إني الشجاع وقد جزعت كما ترى
إنيّ الشجاع وقد جزعتُ كما ترى
إنيّ الشجاع وقد جزعتُ كما ترى
منّي الغداةَ بمصرع ابن شجاعِ
ساقت مصيبته إليَّ بلابلي
سَوْقاً وأَلقتني إلى أوجاعِ
فالماءُ من عينَيَّ يقرح ناظري
طَوَعَ النَّوى والنّارُ في أضلاعي
ووددت لو تغنى الودادة في الردى
أنّ التكذبَ مايقول النّاعي
ومنَ العجائب أنني ضَنّاً بهِ
رملتهُ ورميته في قاعِ
ويسوءني أني أراهُ في الثرى
يَبْلى وأمريَ فيهِ غيرُ مُطاعِ
بيفاعِ مشرفةٍ وهل يغني الفتى
سلبَ الحياة مقيلهُ بيفاعِ؟
في ممرعٍ خضلٍ وما أغنى أمرأً
في اللحد عن خصبٍ وعن إمراعِ
أعزِزْ عليَّ بأنْ توفّاكَ الرَّدى
وأصمَّ سمعَكَ عن مقالِ النَّاعي
وأردتُ حِفظَك في الضَّريح وإنَّما
صَيَّرتُ شِلْوَكَ في يَدَيْ مِضياعِ
خرقاء تأكل لالجوعٍ كلَّ من
يُهدَى إليها الموتُ أكْلَ جِياعِ
مَن لي تُرَى مِن بعدِ فقدِك صاحبٌ
أُلقي إليه متى أردتُ بَعاعي
ومن المطيلُ تمتعي بغرائبٍ
مِنْ بَثِّهِ ومَن المقصِّرُ باعي
وإذا دنا الأجلُ المقدَّرُ للفتى
لم أنجه منه وضاع دفاعي
وقواطعي وهي الحداد كليلةٌ
عنه وَنَبْعي فيه مثلُ يَراعي
وأنا الطويلُ يداً فإن مدّ الردى
نحوي يداً منهُ تَقاصَرَ باعي
كم ذا تغالِطُنا الحياةُ ونَنْثني
منها بخدعة مائن خداعِ؟
أينَ الذين عَلَوْا على هامِ العُلا
وتبوءوا بالمجد خيرّ رباع؟
الباذلين لما حَوَتْهُ خِيامُهمْ
والواهبينَ لِما يسوقُ الرَّاعي
فَسَقَتْ ترابَك يا حُسينُ بواكِرٌ
تَرمي الدِّيارَ بعارِضٍ هَمّاعِ
وكأنَّ لَمْعَ بُروقِهِ هِنْدِيَّةٌ
مسلولةٌ جنح الدجى لقراعِ
وكأن زمجرة الرعود خلالهُ
دَوْحٌ تقصَّفَ أو زئيرُ سِباعِ
ودفاعُ ربِّك عنك شرَّ عقابهِ
ن سيءٍ خيرٌ من الدفاعِ