اثنان في سيارة
اثنان في سيارة
العمرُ أكثرهُ سدى وأقلُّهُ
صفوٌ يتاحُ كأنه عمران
كم لحظةٍ قصرت ومدت ظلَّها
بعد الذهاب كدوحة البستانِ
ويمر في الذكرى خيالُ شباَبها
فكأن يقظَتها شبابٌ ثاني
مَنْ ذلك الطيف الرقيق بجانبي
كفّاه في كفَّيَّ هاجعتانِ
لكأننا والأرضُ تُطوى تحتَنا
نجمان في الظلماءِ منفردانِ
لكأننا والريحُ دونَ مسارنا
خطان في الأقدارِ منطلقان
إني التفت إلى مكانك بعدما
خليتهِ فبكيتُ سوء مكاني
هل كان ذاك القربُ إلاَّ لوعةً
ونداء مسغبةٍ إلى حرمان
حمى مقدرة على الإنسان
تبقى بقاء الأرض في الدورانِ
وكأنما هذي الحياة بناسها
وضجيجها ضرب من الهذيانِ