيف أجلى الغيوما
وقالوا : أراديـون بالكاف أودى
هل الموت عيسى ؟ يداوي الكلوما
وهـذا أغـوستنس بالاعـتـر
افات حير - عبر الزمان - الفهوما
وأسـقف بونـة أصبـح قـد
يس قـرطاج مـذ بث فيها العلوما
وكان أغـستـنس فـجر البـــــلاد
و كـان بـها الفـيلسوف العظيما
شغلنا الورى وملأنا الدنا
بشـعر نرتله كالـصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
أشـرشال !هلاّ تـذكرت يوبا ؟
و من لقبوا عرشك القيصريه ؟
ومن مصـروك فنافست روما ؟
و شرفـت أقطارنا المـغربيه
لـمـاذا يُلقـب يـوبا بـثان؟
أما حقق السـبق في المدنيه ؟
وباهى بـشرشال جـنة عدن
و زان حـدائـقها السـندسيه
أمـا كان أول من خطّ رسما
لوجه جـزيرتـنا الـعربـيه ؟
أما شـاد يوبا بشـرشال للعلم
أوّل جـامـعـة أثـريــه ؟
وهـذا أبـولوس كان طبيبا
يدين لـه العـلم بالـعبقـريه
وأبـدع في قـصص الحيوا
ن، فأثر في القـصص الأمويه
وكان الأفـارق في منتداهم
برومـا يخـصونه بالتـحيـة
وكان أبـولوس قاضي روما
ليمـناه تـرفـع كـلّ قضـيه
شغلنا الورى وملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
أولئـك آبـاؤنا منـذ عـيسى
و كـان محـمد صـهرا لـعيـسى
ولاح الصـباح فهز السكارى
و أجلى الندامى، ورض الكـؤوسا
وأيـقظ حلـم الليـالي الحبالى
و أسـرج في الكـائـنات الـشموسا
وأهوى على البغي يذرو الجذو
ع، ويـغرس في الجبروت النفوسا
وحـذر آدم ظـلـم أخـيـه
و سوى الحـظوظ وأعلـى الرؤوسا
رو أخـرج حـواء من رمـسها
فألهـمت الـروح هـذي الرمـوسا
لئـن حـارب الـدين خـبث الــنفــوس،
فلم يـغمط الدين هذي النفوسا
ولـم نـك نـنكـر آبـاءنـا
أكانـوا نصارى !!أكانوا مـجوسا !!
وهـل كان بربر إلا شـقيقـا
لجـرهم ؟ هـلا نسـينا الـدروسا ؟
إذا عـرّب الـدين أصلابـنا
فـما زال أحـمد صهـرا لعيسى !
شغلنا الورى وملأنا الدنا
بشـعر نرتله كالصـلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
وهِـبنا العروبـة جنسا ودينا
و إنـاّ بمـا قد وُهـبنا رضـينا
إذا كـان هـذا يـوحّد صـفاّ
و يـجمع شمـلا رفـعنا الجبينا
وإن كان يعرب يرضى الهوا
ن، ويلبس عارا...أسأنا لظنونا
وقلنا : كـسيلة كـان مصيبا
و كـاهنة الـحيّ أعـلـم منّـا!
رفأهـلا وسهـلا بأبـناء عمّ
نـزلتم جـزائرنـا فـاتحـينـا
ومـرحى لعقـبة في أرضنا
ينيـر الحـجى ويشـيع الـيقينا
ويعـلي الصوامع في القيروا
ن، ويرفعـها للـدفاع حـصونا
يبـث المراحل في كـلّ فـجّ
فـراعت أسـاليبـه الـعالمـينا
وبادره السـمر تـبرا بـملح
و ما كان فـزّان عنـه ضـنيـنا
وما كان جـوهر إلاّ مـدينـا
لعقـبة..يوم اسـتقـلّ السـفيـنا
شغلنا الورى وملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
وهـال ابـن رستم ألا نسود
و نـبني كـيـانا لنـا مـستـقلا
فـقام بـتيهرت يـعلي الـلوا
ء، ويرسي نظاما وينـشر فضلا
يـوجه حـكم الـبلاد الـشرا
ة، بوحي الـشريعة حـقا وعدلا
ويجـعل أمر الجماعة شورى
و حـق انتخـاب الإمـامة فـصلا
فـلم يـك للتـبعـيات ذلـيلا
و لم يـك بالعـصبـيات يـبـلى
فـدوّخ بـغـداد في أوجـها
فكانـت لتيـهـرت بغـداد ظـلا
وفاض بها العلم يجلو العـقو
ل، ويغـمر أرض الـجزائر نبلا
وتـاه الـربيـع بـجناتـها
يـهـادي تـلمسـان وردا وفـلاّ
فكـان ابـن حمّـاد من وحيها
كأوصـافـها عبـقريـا وفـحلا
وأفـلح خـلد أمـجـادهـا
فـأفـلـح أفـلـح قـولا وفـعلا
شغلنا الورى وملأنا الدنا
بشـعر نرتلـه كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
وإن تسـألوا عن بـني الأغلب
سـلوا الزاب عن جاره الأقرب
وطـبنة هـل تـذكرين ابن الـحـســين
التميمي وتاريخه القرطبي
وعـند مسيـلة.. علـم الـيقـيــن،
بـمن حـققوا وحـدة المغرب
يرى الفاطـميون شعر ابن هـا
رون كـما يخلق اللحن للمطرب
وأبـدع حـتى تـنـبأ مثـلي
و لـم يتـقوّل...و لـم أكذب
عـلام يُـلقـب أنـدلـسـيـا
فـتى مغـربي، أصيل الأب؟؟
فـكم حـسدونا عـلى مـجدنا
و جـاروا عـلى البلد الطيب !
وكـم بالـجزائر من معجزات
و إن جـحدوها ولـم تُكـتب !
وقالوا : الـرسالات مـن مـشرق الـشمـ
ـس لـكن يـخالفهم مـذهبي
ولـو أرسـل الله مـن مغرب
نبـيا...إذن كـذّبوا بـالـنبي!!
شغلنا الورى وملأنا الدنا
بشـعر نرتله كالـصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
وفي قـدس جـناتنا الناضرة
وجـوه إلى ربـها ناظـره
تـمدّ الـمعـزّ لـدين الإلـه
فيـصنـع جـوهـر والـقاهـره!
ويـستلهم الـنيل من أرضنا
صفانا، وأخلاقنا الطـاهره
ويـجري رخـاء على هدينا
يـواكب أفـضالنا الزاخره
وتُفـهم رمسـيس معنى انعتا
ق الشعوب، جزائرنا الـثائره
هو الـنيل خـلد عـشر قـرو
ن، وباركنا الـسنة الـعاشرة
وكـم شـابه النيـل بحر دما
نا، تمور به المهج الفـائره!!
وكـم ضارعـت في الـفدا كيلوبترا
جمـيلات ثـورتـنا الهـادره !
ونحن الأمازيغ نرعى الذما
م، ولا نجحد الفضل والآصره
ونكـبر مصـرَ وأحرارها
و مـن آزروا حـربنا الظافره !
شغلنا الورى وملأنا الدنا
بشـعر نرتله كالـصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
بـولوغـين يا من صنعت البقا
سنـحفظ عـهـدك والـموثقا
فيـريموس أم أنت من شادها ؟
فحـيّرت الـغرب والـمشرقا
بنـيت الجـزائر فوق السـما
ك، فكانت لـمعراجنا المرتقى
غـرست بهـا ذوب أكـبادنـا
و مـن دمـنا غصنـها المورقا
عـلا بالمـدية تـاج الـجـلا
ل، فـأعلى بـمليانة المرفـقا
ومن هـدهد الصـدر بالتـوأميـن،
قـضى للـجزائـر أن تعشـقا
دلال الـمدية أعـيا الـملـو
ك، وكـم خاطبٍ ودّهـا أخفقا
تنـازعـهـا الـروم والمـسلمـون،
و حـاول زيـان أن يـسـبـقا
وكـاد ابن تـوجيـن وابن مـريـن
بـنـار الـمديـة أن يـحـرقا
مـلائكـة الله..هـل نقلوها ؟؟
أجـل..مـن رأى حسنها صدقا
شغلنا الورى، وملأنا الدنا
بشـعر نرتـله كالـصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
أيـا ومضـة من جلال الشريعه
و يـا هـبة من هـبات الطبيعه
أشـاع ابن يـوسف فيـك الصلا
ح، ووشى الجمالُ رباك البديعه
أزكـار أم أنت عـش العـقـا
ب ؟ أم الصقر منك استمد ضلوعه ؟
أم الـعاشق المـستهام المـعنى
بنبع العـناصر أجـرى دمـوعه ؟
أم الـحب رقّ لمـجنون ليلى ؟
فرش بـعين النـسور صريـعه
أشـادك بومـبي مقوقس روما ؟
أم أن بـولوغين رب الصنيـعه ؟
فأغـرى بمـليانة الـطامعيـن
و ما كنت للـطامعـين وديـعه !
فـما ارتـاح فـيك بنو هنـدل
و ولـىّ ابـن عائشة بالـفجيعه
جـرى مثـل واديك ناديك علما
فبـوأ أحـمد فيـك الـطلـيعه
وأقـطع يعـقوب أحـمد أغما
ت، والنبل في ابن مرين طيعه
شغلنا الورى، وملأنا الدنا
بشـعر نـرتله كالـصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر