الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية)/حرف الباء


حرف الباء

۷۲۹ - «بَابِ الْحَزِينْ مِعَلِّمْ بِطِينْ»
معلم (بكسر ففتح مع تشديد اللام المكسورة) اسم مفعول عندهم، أي عليه علامة، وهو مبالغة في وصف سوء حالة الحزين كما قال الشاعر في العاشقين:
مساكين أهل العشق حتى قبورهم
عليها تراب الذل بين المقابر
۷۳۰ - «الْبَابِ اللِّي يْجي لَكْ مِنُّهْ الرِّيحْ سِدِّهْ وِاسْتَرِيحْ»
ويروى: (اللِّي يجيب الريح) أي الذي يجيء بالريح. والمراد تجنب الشرّ بسد بابه تسترح.
۷۳۱ - «بَابْ مَرْدُودْ شَرّْ مَطْرُودْ»
يضرب في مدح التوقي والتحفظ، وهو مثل قوله: (الباب المقفول يردّ القضا المستعجل) الآتي بعده.
۷۳۲ - «الْبَابِ الْمَقْفُولْ يُرُدّ القَضَا المِسْتَعْجِلْ»
ويروى: «يمنع» بدل يردّ. يضرب في الحث على الاحتياط. وفي معناه: (باب مردود وشر مطرود) وقد تقدم قبله.
۷۳۳ - «بَابْ النَّجَّارْ مِخَلَّعْ»
أي مفكك الأجزاء غير محكم الصنع، وذلك لأنّ عناية الصانع معروفة إلى إتقان ما يصنعه الناس طمعًا في زيادة الأجر. يضرب للصانع الماهر إذا لم يتقن ما يصنعه لنفسه.
۷۳٤ - «الْبَابِ يِفَوِّتْ الْجَمَلْ»
أنظر: (السكة تفوت الجمل) في السين المهمة.
٧٣٥ - «بَاتْ فِى بَطْنْ سَبْعْ وَلَا تْبَاتْ فِى بَطْنْ بَنِى آدَمْ»
المراد بنى المفرد، أى ابن، يعنى كن آمنًا من الأسد ولا تأمن لابن آدم، وهو مبالغة فى وصف الإنسان بالغدر.
۷۳٦ - «بَاتْ كَلْبَ وِاصْبَحْ سَبْعْ»
أى تحمل ذل العمل تصبح عزيزاً بين الناس باستغنائك عنهم. يضرب فى تفضيل ذلك العمل على ذل السؤال.
۷۳۷ - «بَاتْ مَغْلُوبْ ولَا تْبَاتْ غَالِبْ»
المقصود منه الحثّ على تجنب الشقاق وتفضيل الحالة الأولى على ما فيها من الغضاضة على الثانية تواضعاً وقمعاً للنفس. ويضربونه فى الغالب عند اليأس من الغلب تسلياً.
٧٣٨ - «بَارَكَ الله فِى المَرَه الْغَرِيبَهْ وِالزَّرْعَهْ الْقَرِيبَهْ»
المراد بالمرأة الغريبة الزوجة من غير الأقارب، وقد قالوا فى ذلك: (خد من الزرايب ولا تاخذ من القرايب) وقالوا: (الدخان القريب يعمي) وقالوا: (إن كان لك قریب لا تشاركه ولا تناسبه). وأما قولهم: والزرعة القريبة فمرادهم المزرعة تكون قريبة من دار صاحبها. وفى معناه قولهم: (اللِّى غيطه على باب داره هنيا له).
۷۳۹ - «البَاطِلْ مَالُوشْ رِجْلِينْ»
أى ليس له قدمان يسير بهما وهو تعبير حسن. ويروى: (الكدب) بدل الباطل وسيأتى فى الكاف. وسيأتى فى الحاء المهملة: (الحرامى مالوش رجلين) وهو عکس ما هنا لأن المراد ليس له رجلان يقف عليهما، أى هو سريع الفرار وقد تكلمنا عليه هناك.
۷٤۰ - «بَانِ الْوِشّ وِالقَفَا والعَدُو مَا اشْتَفَى»
بان بمعنى ظهر وانكشف. ويروى: (انحرق) وقد سبق ذكره والكلام عليه فى حرف الألف.
۷٤۱ -«إلْبَانِى طَالِع وِالْفَاحِتْ نَازِلْ»
أنظر: (يا باني يا طالع یا فاحت يا نازل).
۷٤۲ - «الْبَايْرَةْ أَوْلَى بِبِيتْ أَبُوهَا»
يریدون بالبائرة العانس، أى التى لم يقبل أحد على زوجها، وإن الأولى بمثلها أن تلزم دار أبيها ولا تتعرَّض للأخطاب وما تلاقيه من إعراضهم عنها. يضرب للمحارف لا يقبل فى عمل لسوء حظه. ويروى: (البايرة لبيت أبوها).
۷٤۳ - «بتَاعْ النَّاسْ كَنَّاسْ»
بتاع (بكسر الأول) محرف عن المتاع. والمراد ما يكتسب من حِرم يذهب من حيث أتی ویکتسح غيره معه فلا يبقى ولا يذر.
٧٤٤ - «بِجْدِیدْ بَسْطْ يِغْنِيكْ عَنْ خَمَّارَهْ»
الجديد (بكسرنين): نوع من النقود كانوا يتعاملون به. والبسط (بفتح فسكون): نوع من مطبوح الحشيشة، أى بهذا المقدار القليل الرخيص تستغنى عن الحانة وعما تنفقه فيها ثمنًا للخمر لأن النتيجة واحدة، وهى حصول ما تحاوله من السرور. يضرب للشيء القليل المقدار والثمن يغنى عن الكثير التالي. ويروى: (بعشرة بسط يغنيك عن دخول الخمارة) وسيأتي.
٧٤٥ - «بحّرْ سَنَةْ وَلَا تْقبَلْ يُومْ»
بحّر، أى سافر إلى الوجه البحريّ، وهو الريف، ولا تقبل، أى لا تسافر إلى الوجه القبلي، وهو الصعيد. والمراد خير لك أن تسافر إلى هذا ولو قضيت سنة من أن تسافر إلى ذاك يومًا واحدًا، وذلك لتفضيلهم الريف على الصعيد لما فى هذا من المشقة. يضرب فى تفضيل طول المسافة مع الراحة على قصرها مع التعب.
٧٤٦ - «الْبَحْرْ غُرْبَالْ الْخَايْبَه»
البحر، أى نهر النيل. والمعنى أنها لكسلها وقلة عنايتها بغربلة قمحها تعتمد فى تنظيفه على غسله فى النيل فيقوم لها مقام الغربال. يضرب للتساهل فى عمله كسلًا وإهمالًا.
۷٤۷ - «الْبَحْرْ مَا يِتْعَكَّرْشْ مِنْ تِرْعَةْ»
البحر هنا: النهر الأعظم، والترعة (بكسر فسكون): الخليج يشق منه، ومعنى اتعكر صار عكرًا، وراد به أيضًا تكدّر وغضب. والمراد أن العظيم أكبر من أن يکدره کلام الوضيع، كما أن النهر لا يؤثر فيه الخليج العكر. يضرب لتهوين الأمر على العظيم إذا تطاول عليه وضيع.
۷٤۸ - «الْبَحْرْ مَا يِنْفَدْ فِيِه السِّحْرْ»
أى ينفذ (بالذال المعجمة) والمراد أن البحر لعظمه واتساعه لا يؤثر فيه السحر. يضرب للكبير فى همته لا يؤثر فيه نم النمام ولا يحوله عن رأيه.
٧٤٩ - «الْبَحْرْ يُعُوز الزِّيَادَهْ»
أى كل كثير محتاج إلى القليل ولولا القليل ما كان الكثير. وانطر: (البحر يوفى من قيراط).
۷٥۰ - «الْبَحْرْ يُوفِى مِنْ قِيرَاطْ»
والمراد بالبحر نهر النيل ولا يحكم بوفائه إلا إذا بلغ حدا معلومًا فى المقياس ولا يبلغه إلا بالقيراط الأخير. يضرب فى عدم الاستهانة بالشيء القليل: وانظر: (البحر يعوز الزيادة).
۷٥۱ - «بَخْتَكْ يابُو بْخِيتْ»
البخت (بفتح فسكون): الحظ. البخيت (بكسرتين) ذو الحظ المجدود، وهو أيضاً من أعلام الرجال عندهم وتغلب التسمية به فى السودان والمراد هذا بختك يا أبا البخت، أى إنما ينال الحظ المومق له.
۷٥۲ - «بَخْتَها مِعْهَا إینْ مَا تمْشِى يِتْبِعْها»
البخت (بفتح فسكون) الحظ والطالع. يضرب فى سيئة الحظ يدرکها سوء حظها فى كل ما تحاول وأينما تدهب. وانظر أيضًا فى الراء (رحت بيت أبويا أستريح).
وسيأتى هنا (البخت يتبع أصحابه) وهو فى معناه. وانظر: (بختى لقانى) إلخ و(قلت لبختى أنا رايحة أتفسح) إلخ.
٧٥٣ - «الْبَخْتْ يِتِّبِع أَصْحَابُهْ»
أى الحظ يتبع صاحبه أينما ذهب والمراد سوء الحظ، وفى معناه قولهم: (بختها معها معها) الخ. وقولهم: (بختى لقاني) الخ. وقولهم: (رحت بيت أبويا استریح) الخ. وقولهم: (قلت لبختى أنا رایحه اتفسح) الخ. وهى مذكورة فى مواضعها.
۷٥٤ - «بَخْتِى لَقَانِى فِى الطّرِيقْ يُعْرُجْ قَالِى اُرْجَعِى یَا خَايْبَةْ لارقدْ»
أى لقيت حظى السيء يعرج فى الطريق فأرجعنى عن قصدى لئلا يزيد سوءاً فيرقد. يضرب للسيء الحظ يحاول إسعاد نفسه فيزد تعاسة بعناده.
٧٥٥ - «بَخْتِى لَقَانِى فى مَدْيَقْ اللّيَّهْ عَكّرْ عَلَيِّ رَايقِ المَيَّهْ»
مديق اللية أى مضيق المنعطف، ويروى (فى المعدية) وهى المعبر. والمراد لاقانى على الموردة نكدر صفو مائها عليّ. يضرب فى أن الحظ السيء يتبع صاحبه أينما ذهب. وانظر فى معناه: (البخت يتبع أصحابه) وقولهم: (بختها معها معها) الخ (رحت بيت أبويا استريح) الخ.
٧٥٦ - «بِخَمْسَهْ بَصَلْ بَصَلْ بِخَمْسَهْ»
الخمسة: قطعة من الفلوس النحاس كانت بمصر. والمراد أن هذا مثل ذاك والنتيجة منهما واحدة، قولنا: بخمسة بصل، كقولنا: بصل بخمسة، يؤديان لمعنى واحد:
خذا جانبي هرشي أوقفاها فإنما
کلا جانبى هرشى لهن طریق
٧٥٨ - «بِخَمْسَهْ قَهْوَهْ تِقْضِى الشّهْوَةْ»
الخمسة: نقد من نحاس بطل استعماله الآن. والقهوة قهوة البن المعروفة. والمراد تقضى شهوة النفس بالرخيص كما تقضى بالغالي فلا معنى لالتماس ما ليس فى الطاقة وتحمل المن أو المشقة فى الحصول عليه. يضرب فى الحث على القناعة.
۷٥۸ - «بَدَالْ خُطُوطِكْ وِالحُمْرَةْ إِمْسَحِى عْمَاصِكْ يَا سَمْرَهْ»
بدال (بكسر الموحدة) معناه بدل كسروا أوله ثم أشبعوا فتحة الدال. والخطوط (بفتحتين) تخطيط الحاجبين بالسواد، ويطلق أيضاً على المادة السوداء التى تتخذ لذلك والعماص (بضم أوله) يريدون به الرمص، وهو الوسخ الأبيض المجتمع فى مرق العين، أى بدل تخطيطك حاجبيك وتحمير خديك امسحى ما اجتمع من الرمص بعينيك أيها السمراء الجاهلة بوسائل التزين. يضرب لن يحاول أمراً يتحمل به ويغفل عن آخر يشينه. والمثل قديم فى العامية أورده البدرى فى سحر العيون1 برواية (عماشك) وبتغير يسير فى ألفاظه.
٧٥٩ - «بَدَالْ لحمِتَكْ وِقُلْقَاسَكْ هَاتْ لَكْ شَدّْ عَلَى رَاسَكْ»
الشدّ ما يشد على الرأس، أى يلف كالعمامة، أى للناس ما ظهر منك لا ما بطن فاجعل بعض النفقة لما تتجمل به بينهم. يضرب للسىء التدبير فى شؤونه. ويروى: (بدال اللحمة والبدنجان هات لك قمیص یا عریان) والمعنى واحد، وهما مثلان قديمان فى العاميّة أوردهما الأبشيهى فى المستطرف بلا تغيير2.
۷٦۰ - «بَدَالْ اللَّحْمَهْ وِالْبَدِنْجَانْ هَاتْ لَكْ قَمیصْ یَا عِرْیَانْ»
البدنجان (بكسرتين فسكون) يريد به البادنجان. وانظر معناه في: (بدال لحمتك وقلقاسك) الخ.
٧٦١ - «بَدَالْ مَا أَقُولْ لِلْعَبْدْ يَا سَيدْ أَقْضِى حَاجْتِى بِإيدي»
السيد (بكسر فسكون): السيد. والإيد (بكسر الأول: اليد، أى تعبى فى قضاء حاجتى بیدى خير لى من التزلف والتذلل لمن يريحنى بقضائها لى. يضرب فى تفضيل التعب مع العزة على الراحة مع الذلة، ويروى: أعمل حاجتى بإيدى ولا أقول للكلب یا سیدى) وقد تقدم فى الألف.
٧٦٢ - «بَدَالْ مَا تْحِلّهَا بِسْنَانَكْ حِلّهَا بإيدَك»
انظر (حلها بإيدك أولى ما تحلها بسنانك).
۷۹۳- «بِدَالْ مَا تِعْمِلْ تُوبْ بِقَرْحَة هَاتْ تُوبْ وِطَرْحَةْ»
التوب: الثوب. والطرحة (بفتح فسكون): الخمار، سميت بذلك لأنها تطرح، أى تلقى على الرأس، أى بدل إسرافك فى شراء ثوب ثمين يسرّك أجعل ثمنه فى ثوب وخمار. والمراد ما يستر جسمك ورأسك. يضرب فى الحثّ على حسن التدبير.
٧٦٤ - «بِدَالْ مَا تْغِشُّهْ قُولْ لُهْ فِي وِشُّه»
الوش (بكسر الأول: الوجه، والمعنى واجهه بالحقيقة وإن آلمته لأن إخفاءها عنه غش قد تسبب منه مضار ويكفى من ذلك أن يخدع بالسكوت فيتمادى فيما يذمّ به أو يضره، ويروى: (قول له فى وشه ولا تغشه).
۷٦٥ - «بِدَالْ مَا تُقْعُدْ وِتِتْجَسْطَنْ إِكلِّمْ وِاتْوَسْطَنْ»
تجسطن معناه عندهم: قعد متمكنًا مسندًا ظهره تكبرًا. والمراد بدل ما تفعل ذلك وأنت صامت كالأبكم توسط فى قعودك وتكلم بالكلام يظهر فضلك لا بهذه القعدة.
۷٦٦ - «بِدَالْ مَا تْقُولْ دِيبَةْ نُقُولْ قَدَحْ شِعِيرْ»
الديبة (بكسر الأول) بریدون بها الذئبة أنثى الذئب، وهي كلمة شتم ودعاء بالشر فى الريف، وقد اشتقوا منها فعلًا فقالوا: (إدّيب) أى تلف وهلك، وأصله أصابه الذئب فأهلكه، ثم استعمل فى مطلق التلف والهلاك. وفى المثل يحسن بنا إذا رأينا مزرعة ألا تقول (ديبه) دعاء عليها بالتلف أو تشاؤمًا، بل نقول قدح شعير دعاء لها بالخصب أو تفاؤلًا به. يضرب فى المعنيين، أى فى الحث على تعوّد النطق الحسن، وفى أن التفاؤل خير من التشاؤم.
۷٦۷ - «الْبَدْرِيَّة عَلِّمِت أُمَّهَا الرعِيَّة»
البدرية عندهم: الصغيرة من الضأن، ويروى: (الحوليه) وهى التى أتى عليها الحول، ويروى: (الربعية) بكسر فسكون فکسر، وهى بمعنى البدرية، وفى هذه الرواية لزوم ما لا يلزم فى السجع، ومعنى الرعية (بكسرتين): الرعى . يضرب للصغير الجاهل يعلم الكبير ما هو أعلم به منه، وانظر فى الجيم (جا الخروف يعلم أبوه
الرعى). والعرب تقول في أمثالها: (ربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه) رواه ابن عبد ربه في العقد الفريد على أنه حديث مرفوع3.
۷٦۷ - «بَدْلِةْ الرَّقْصْ لهَا أَكمَامْ»
البدلة: الحلة، أي حلة الرقص ليست كالحلل بل لها أكمام طويلة تعرف بها يضرب للشيء يمتاز على غيره بما لا يفيد. وانظر قولهم: (موش حایشك عن الرقص إلا قصر الأكمام) ويقصد به معنى آخر
۷٦۹ - «بَرَّا وْجُوَّا فَرَشْتْ لَكْ وِانْتَ مَايِلْ وِيهْ يِعْدِلَكْ»
إيه (بالإمالة) أي أىّ شيء، والمعنى فرشت لك الدار داخلا وخارجا وهيأتها لك وأنت لم تزل مائلا عني فأي شيء يعطفك علىّ ويعدل اعوجاجك، وهو من كلام النساء لأزواجهن. يضرب للمعرض عمن يقبل عليه ويسعى في راحته.
٧۷٠ - «بَرَّا وَرْدَهْ وْجُوَّا قِرْدَةْ»
يضرب في حسن الظاهر وقبح الباطن.
٧٧١ - «إلْبَرْطِيلْ شِيخْ كِبيرْ»
الصواب فى البرطيل (كسر أوله) وهو الرشوة، والمقصود بالشيخ الوليّ المتصرف، أي البرطيل يحلّ المشكلات ويصرف الأمور كالشيخ الواصل إذا التجأ إليه ملتجئ، وليس المراد مدح الرشوة والحث عليها بل بيان تأثيرها في بعض النفوس. ومن أمثال العرب في هذا المعنى: (عراضة توري الزناد الكائل) والعراضة: الهداية، والزناد الكائل: الكابي. يضرب في تأثير الرشا عند انغلاق المراد. وفى كتاب الآداب لجعفر بن شمس الخلافة: (من قدم هديته نال أمنيته)4 والظاهر أنه من أمثال المولدين. وانظر في الألف (إرشوا تشفوا).
٧٧٢ - «الْبَرَكَةْ تَحْتِ الْفَلَكَةْ»
ويروى: (الفلك) بدل الفلك وهو جمعها ولا سجع فيه على هذا. والمراد بالفلكة
(محركة): حديدة مستديرة كالهالة مثقوبة الوسط حادة الطرف يجمع بين عدد منها بعود يدخل فى ثقوبها ثم تجمل تحت النورج فيسير بها على القت لدرسه في البيدر، أي انظر غلتك حتى تدرس ولا تقلق من قلتها عند الحصد فإن البركة تظهر في البيدر.
٧٧٣ - «الْبَرَكَةْ فِي كُتْرِ الأَيَادِي»
لأن الناس إذا تعاونوا على أمر تيسر إتمامه. يضرب في مدح المعاونة والتكاتف. وانظر: (إيد على إيد تساعد). والعرب تقول في أمثالها: (لا يعجز القوم إذا تعاونوا) وهو من الأمثال التي أورها الهمذاني فى كتابه.5
۷۷٤ - «البَرَكَةْ فِي اللَّمَّة»
أي في الاجتماع والائتلاف ففيهما الخير والكثير.
٧٧٥ - «بَرَکهْ یَا جَامِعْ إللِّي جَتْ مِنّكْ مَا جَتْ مِنِّي»
أصله أن رجلاً كان يفضل الصلاة في داره وليم على ذلك فتكلف الذهاب إلى المسجد فوجده مغلقاً، والمعنى: هذه بركة أشكر الله عليها تبرئني من وصمة التقصير وتدفع عنى الملام وقد بلغت بها ما أطلب. يضربه أحد المتهاجرين أو المتخاصمين إذا تسبب الآخر فيما يوجب المقاطعة أو الخصومة، ويزيد بعضهم فى أوله لتوضيح معناه: (مصلي لقى الجامع مقفول تال بركة) الخ.
۷۷٦ - «البَرْمِيلْ الفَارِغْ يِرِنّ»
وقد يزيدون في آخره لفظ: (كتير) أي كثير. والبرميل (بفتح فسكون فكسر): وعاء كبير من الخشب للسوائل الماء والزيت، ومعنى المثل: الإناء الفارغ إذا نقرته رنّ. والمراد لا يجعجع بالدعوى إلا العاطل، وهو في معنى قولهم: (ما يفرقعش إلا الصفيح الفاضى) وسيأتي فى الميم. ومثله قولهم: (الإبريق المليان ما يلقلقش). وقد تقدم في الألف.
٧٧٧ - «الْبُسَاطْ أَحْمَدِى»
يضرب في طرح التكلف والاحتشام بين الحاضرين. والصواب فى البساط (كسر
أوله) والعامة تضمه. والأحمدى نسبة إلى السيد أحمد البدوى صاحب المقام المعروف بطنطا. وأصل المثل على ما يذكرون فى كتب مناقبه أنه كان له بساط صغير على قدر جلوسه يسع من أرادوا الجلوس معه ولو كانوا ألفاً قال الشيخ علي الحلبى الشافعي في النصيحة العلوية في بيان حسن طريقة السادة الأحمدية:6 (ومن هاهنا صبار الناس يقولون في المثل البساط أحمدى) قلت: كأنهم يريدون يجلس عليه من شاء كما يشاء.
٧٧٨ - «بِسْمِلّةْ قَهْوَةْ مِنْ جِيبْ الآْغَا»
بسمله كملة منحوتة من بسم الله، يريدون بها الدعوة إلى الطعام أو الشراب. والقهوة: قهوة البن. والجيب في الأصل شبه خريطة تخاط في الثياب لحمل النقود وغيرها. والمراد به هنا النقود نفسها. والآغا: الخصى والكبير من الجند وهو المراد هنا يضرب لمن يدعو الناس والنفقة من غيره، ومن أمثال العرب في هذا المعنى: (جدح جُوين من سويق غيره). والجدح: الخلط والدوف. وجوين اسم رجل يضرب لمن يتوسع في مال غيره ويجود به.
۷۷۹ - «بشَاشِةِ الْوَجْهِ عطِيهْ تَانْيَه»
لم يقولوا هنا الوش في الوجه على لغتهم والمعنى بشاشة المرء للناس عطية من الله أخرى خصه بها لأنها تحببه إليهم.
۷۸۰ - «بَصَلِةِ الْحبّ خَرُوفْ»
الحب: المحبة، وقد يراد به هنا الحب (بكسر أوله) أى المحبوب، والمعنى أنّ القليل منه كثير، ولله در إسحق الموصلى فى قوله:
هل إلى نظرة إليك سبیل
يرو منها الصدى ويشفي الغليل
إن ما قل منك يكثر عندى
وكثير من الحبيب القليل
ويروى: (ممن تحب) بدل من الحبيب وقد جزم (يروي) للوزن.
۷۸۱ - «بَطَّلوا دَهْ وِاسْمَعُوا دَهْ»
أي أبطلوا ما أنتم فيه واسمعوا هذا. يضرب للأمر المستغرب يحدث فيصرف الناس عمّا هم فيه.
۷۸٢ - «الْبَطِّيخَةْ الْقَرْعَةْ لِبَّهَا كْتِيرْ»
القرعة: القرعاء ويريدون بها هنا البيضاء الشحم التافهة الطعم. واللب (بكسر الأول وتشديد الياء) يريدون به معجم البطيخ والقثاء ونحوهما. وكلا الأمرين مذموم، فالمراد الرديء ردئ في كل شيء.
۷۸۳ - «الْبَطِّيخَةْ ما تِكْبَرْشْ إلّا في بِيتْها»
أي مقثأتها التي زرعت فيها لأنها لو قلت منها إلى مقثأة أخرى قبل أن تنضج لاقتضى ذلك قطعها فتجف وتفسد. يضرب الطفل يربى عند غير أهله فلا ينمو لقلة العناية به، ويروى: (إلا في غيطها) أي في مزرعتها.
٧٨٤ - «الْبَطْنْ مَا تجِيبْشْ عَدُو»
معناه الولد لا يكون عدواً لوالديه مهما يظهره من البغض لهما والانحراف عنهما عن نزق أو سوء خلق.
۷۸٥ - «بِطِينُهْ وَلا غَسِيلْ الْبِرَكْ»
الضمير فيه للفجل، والمراد تفضيل ما كان عليه طينه على الذى غسل بماء البرك الآسن. يضرب فى تفضيل أخف الضررين.
۷۸٦ - «بَعْدِ أُمِّى وِأُختِى الْكلّ جِيرَانِى»
أي إنما يشفق علي أمي وأختي، وأما من عداهما من أهلي فليسوا في المودة إلا كالجيران.
۷۸۷ - «بَعْدِ الْجُوعَةْ والْقِلَّةْ بَقى لُهْ حُمَارْ وِبَغْلةْ »
يضرب فيمن اغتنى بعد فقر وظهر بمظهر العظماء، وهو مثل قديم في العاميّة أورده الأبشيهى في المستطرف برواية: (بعد الجوع والقلة بقالك حمار وبغلة)7.
٧٨٨ - «بَعْدِ الرَّاسِ الْكِبيْرَة مَا فِيشْ»
يضرب لكبير الأسرة يموت ولا يخلفه من ولده أو أهله من يحسن تدبير أمورها مثله
۷۸۹ - «بَعْدِ رَاسِى مَا طِلْعِتْ شمْسْ»
يروى: (بعد عینى) والمعنى واحد، أي بعد موتى. يضرب في معنى: * إذا مت ظمآناً فلا نزل القطر * وقريب منه قولهم: (خراب يا دنيا عمار یا مخ) وسيأتي. ولبعضهم في المعنى:
وما نفع من قد مات بالأمس صاديا
إذا ما سماء اليوم طال انهمارها8
۷۹۰ - «بَعْدْ سَنَةْ وِسِتْ أشْهُرْ جَتْ الْمِعَدِّدَةْ تُشْخُرْ»
المعدّدة (بكسر ففتح نكسر مع تشديد الدال الأولى): النائحة التي تستأجر في المآتم أي بعد أن مضى على من مات سنة وستة أشهر جاءت النائحة تشخر، أي تصيح وتولول. وأصل الشخير عندهم: غطيط النائم، أو صوت يخرجه المستيقظ من حلقه وأنفه عند المنازعة ونحوها ولا يفعله إلا السفلة. يضرب للأمر يعمل بعد فوات وقته وانظر أي ضاً: (بعد العيد ما يتفتلش كحك) وانظر: (يا معزى بعد سنة با مجدّد الأحزان).
۷۹١ - «بَعْدِ الْعَرْكةْ يِنْتِفِخ المِفشّ»
المفش: الفخور المدعي ما ليس فيه، والمعنى: بعد المعمعة والعراك وخلو الميدان من الأبطال يظهر مثله متعاظماَ منتفخاً داعياً للنزال كما قال الشاعر:
وإذا ما خلا الجبان بأرض
طلب الطعن وحده والنزالا
وقريب منه قول الآخر:
أسد علي وفى الحروب نعامة
فتخاء تنفر من صغير الصافر
۷۹۲ - «بَعْدِ العِيدْ مَا يِنْفِتِلْشْ كَحْكْ»
يريدون بالفتل: فتل عجين الكعك ليصنع منه كالحلقة، وهو عجين مبسوس بالسمن يصنع منه الكعك فى عيد الفطر فإذا خبز جعلوا عليه السكر المدقوق وأكلوه. يضرب للأمر يحاول عمله بعد فوات وقته، وهو قريب من قولهم: (بعد سنة وست أشهر جت المعددة تشخر) وإن كان لكل واحد وجه بضرب فيه.
۷۹۳ - «بَعْدِ الْقَمْلْ والسِّيبَانْ بَقَى أَحْمَرْ وَأَخَضَرْ وِمْلَطّعْ عَ الْحِيطَانْ»
السيبان (بكسر الأول): الصئبان، وهي في اللغة جمع صؤاية، أي بيضة القمل، والعامة تطلق السيبان على صغار القمل، والمراد بعد الوضاعة والقذارة بدلت الحال وتغيرت وتجاوزت الأصباغ الخدود إلى الحيطان. والخضرة ليست مما يستعمل في ذلك وإنما يقصدون بذكرها زيادة التشنيع. يضرب في تجاوز الحد في الظهور بمظهر الرفاهية بعد الفقر وما يحيط به.
۷۹٤ - «بَعْدِ مَا أَكلْ وِاتّكَى قَالْ دَهْ رِيْحْتْه مِسْتِكَى»
الريحة (بكسر الأول): يريدون بها الرائحة. والمستك (بكسر فسكون فكسر): المصطکی، وهو علك رومي معروف طيب الرائحة، أي بعد أن امتلأ شبعاً وانقضت شهوته من الطعام أخذ يظهر عيوبه ويدعي أن رائحته لا توافقه. يضرب لن يعيب الشيء بعد قضاء حاجته منه.
۷۹٥ - «بَعْدْ مَا رَاحِ الْمَقبَرَةْ بِقى في حَنَكُهْ سُكَّرَةْ»
بقى بمعني صار: والحنك: يريدون به الفم، أي بعد أن مات وذهب أصبح وفي فمه سكرة عندكم، يريدون كنتم لا تأبهون له لما كان بينكم وتذمونه فلما ذهب عنكم مدحتموه ونسبت له المناقب. يضرب لمدح الشيء والتعلق به بعد ذهابه من اليد، وقريب منه قولهم: (يموت الجبان يبقى فارس خيل) وسيأتي في المثناة التحتية. وأنظر فيها أيضاً: (يا عينه با حواجبه) إلخ. وفي كتاب الآداب لجعفر بن شمس الخلافة لبعضهم في المعنى:
رأيت حياة المرء ترخص قدره
فإن مات أغلته النار الطوائح9
۷۹٦ - «بَعْدْ مَا شَابْ وَدُّوهْ الْكُتَّابْ»
ودوه محرف عن أدوه، ويريدون به ذهبوا به، أي بعد الكبر والشيب ذهبوا به إلى الكتاب ليتعلم. يضرب فيمن يكلف بأمر فات وقته، أو من يحاولون تعويده على أمر لم يتعوده وفي معناه من أمثال العرب: (عود يقلح) والعود (بفتح فسكون): البعير المسن والتقليح: إزالة القلع والخضرة في أسنان الإبل، والصفرة في أسنان الإنسان.
يضرب للمسن يؤدب ويراض. ويقول العرب أيضاً: (عود يعلم العنج) والعنج (بتسكين النون) ضرب من رياضة البعير، وهو أن يجذب الراكب خطامه فيرده على رجليه. ومعنى المثل كالأول في أنه جل عن الرياضة كما جل ذلك عن التقليح، وذلك أن العنج إنما يكون في البكارة فأمّا العودة فلا تحتاج إليه. وتقول العرب أيضاً: (ومن العناء رياضة الهرم).
۷۹۷- «بَعْدِ مَا طَارِتْ سَاعِدْهَا بِقُولِةْ هِشّ»
هش (بكسر الأول وتشديد الشين المعجمة): زجر للطائر ليطير، أي قال ذلك بعد أن طارت ولم تبق فائدة من زجرها ومساعدتها على الطيران. يضرب لن يظهر المساعدة على أمر بعد انقضائه، وقد يضرب في معنى إظهار عدم الاكتراث لما خرج من اليد، أي قال ذلك بعد أن طارت العصفورة من يده إظهاراً لعدم اكتراثه لإفلاتها.
۷۹۸ - «بَعْدِ مَا كَان سِيدْهَا بَقى يْطَبِّلْ فِي عِرْسَهَا»
السيد (بكسر فسكون): السيد. وبقى، أي صار. يضرب في تبدل الزمان وتغير الحالات، وهو من أمثال النساء التي أوردها الأبشيهي في المستطرف ولكن برواية: (بعد ما كان زوجها بقى طباخ في عرسها)10.
٧٩٩ - «بَعْدْ نُومَك مَعَ الْجِدْيَانْ بَقَى لَكْ مِطَلّ عَلَى الْجِيرَان»
أي بعد أن كان مأواك ربض المعزى أصبحت ذا صرح تشرف منه على نساء جيرانك. يضرب للوضيع يعلو فلا تفارقه وضاعة خلقه.
۸۰۰ - «بَعْرِ السِّوِيسْ وَلَا رُطَبْ بِلْبِیسْ»
السويس (بكسر الأول وإمالة الواو) والصواب أنه بالتصغير: بلد معروف على بحر القلزم. وبلبيس (بكسر فسكون وإمالة الوحدة الثانية) والصواب (بضم فسكون ففتح): بلد في الشرقية، وهو مما وضعوه على لسان الحيوان والطير. وسببه أن غراباً كان بالسويس لا يجد إلا البعر لقلة
الغراس بها فأرشده غراب آخر إلى بلبيس وكثرة نخلها فلما انتقل إليها رماه شخص قصد قتله فقال هذا المثل، والمراد شظف العيش مع السلامة خير من الرغد مع الأخطار.
۸٠١ - «الْبَعْرَةْ تْدُلّ عَ الْبَعِيرْ»
أي يستدل على الشيء ببعض آثاره ولو كان ضئيلاً لا يلتفت إليه.
۸۰۲ - «بَعْرَةْ وِيْقَاوحْ التَّيَّارْ»
يقاوح معناه: يقاوم بوقاحة ولعله مقلوب يواقح. والتيار مجرى الماء الشديد، أي يكون كالبعرة في الصغر والضعف ثم يقاوم تيار الماء مع شدته ويروى: (مقاوم) بدل يقاوح، ويروى (قد الزبلة) الخ، أي يكون قدر البعرة، وأهل الريف يروونه: (زبلة و يقاوى التيار). يضرب للضعيف يقاوم من هو أقوى منه ويحاول صدّه.
۸۰۳ - «بِعَشَرَةْ بَسْطْ يِغْنِيكْ عَنْ دُخُولْ الْخَمَّارَة»
انظر: (بجديد بسط) الخ.
۸۰٤ - «الْبَغْلِ الْعَجُوزْ مَا يْخَافْشْ مِن الْجَناحِلْ»
الجناجل: الجلاحل، والعجوز: الهرم أي البغل المسن لا يفزع من الجلاجل إذا علقت عليه لتعوده إياها. يضرب في أن من عارك الدهر وحنكته التجارب لا تفزعه الشقشقة الوعيد لتوده سماعها وعلمه بأنها قرقعة لا تضرّ.
٨٠٥ - «بِفْلُوسَكْ بِنْتِ السُّلْطَانْ عَرُوسَكْ»
الفلوس (بضم الأول): يريدون بها النقود وقد حذفوا التاء من العروسة هنا لتزاوج الفلوس، وأما في غير هذا فإنهم يثبتونها، ويقولون للرجل: عريس، والمعنى: بمالك تفعل ما تشتهي حتى لو أردت التزوج ببنت السلطان لاستطعت.
۸۰٦ - «بِفْلُوسَكْ حَنِّي دُرُوسَكْ»
الفلوس: النقود والدروس (بضمتين) الأضراس وهي لا تخضب بالحناء وإنما المراد متى كان الإنفاق من مالك فلا اعتراض عليك فيه حتى لو خضبت أسنانك، وإنما
الاعتراض على من ينفق من مال غيره. يضرب في أنّ للمرء أن يفعل بماله ما يشاء ولا دخل لأحد في شئونه. وانظر: (أقرع بياکل حلاوة قال بفلوسه) و(ومكسح طلع يتفسح قال بفلوسه).
۸۰۷ - «بِفلُوسُهْ الْحِلْوَةْ يِكلِّمْ أبُوه عَلَى الْعِلْوَةْ»
الفلوس: النقود. والعلوة (بكسر فسكون): الرابية، أي صاحب النقود يستطيع أن يكلم الناس من عل ولو كان المخاطب أباه والمراد يستطيع أن يتعالى عليهم فيرضون لما تعوّدوه من تعظيم الغنيّ.
۸۰۸ - «الْبَقَرَةْ بِتوْلِدْ وِالطُّورْ بِیِحْزَقْ ليهْ قَالْ أَهُو تَحْميلْ جَمَايِلْ»
الحزق: أنين فيه شدّة وشنط على النفس، والطور: الثور. وليه (بالإمالة) أي لأي شيء. والمراد أنّ أنين البقرة لولادتها فلأي شيء يئن الثور معها؟ قالوا: إنما يفعل ذلك ليحملها الجميل. يضرب فيمن يعطف على شخص بما لا يفيد ابتغاء أن يحمله جمیلاً كاذباً يأسره به.
٨۰٩ - «الْبُقْ أَهْبَلْ»
البق (بضم أوله وتشديد ثانیه): الفم. وأهبل معناه أبله. يضرب للمحزون يعرض له ما يضحكه. أي لا عبرة بتبسم الفم وإنما العبرة بما في القلب، ويرويه بعضهم: (الضحكة هبلة) والمعنى واحد. وانظر في الضاد المعجمة: (الضحك ع الشفاتير) إلخ. وانظر في الألف: (إن ضحك سني) الخ. وفي الواو: (الوش مزين والقلب حزين).
۸۱۰ - «الْبُقْ المَقْفُولْ مَا يخُشُّوشِ الدّبَّان»
أي الفم المقفل لا يدخله الذباب، والمعنى من يطبق فمه ويسكت يدفع عن نفسه ما يكره سماعه ويتجنب ما يضرّه.
۸۱۱ - «الْبَقّهْ توْلِدْ مِيَّهْ وِتْقُولْ يَا قِلِّة الدِّرِّيَّة»
ويروى (الأكلانة) بدل البقة، وهي تسمي بذلك أيضاً عندهم لأنها تمتص من دم الناس فكأنها تأكل منهم، أي البقة تلد مائة ومع ذلك تشكو قلة الذرية، يضرب
للاهج بالشكوى من القلة وهو في كثرة، أي للطمع الذي يقنعه شيء، وانظر في الحاء المهملة: (حبله ومرضعه) إلخ.
۸۱۲ - «بَقَى للشَّخْرَمْ مَخْرَمْ وِبَقَى لِلقِرْدِ زْنَاقْ وِبَقَى لُهْ مَرَه يِحْلِفْ عَلَيهَا بِالطَّلَاقْ»
الشخرم (بفتح فسكون ففتح) اسم من أسماء العرب أتوا به هنا للسجع. والمراد به الشخص الوضيع، وهو المقصود أيضا بالقرد. والخرم صوابه (بفتح فسكون نكسر) وهو في اللغة المسالك بين جبلين، والزناق (بكسر أوله) الخيط أو نحوه يمرّ تحت الذقن ويناط من طرفيه بالقلنسوة ونحوها ليمسكها، والمعنى لقد صار لهذا الوضيع ما يدخل ويخرج منه، أي صارت له دار وصارت له زوجة يتحكم فيها ويحلف بطلاقها وقلنسوة يخشى من سقوطها بعد أن كان مكشوف الرأس كالقرد، وفي معناه من الأمثال العامية القديمة التي أوردها الأبشيهي في المستطرف قولهم: (بقى للكلب سرج وغاشية وغلمان وحاشية)11.
٨١٣ - «بُكْرَهْ تْمُوتْ يَا أَبُو جِبَّةْ وِاعمِلْ لَكْ فُوقْ قَبْرَكْ قُبَّةْ»
بكره (بضم السين أي غدة والمعنى غداً تموت أيها المعجب بنفسه المزهو بجبته لأن الموت لا يفرق بين الغنيّ والفقير ولكني سوف أحافظ على زهوك بعد موتك وأبني لك قبة على قبرك لتزهى بها بين الموتى والمراد التهكم.
۸۱٤ - «بُكْرَهْ نُقْعُدْ عَلَى الْحِيْطَهْ وِنِسْمَعْ الْعِيْطَةْ»
الحيطه (بالإمالة) الحائط والعيطة: الصياح والحلبة. ويروی بدلها: (الزيطه) وهي بمعناها، أي ما تحاولون كتمانه اليوم سيشيع غداً ويشرف الناس من فوق الحيطان لرؤيته وسماع ما يقال عنه.
۸۱٥ - «بُكْرَهْ نُقْعُدْ عَلَى رَاسَكْ وِنْشُوف أفقَاسَكْ»
أفقاسك جمع فقس (بفتح فسكون) وهو عندهم الفرخ الخارج من البيضة، يقولون: فقست البيضة، أي انفلقت وخرج منها القوب. يضرب للمولع بالوقيعة في أبناء غيره والمراد كيف تنال منهم قبل أن تكون على ثقة مما سيكون عليه أولادك.
۸۱٦ - «بُكْرَةْ يْدُوبِ التّلْجْ وِيْبَانِ الْمَرْجْ»
يضرب في أن كل مستور مجهول لا بد من ظهوره متى حان الحين وزالت الحوائل.
٨١٧ - «بُكْرَةْ يْهِلّ رَجَبْ وتْشُوفِ الْعَجَبْ»
أي غداً يهل رجب، وهو الشهر الذي وعدنا فيه بالعجائب فنراها. والمراد كل آت قريب فلا تكثروا من الأراجيف رجماً بالغيب وإنما خصوا هذا الشهر بالذكر لأن أصحاب الأجفار ومدعي علم الغيب يزعمون أن وقوع الحوادث الغريبة يكون بين جمادى ورجب حتى اشتهر بين الناس قولهم: (بين جمادی ورجب تشوفوا العجب). وأصل ذلك قول العرب في أمثالها: (العجب كل العجب بين جمادى ورجب). وأول من قاله عاصم ابن المقشعر الضبي، وكان أخوه أبيدة على امرأة الخنيفس بن خشرم الشيباني فقتله الخنيفس، ولما بلغ نعيه أخاه عاصماً لبس أطهاراً و تقلد سیفاً، وذلك في آخر يوم من جمادى الآخرة، وانطلق إلى الحنيفس فخدعه حتى أبعده عن قومه ثم قتله قبل دخول رجب لأنهم كانوا لا يقتلون في رجب أحداً، هذا أصل المثل فجعلته العامة ومدّعو الغيب لظهور العجائب بين هذين الشهرين، أو في أحدهما وهو رجب، والظاهر أنه زعم قديم، فقد أنشد ابن المخلطة في العزيزي المخلى لبعضهم12:
دع الأتراك والعربا
وكن في حزب من غلبا
فقد قال الذين مضوا
ففي رجب ترى عجبا
يعجلون ترى فتناً
تهيج القتل والوصبا
فإن تعطب قوا أسفاً
وإن تسلم فوا عجبا
وهي منقولة من كتاب موقظ الوسنان للشيخ الأكبر.
وأما قول العرب في مثل آخر: (عش رجباً تر عجباً) فالمراد به عش رجباً بعد رجب، وقيل رجب كناية عن السنة لأنه يحدث بحدونها ومن نظر في سنة واحدة ورأى تغير فصولها قام الدهر كله عليها فكأنه قال: عش دهراً تر عجائب، وفي معناه قولهم أيضاً: (إن تعش تر ما لم تره) قال أبو عيينة المهلبي:
قل لمن أبصر حالا منکره
ورأى من دهره ما حيره
ليس بالمنكر ما أبصرته
كل من عاش يرى ما لم يره
ويروى: رأى ما لم يره.
٨١٨ - «الْبِلَادْ بِلَادْ الله وِالخَلْقِ عَبِيْدَ الله»
يضرب للمتجبر المغرور الذي يحاول استعباد الناس وتسخيرهم له تذكيراً له بأنه عبد من عبيد الله وأن ما يملكه ليس إلا عارية سترد.
٨١٩ - «بِلَادَ الله لِخَلْق الله»
يقوله من ينوي التغرب والرحلة عن بلده، أي أنا عبد من عبيده تعالى والبلاد جميعها له لخلقه يعيشون فيها فبلدي كغيرها في ذلك لا يمنعني عنها مانع:
إذا وطن رابني فكل بلاد وطن13
ومن أمثال العرب في ذلك: (في الأرض للحرّ الكريم منادح) أي متسع ومرتزق، ومثله: إذا جانب أعياك فالحق بجانب). ولعلي بن الجهم:
لا يمنعنك خفض العيش تطلبه
نزوع نفس إلى أمل وأوطان
تلقي بكل بلاد إن حللت بها
أهلا بأهل وجيراناً بجيران14
وقال آخر:
في سعة الخافقين مضطرب
وفي بلاد من أختها بدل15
وقال الحریري:
وجُب البلاد فأيها
أرضاك فاختره وطن16
۸۲۰ - «بَلَاشْ تِوَكِّلْنِي فَرْخَة سِمِينَةْ وِتْبَيِّتْنِي حَزِينَة»
بلاش (بفتح الموحدة) أي بلا شيء، وفي هنا بمعنى لا الناهية، أي لا تطعمني دجاجة سمينة براً بي تم تغضبني فأبيت ليلى حزينة. يضرب لمن يتبع المن بالأذى ويجمع بين الإحسان والإساءة: وانظر (لاقيني ولا تغدّيني).
۸۲۱ - «الْبَلَاشْ كَتّرْ مِنُّهْ»
بلاش، أي بلا شيء نحتوا منه أسماً وأدخلوا عليه أداة التعريف، أي ما كان مجاناً
بلا ثمن أكثر منه فلا ضرر يعود عليك من ذلك بل هو غنم ليس به غرم. وانظر قولهم (من لقي بنّا من غير كلفة) الخ.
۸۲۲ - «الْبَلَاوِي تتْسَاقِطْ مِنِ الْجِيرَانْ»
البلاوي عندهم جمع بلوة أو بلية بمعنى البلاء والمراد تساقط علينا البلاء ممن كنا ننتظر منهم دفعه عنا. يضرب في أن المصائب قد يسببها أقرب الناس، ومثله قولهم: (ما تجي المصايب إلا من الحبايب) وسيأتي في الميم.
٨٣٢ - «الْبَلَا يْعُمّ وِالرَّحْمَه تُخُصّ»
هي حكمة قديمة جرت عندم مجرى الأمثال.
۸۲٤ - «بَلَدْنَا صْغَيَّرَة وِنِعْرَفْ بَعْض»
صغير (بضم ففتح مع تشديد الياء الفتوحة) تصغير صير عندهم، وهو المستعمل غالباً في المدن و كثير من بلاد الريف، وأما في الصعيد وبعض بلاد الريف فينطقون به مكبراً، والمعنى: بلدنا صغير لا تخفى فيه خافية فكيف يتظاهر بعضنا بما ليس فيه ويكذب على من يعرفه.
۸۲٥ - «بَلْوَه عَلَى عِلْوَه»
البلوه (بفتح فسكون) بریدون بها البلاء. والملوه (بكسر فسكون: الرابية ونحوها، وهي أيضاً بلاء معترض في الطريق فيه صعود وهبوط. والمراد بالمثل بلاء فروق بلاء.
۸۲٦ - «البنات بتبع وجوه»
يضرب في تغير الشبه في البنات كلما كبرن
۸۲۷- «الْبَنَاتْ مَرْبَطْهُمْ خَالِي»
الربط: ما تربط فيه الدواب، أي موضعها. والمعنى أن البنات سيخلو مكانهن منهن في الدار، أي سيتزوجن و يفارقن الأهل فلا عبرة بامتلاء المكان بهن فإنه في حكم الخالي بما سيؤول أمرهن إليه.
٨٢٨ - «بِنْتِ الأَكَابِرْ غَالْيَةْ وَلَوْ تُكُونْ جَارْيَةْ»
يراد بالجارية هنا: الخادمة المملوكة. يضرب في أن النفيس نفيس ولو حط الرمان قدره وقيمته.
۸۲۹ - «بِنْتِ الْحَرَّاتَهْ تِطْلَعْ دَرَّاسَةْ»
الحرت (بفتح السكون) هو حرث الأرض. والدراس (بكسر أوله): دوس

الطعام في البيدر لفصل الحب عن القت، ويضرب في مشابهة البنت لأمها إذا كانت صناعة، أي متى كانت الأم مجيدة للحرث يقظة في عملها فستنشأ بنتها مجيدة لدوس ما أنبتته يد أمها لأن الطفل ينشأ على ماعوده أهله ويقلدهم غالباً فيما هم عليه من خير أو شر.

۸۳۰ - «بِنْتِ الدَّارْ عُورَةْ»
أي في حكم العوراء الفاقدة لإحدى عينها. والمراد غیر مستحسنة لأن ما ملك مزهود فيه.
٨٣١ - «بِنْتِ السَّايِغْ إِشْتَهِتْ عَلَى أَبُوهَا مْزَنَّقَةْ»
السايغ: الصائغ الذي يصوغ الحلى - المزنقة (بكسر ففتحتين مع تشديد النون): قلادة مزدوجة من الجمان فإن لم تكن مزدوجة فهي عندهم اللبة (بكسر اللام وفتح الوحدة المشددة). يضرب لمن يشتهي ما هو میسر له وقد قالوا في معناه: (ابن السايغ اشتهى على أبوه خاتم) وتقدم في الألف.
٨٣٢ - «بِنْتِ الْفَارَةْ حَفَّارَهْ»
يضرب لن يعمل عمل آبائه ويبرع مثل براعتهم فيه، وفي معناه قولهم: (ابن الوز عوام).
۸۳۳ - «بِنْتٍ لِعَمِّتْهَا»
انظر: (ولد لخاله) في الواو.
۸۳٤ - «بَنِي آدَمْ طِيرْ مَا هُوشْ طِيرْ»
المراد المفرد، أي بني آدم. يضرب في التعجب من سرعة الانتقال من مكان إلى مكان، أي هو كالطائر في ذلك.
۸۳٥ - «إِلْبِهِيمِ السَّايِبْ مَتْرُوكْ عَوَضُهْ»
أي الدابة المطلقة المهمل أمرها تضيع، فكأن صاحبها استغنى عن ثمنها ولم يحفل بما يعوّض عنها وإلا لاحتاط واحترس بتقييدها وربطها. يضرب في التفريط. وانظر: (اللي مايربط بهيمه ينسرق).
۸۳٦ - «إِلْبِهِيمْ مِنْ وِدْنُهْ وِبَنِي آدَمْ مِنْ لِسَانُهْ»
الودن (بكسر فسكون) الأذن. وبني المراد به الفرد، أي ابن آدم، يريدون أن الدابة تربط من الأذن والإنسان يربط من لسانه والمقصود بالثاني الربط المعنوي: أي يرتبط بما يقول ويجب عليه الوفاء به.
٨٣٧ - «إِلْبِهِيمَةْ الْعِشَرْ مَا تْنَاطِحْشْ»
أي الدابة العشراء لا تتعرض للمناطحة، ولا ينبغي لها ذلك خوفاً على حملها، وفي معناه: (العشر تخاف م النطاح) وسيأتي في العين المهملة. والمقصود من خشي على أمر فليكف عن التعرض لما يسببه.
۸۳۸ - «بُوسْ إِيدْ حَمَاتَكْ وَلَا تْبُوسْ إِيدْ مرَاتَكْ»
البوس: التقبيل. والإيد (بكسر الأول: اليد، وليس المقصود هنا الحثّ على التأدب مع الحماة لأنها في مقام الوالدة، بل المراد إذا أردت أن تطيعك زوجتك وتحسن معاشرتك فعليك بإرضاء حماتك والتزلف إليها وبها تصل إلى مرغوبك.
۸٣۹ - «بُوسْ الإِيدْ ضِحْكِ عَلَى الدُّقُونْ»
ويروى (على اللحى) أي تقبيل اليد خداع واستغفال، وهم يعبرون عن ذلك بالضحك على الدقن، أي اللحية، ومنه قول ابن أبي حجلة17:
وإذا بدا لك ثغره متبسما
فاضحك على ذقن العزول وقهقه
۸٤۰ - «إلْبُوسَةْ فِى إِيدُهْ رَطْلْ»
البوسة. القبلة. والإيد: اليد، أى يقبل الناس يديه قبلات عظيمة لووزنت الواحدة لكانت رطلاً يضرب لمن له في قلوب الناس اعتقاد وقبول يعظموه بسببهما.
٨٤١ - «بِالْوَعْدْ أَسْقِيكْ يَا كَمُّونْ»
يضرب فى عدم الوفاء وكثرة الوعود، وهو مبنى على زعمهم فى اكتفاء الكمون بالوعود عن السقي، واصله قول العرب فى أمثالها: (أخلف من شرب الكمون). قال حمزة الأصفهاني في كتابه الدرة الفاخرة فى الأمثال التى جاءت على أفمل: (أما

قولهم أخلف من شرب الكمون؛ فلأن الكمون يمنى السقي فيقال له: غداً تشرب الماء، ويقال فى المثل: مواعيدالكمون، كما يقال: مواعيد عرقوب إلا أنّ الكمون مفعول لا فاعل، وقال الشاعر:

إذا جئته يوما أحال على عد
كما وعد الكمون ما ليس يصدق
ولبعضهم:
لا تجعلني كکمون بمزرعة
إن فاته الماء أغلته المواحيد
۸٤۲ - «بِيتْ الظَّالِمْ خَرَابْ»
انظر: (بيت المحسن عمار)
٨٤٣ - «بِيتْ المُحْسِنْ عَمَارْ»
أى عامر، فهو من الوصف بالمصدر لأنهم يريدون بالعمار (بفتح الأول) العمران والمراد أن دار المحسن تبقى عامرة لإحسانه وكثرة الداعين له. وبعضهم يزيد فيه: (بيت الطالم خراب) وقد أورده الأبشيهي فى المستطرف مثلاً مستقلاً برواية: (دار الظالم خراب ولو بعد حين)18.
٨٤٤ - «بِیتْ مَلْيَانْ مَا يِمْلَاشْ بیتْ فَارِغْ»
المراد لا بد من أن يكون للمرء ما ينفق منه على داره غير متكل فى ذلك على الناس ولا ناظر لوفرة ما فى دورهم فإنها بحسب حاجاتهم.
۸٤٥ - «بِیتِ النَّتَّاشْ مَایِعْلَاشْ»
النتاش: الكثير النقش، وهو عندهم الكذب، والمعنى دار الكذوب لا تعلو لأنه يكذب فيما يحدث به عنها وعن بنائها.
٨٤٦ - «بِیتْ يِنْکِرِى وِبِیتْ يِنْشِرِى»
أى الدور بحسب مواقعها وجيرانها فدار تكری، أى تؤجر للغير ولا تسكن، ودار تشترى لحسن موقعها وطيب أخلاق جيرانها، وكلتاهما دار صالحة في نفسها ويروى: (بيت ينشری وعشرة تنکرى) أى ليست العبرة بكثرة الدور؛ فقد يكون لك عشر لا تستطيع السكنى فى واحدة منها فتؤجرها، ودار واحدة تسعى فى شرائها فهى من حيث النفع أفضل من العشر.
۸٤۷ - «بِيرْ تِشْرَبْ مِنُّهْ مَا تِرْمِيشْ فِيهْ حَجَرْ»
أى بئر تستقي منها لا ترم فيها حجراً. والمراد لا تتلف ما فائدته عائدة إليك لا تسىء لمن تحتاج لإحسانه. والعرب تقول فى أمثالها: (لا تبل فى قليب قد شربت منه) والقليب: البئر.
۸٤۸ - «إِلْبِيرِ الْحِلْوْ دَايْماً نَازِحْ»
ويروى بدون لفظ (دايماً)، أى بئر العذبة الماء يقل ماؤها لكثرة المستقين منها. يضرب للكريم يضر به جوده.
۸٤۹ - «إِلْبِيضِ الْخَسْرَانْ يِدَّحْرَجْ عَلَى بَعْضُهْ»
الخسران يريدون به الفاسد، أي أن الطيور على أشكالها تقع، وشبه الشيء منجذب إليه.
۸٥۰ - «بِيضِتْهَا أَحْسَنْ مِنْ لِيلِتْهَا»
أي بيضة الدجاجة أضمر لها وإن لم يجر لها ذكر لدلالة الكلام عليها. والمراد بليلتها ليلة تذبح وتؤكل، أى إن فى الإبقاء عليها نفعاً مستمراً. يضرب فى أن القليل الدائم خير من الكثير المنقطع، وفى معناه قولهم: (کشکار دایم ولا علامة مقطوعة) وسيأتي فى الكاف.
۸٥۱ - «بِيضْةِ الْفَرْخَهْ مُوشْ لِقيَّةْ وِجُوزْ الْبِنْتْ مُوشْ خَبِيَّةْ»
أى بيضة الدجاجة ليست باللقطة الثمينة التى يسر التقاطها، كما أن زوج البنت، أى الختن، ليس لحماته من الخبايا التى ينبغى أن تهش لها وتبش، يضرب فى عدم محبة الختن لحماته.
۸٥۲ - «إِلْبيضَةْ مَا تکْسَرْش الْحَجَرْ»
معناه ظاهر. بضرب لمن يحاول معالجة شىء بما لا يقوى عليه.
۸٥۳ - «بيضْةِ النَّهَارْدَهْ أَحْسَنْ مِنْ فَرْخِةْ بُكْرَةْ»
الفرخة (بفتح فسكون: الدجاجة، وبكرة معناه غداً يضرب فى تفضيل القليل العاجل على الكثير الأجل. وانظر فى الألف: (إديني اليوم صوف) الخ.
۸٥٤ - «بِيعْ بِخَمْسَةْ وِاشْتِرِى بِخَمْسَةْ، يُرْزُقَكَ الله مِنْ بينْ الْخَمْسِتينْ»
الخمسة - الخميستين: قطعة من الفلوس النحاس بطل التعامل بها الآن، أى لا تستقل رأس مالك بل أقدم والله المساعد.
٨٥٥ - «بيعْ الدَّهَبْ وِاشْتِرِي الْعَتَبْ»
المراد بالعتب: الدور، من إطلاق البعض وإرادة الكل. يضرب فى تفضيل ابتیاع العقار لما فيه من الفائدة على اقتناء الحلى.
۸٥٦ - «بِيعْ وِاشْتِرِى ولا تِنْكِرِى»
أى بع واشتر فذلك أفضل لك من أن تؤجر نفسك للعمل، والقصد تفضيل الارتزاق من التجارة على العمل بالأجر لما فيه من امتهان النفس بتحميلها ما قد تأنف منه، ويروى: (بيعى) بالخطاب للمؤنث ولعله الأصح، لأن مغالب فى النساء المحتاجات أن يخدمن ولا يتجرن.
۸٥۷ - «بِيعُهُ وَلَا تِرْهَنهْ»
أى الذى تريد رهنه على بعض قيمته الأولى بك بيعه والانتفاع بثمنه کاملاً فقلما يوفق
الراهن لفك ما رهن. وانظر فى الألف: (اللي بدك تقضيه امضيه واللي بدك ترهنه بيعه) الخ. وسيأتى فى الميم: (مال تودعه بیعه) وهو معنى آخر.
۸٥۸ - «بِيعُوا مِنْ قُوتْكُمْ وِاسْرِجُوا بُيُوتْكمْ»
لأن إضاءة الدور مستحبة وفيها كبت للشامت، فافعلوا ذلك ولو بالبيع من القوت.
۸٥۹ - «بِين الْبَايِعْ وِالشَّارِي يِفْتَحَ الله»
يفتح الله: كلمة يقولها البائع عادة إذا لم يرضه الثمن فإذا زاد الشاري زيادة لم ترضه كرر قولها. يضرب فى أن المماكسة لاحرج فيها على الاثنين.
۸٦۰ - «بِينْ حَانَهْ وِمَانَهْ ضَاعِتْ لِحَانَا»
حانه ومانه. كلمتان أتواهما للكناية عن شيئين، أى بين هذا وذاك، أو بين الأخذ والرد ضاعت لحانا وخسرناها، وهو مثل قديم فى العامية أورده الأبشيهي فى المستطرف برواية: (بين حانه وبانه حلقت لحانا).19
۸٦۱ - «بِينِ الرِّاكِبْ والْمَاشِي حَلِّ الْبَرْدَعَةْ»
البردعة (بفتح فسكون ففتح): الإكاف. يضرب لتقارب الزمن بين الشيئين، أى إذا سبق الراكب لسرعة دابته وتخلف الماشي على قدميه لبطء سيره فإن الفرق بينهما قليل، فربما يشتغل السابق عند وصوله بنزع الإكاف وربط حماره على المذدود يصل الماشي.
٨٦٢ - «بِينِ الْلبَّةْ والْلبَّةْ أَرْبِعِينَ يُومْ»
اللبة (بكسر الأول وتشديد الموحدة) واحدة اللب، ويريدون به عجم البطيخ ونحوه. والمراد أن بين زرع العجمة فى المقثأة وبين ظهور العجمة الجديدة أربعون يوماً ينبت فيها الزرع ويطيب ويصير له عجم ينزع ويزرع. بضرب فى تقريب الزمن.
۸٦۳ - «بيِّن حقّكْ واتْرُكهْ»
أى إذا كان لك حق مجحود بينه واسع فى إثباته، وإذا شئت بعد ذلك تركه فاتركه لئلا يظن بك الكذب وادعاء ما ليس لك إذا تركته قبل إثباته.
٨٦٤ - «بَيِّنْ عُذْرَكْ وَلَا تْبَيِّنْ بُخْلَكْ»
أى إذا سئلت شيئاً بين عدم قدرتك عليه وسبب امتناعك يعذرك السائل ولا عار عليك فى ذلك وهو أولى وأخلق بك من أن ترده بلا بيان فينسبك للبخل.
۸٦٥ - «بَيِّنْ لِلرَّعْنَةْ بيتْ وِهىَّ تُكْنُسُهْ وِأنْ مَا تُكْنُسُهْ تِكْرِى عَلِيهْ»
الرعنة: الرعناء الخرفاء الكسلى، أى أعلمها بأنها ملكت داراً نشطت نشطت لكنسها والعناية بها، وإذا لم تستطع ذلك تستأجر من يقوم به عنها. يضرب فى اهتمام المرء وعنايته بما يملك.

  1. ص ١٣٣
  2. ج ١ ص ٤٣
  3. ج ١ ص ٣٤٦
  4. ص ٦٦
  5. ص ٢٥٥ من المجموعة رقم ١٩٩ مجاميع.
  6. ص ٢٨ رقم ١١٢٩ تاريخ وهو كتاب في مناقبه.
  7. ج ١ ص ٤٣
  8. الآداب لابن شمس الخلافة ص ١٣٠
  9. ص ١٢٣
  10. ج ١ ص ٤٨
  11. ج ١ ص ٤٣
  12. العزيزي المحلي رقم ٦٢٨ أدب ص ٧٦٧
  13. نهاية الأرب للنويري ج ٣ ص ٩٠ والبيت لعبد الصمد بن المعذل
  14. كتاب الآداب لابن شمس الخلافة آخر ص ٨٣
  15. منه ص ١٢٦
  16. العكبري ج ١ ص ٤٨٥
  17. ديوان الصبابة رقم ١٤٧ أدب ص ١١٥
  18. ج ١ ص ٤٤
  19. ج ١ ص ٣٤