إنما الدين كله تقليد

إنما الدين كله تقليد

​إنما الدين كله تقليد​ المؤلف عبد الغني النابلسي


إنما الدين كله تقليد
وهو أمر تقلدته العبيد
وهو معنى التكليف محض اعتقاد
حاد عنه الشقي وفاز السعيد
ثم إيمان من يقلد حق
منه تبدو الأعمال والتوحيد
قادة الشرع كالبهيمة ينقاد
بإيمانه فيدنو البعيد
واتباع دين الهدى لا ابتداع
بعقول أفكارهن صديد
طاعة الله والرسول وأهل الأمر
منكم إشارة لا تبيد
هكذا قال ربنا فاستقيموا
يا أولي العلم ما هنا ترديد
ديننا اليسر كله وهو سهل
ليس فيه التحريج والتشديد
فاتقوا الله مخلصين له الدين
يعلمكم الهدى ويفيد
وتصيرون عارفين به لا بعقول
جميعها تنكيد
واتركوا العقل للذين به ضلوا
وعما قد حاولوه يحيد
وخذوا الفتح إنما هو بالنو ر
من الله يقتفيه المريد
كلما آمن المكلف بالغيب
ترقى وجاءه الإقليد
ثم علم الكلام رد على من
حاولوا أن يكون دين جديد
فاستفزت أئمة الحق للحق
وقاموا مرادهم تأييد
وأبانوا دلائلا بعقول
قصدهم رد ما يقول العنيد
لا اعتقاد له ولكن كلام
كسلاح يسطو به الصنديد دونوه لما رأوا الدين شتى كل حزب للإفتراق يريد
وذوو الاعتزال قاموا جهارا
فيهم الخلف مبدىء ومعيد
وهدى الله ظاهر ليس يخفى
عند من آمنوا به يا رشيد
آمنوا تأمنوا وللغيب عنكم
أسلموا تسلموا يكون المزيد
إنما الدين سنة تبعتها
عصبة التابعين قول سديد
نقلوها عمن مضى من صحاب
تبعوا المصطفى أب ووليد
سلف صالحون صلوا وصاموا
باتباع جميعه تقليد
وعلى ملة المفضل طه
عيشهم كان ههنا وأبيدوا
قط ما استشكلوا ولا سألوا عن
معضل فيه للهدى تعقيد
لا يميلون للعقول ولا ما
أنتجته العقول فيما تجيد
ولهم قال ربنا الحق فاعلم
إنه لا إله إلا الفريد
لم يقل فاستدل أو فتعلق
بدليل لأنه تحديد
هو للرد لا لأجل اعتقاد
وعلى من يرد إذ لا رديد
إن هذا لهو الصواب وأما
غير هذا فإنه تبديد
صدق الله من له الله يهدي
فهو المهتدي وجل المجيد