إن الألى جمعتهم والنوى دار

إن الألى جمعتهم والنوى دار

​إن الألى جمعتهم والنوى دار​ المؤلف ابن القيسراني


إن الألى جمعتهم والنوى دار
جاروا فهل أنت لي من ظلمهم جار
ساروا على أنهم قربا كبعدهم
فلست أدري أقام الحي أم ساروا
عندي على الوجد فيهم كل لائمة
وعندهم للهوى العذري أعذار
ففي الصدور صبابات وموجدة
وفي الخدور لبانات وأوطار
قد أنكر القوم من وجدي ومن حرقي
هوى تهادن فيه الماء والنار
إلام أعلن أسراري وأكتمها
وآية الشوق إعلان وإسرار
دين على عبراتي أن تقر به
وإنما غاية الإنكار إقرار
قالوا السلو سبيل اليأس بعدهم
وكيف أسلو وريح الشوق إعصار
يا صاحبي اطويا ليلي مسامرة
بمثل ما بي فللعشاق أسمار
سلا نسيم الصبا النجدي نفحته
هل عنده من ظباء الرمل أخبار
ما عرج الركب عني يوم كاظمة
إلا ودون تراقي القوم أسرار
وفي الظعائن من عدنان غانية
لها من القلب ما تهوى وتختار
غصن تنزه أن يجنى له ثمر
من الوصال وهل للبان أثمار
تعتادني خطرات من تعطفه
ودون ذلك أهوال وأخطار
وفي المقيمين بالزوراء لي سكن
كأنما طرفه للفتك عيار
ساومته نهلة من ريقه بدمي
وليس غير خفي اللحظ سمسار
فآه من سهم رام ماله أثر
ومن قتيل غرام ماله ثار
إن فاتني من زماني ما أقدره
فربما حال دون النجح مقدار
لا ذنب لي غير أقوام عرفتهم
بيني وبينهم في الفضل إنكار
وإنما النقص في حظي لتقصهم
فما علي إذا ما فاتني عار
دعني على ما بعزمي من مفللة
أغامر الهم فالأيام أغمار
فلم أكن أستثير الدهر غضبته
غلا ولي من أبي المنصور أنصار
وهي القوافي إذا تدعو لحادثة
شمس القضاة فجرف الخطب منهار
فليعد جور الليالي جار همته
فقد تقدم إعذار وإنذار
ما يمتري الظن فيه عند نائله
إن الغمائم من كفيه تمتار
يهمي سحاب يديه وهو مبتسم
وللغزالة أنواء وأنوار
شمس لها من معالي جدها فلك
تسري به من سعود المجد أقمار
كواكب همها إدراك غايتها
من العلى والعلى للشهب مضمار
مثل الأسنة كل نال رتبته
من السنا والقنا الخطي أنظار
إذا بنوك أبا منصور انتسبوا
إلى نداك سما بالفخر تيار
عممتم المجد بالنعمى وهم بكم
بحر يمد المعاني منه أنهار
ما زلت تغلي بنات الحمد مشتريا
حتى غدوت وللأشعار أسعار
من كل فاتنة بكر ضرائرها
عون وهل يستوي عون وأبكار
وكلما عاد عيد النحر مقتبلا
وافى وجودك للأموال نحار
ترى العواقب من أجفان ذي فطن
يقظان يعلم أن العيش أطور
أسماؤكم في سماء المجد ثابتة
وفعلكم في بروج الحمد سيار
لا فاتني من سنا أنواركم نظر
فكل يوم أراكم فيه مختار