اعتذار
أودّ بأني لا أفارق مجلساً
أراه لسيفِ المجد منك اغتدى جَفْنا
وما ليَ لا أهوى دنُوِّي إلى الذي
دنوّي إليه مُكسِبي الفضلَ والمنَّا
ولكنْ عَمَى العينين ما زال مُلزِماً
أخاه - وإنْ لم يرضَ - من بيته سِجنا
أعُدُّ ازدياري هالةً أنت بدرها
مراقي تعلِّيني إلى الشرف الأسنى
فما كان من رأيي فراقُ محلَّةٍ
تُعيد فِصاحاً لُسْنَ مَفخريَ اللُّكنا
ولكنه رأيُ العَماء وأهله
إلى رأيه بالكُرْه آراؤهم تُثنى
ولولا عمى شيخ المعرّةِ لم يكن
لمسكنه حتى قضى نَحْبَه رَهْنا
سَميِّي أقلُّ الطير لُبْثاً بوكْنِهِ
ولو ذهبتْ عيناه ما فارق الوكنا
يَغُلُّ عماه ما له من عزائمٍ
ويملأ بعد اليأس أحشاءه جُبنا
تعيث الحبارى في حماه مُهينةً
كأنْ لم تكن تخشى مخالبه الحُجْنا
ولولا عماه لم يَفُتْه افتراسُها
وإن هي لم تقرب له مرةً مَغْنى
تذلّ له قبل العمى الطيرُ كلها
وبعد العمى ليست تُقيم له وزنا
فيمكث حول الوكر حتى تناله
يدُ الموت يشكو الذلّ والجوع والغَبْنا
وإن أدركَتْهُ رحمة الله قيَّضتْ
له راحماً من نوعه يفعل الحسنى
فتلقاه يغدو أو يروح تعطّفاً
يشاطره عَجْفَى المآكل والسَّمْنى
وقد يُؤثِر الصقرُ الرحيم بقوتِه
إذا كان لا يكفيهما - ذلك الخِدْنا
يهون عليه أن يجوع إذا رأى
صُويحبَه المنكوب قد ملأ البطنا
هذا العمل في الملك العام في الكويت وفق القانون رقم 64 لسنة 1999 في شأن حقوق الملكية الفكرية (الكويت) لأن مدة حماية حقوق المؤلف قد انقضت. |