إني لغير سفاح منك فاعترفي

إِني لغير سفاح منك فاعترفي

​إِني لغير سفاح منك فاعترفي​ المؤلف إبراهيم بن قيس


إِني لغير سفاح منك فاعترفي
أهوى الحسان ولا يغررك منصرفي
ما من فتى نجد حل الشباب به
إِلا يحب عناق البدَّن الهيف
لا عن قلى قبضت نفسي أعنتها
عنكن يا حسنات الحلي واللحف
أنتن قرة عين لم أقل فندا
أنتن أحسن ما في الدهر من تحف
لو كنت أدرك ما يعتافكن علي
كنتن من حيث مجاري الصدر في كنف
لكن نأت درجات المجد عن رجل
يمسي ويصبح بين الخرَّد القطف
فاستيقني نبأ أن العلا نزعت
أسيافها رغبتي عنكنَّ فانصرفي
حاز العلا وعلا فوق العلا صعداً
من راح منتصراً بالبتر القذف
إن الهلاك وأسباب الهلاك وما
يجدي الهلاك هو الاخلاد في الكنف
ليس امرؤ برز الصحراء مطلباً
عزا كمضطجع في ظلة السقف
يال الصلاة ويا آل الزكاة متى
أرجو إجابتكم قد طال معتكفي
يال الرجال إلى كم لا يزعزعكم
شعري ويردعكم صوتي وملتهفي
لو كنت أقرع جلموداً أجاب فما
أجفاكم عرباً بالصارخ اللهف
نمتم وبت أقاسي كيف أنقذكم
من غمرة السفها إني بكم لحفي
هيهات أبعدما في البعد حيث نأى
ما بين مبتسم ناء ومكتلف
ليت الاله كما أني أخو أنف
أولاكم أنفاً صعباً كما أنفي
كيف الرضى ومتى أرضى وكلكم
يسعى لخدمة أهل الظلم والحيف
مالي أرى صوراً حسناً ولا مهجاً
فيها تدافع ظلم الظالم الصلف
ما بال من عرف الأحكام يملكه
من ليس يفرق بين الميم والألف
شلت أكفكم إن لم تكن خلقت
إلاَّ لمس جلود الغيد والغلف
من لم يكن وله كف مسلمة
يحمي الذمار بها فاعدده في الجيف
من ذاق طعم ثلاث باح مجرمه
طعم العسولة والابلاد والضعف
لا خير في رجل تحميه ذمته
ملقى الجنان قميّ الوجه كالوصف
أكرم بفتية صدق عشرة عبرت
بحر الجزائر في الرحمن لم تخف
إن الذين لهم في البحر مختلف
أولى البرية في التقديم والشرف
هل مثل معبد من زار الامام على
كلّ ثلاثة أسفار أخي الثقف
أو هل كمثل أبي عبد الاله أخي
عامين عمنْ يحمد اللّه من أنف
وافخر وحسبك يا ابن الشيخ مفتخراً
الأريحي وزد في وصفه وصف
واذكر أخاك أبا إسحاق أن له
عزماً يفلُّ غرار المنصل الرهف
واعرف لخدنك ذي الأفضال أحمد ما
من كبر همته شاهدت واعترف
وارفع ظنونك بالثوري أي فتى
مذ قام قام ولم ينكل ولم يقف
ثم اعترف لأبي بكر فضيلته
ذاك الفتى الماجد ابن الماجد الأنف
يا رائحاً عجلاً حييت حي أبي
عني معا وعن القاضي الرضي الثقفي
من قام قبل يقوم الناس غير ونٍ
ومن بقي وقد انسلوا إلى الغرف
شيخاً رآى طلبي فرضاً فقام بما
حملت محتملاً ها ذاك غير خفي
ساق الزمان به عنفاً ليبلوه
فازداد مبتسماً والدهر ذو عنف
أكرم به فله بين الورى سلف
يعلو به الشرق العالي على الشرف
للّه ماثرة للدين ثبتها
والدهر ينقلها خلف إِلى خلف
إن همتي كبرت فالأمر همته
والنجل لا جرم نصر من الطرف
إني لمن حسنات الشيخ واحدة
ما كنت معترفاً أو غير معترف
حييت يا أبتي حييت قد وردت
إخواننا الفضلا حييت وازدلف
والبس هديت لباس الحرب منتجدا
وارتد بأردية التشمير والتحف
ما بعد إذ نزلوا إلاَّ التي رجفت
منها قلوب أولي الطغيان والسرف
حرب تأجج كالنيران يشعلها
ضرب ملوح منسوب إلى العجف
ظمآن منصله ظمآن قد عرفت
منه الحقيقة عند الزحف والزلف
يهوى الطعان يحب الضرب يطربه
وقع القنا وصرير البيض بالحجف
حان القيام بما يبكيك لادمعت
عيناك من جزع يا ربة الشنف
لا تصدعي ببكاك القلب واعتصمي
صبراً فلست على حال بمرتقف
إني أحب على حد السيوف بأن
أمضي على أثر الماضين من سلفي
يا نفس إِن سهام الموت راشقة
كل الأنام ففي الغايات فانقذفي
يا نفس لا جرم لي إِن الوغى تلف
لكنها تلف ينجي من التلف
يا نفس لا تهني باللّه واقتحمي
حوض الردى وردي في المعرك الرجف
إن العصاة أبت ألا تساعدني
حتى تدق كدق الفهر للخزف
هذا المقال إِلى كل الورى نذر
من كل مؤتلف منهم ومختلف
من شاء ينصرنا فاللّه ينصره
أو كان يكره نصر اللّه فليقف
ثم الصلاة على المختار أحمد ما
لاح الصباح ولاح البرق في الفيف