الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية)/حرف الشين
أنت في الأربعين مثلك في العشرين حتى متى يكون الفلاح1
حرف الشين
- ۱٦۳۲ - «شَابِتْ لِحَاهُمْ وِالْعَقْلْ لِسَّةْ مَا جَاهُمْ»
- لسه: أصله للساعة، أي للآن. والمراد شابوا ولم يرزقوا العقل بعد، أي لم يرشدوا ويرويه بعضهم. (شابت لحانا والعقل ما جانا). وفي معناه عندهم: (الكبر كبرنا والعقل ما كملنا) وسيأتي في الكاف. ولله درّ من قال:
- ۱٦۳٣ - «الشَّاطْرَةْ تِغْزِلْ بِرِجْلِ حْمَارْ وِالنِّتْنَة تِغْلِبْ النَّجَّارْ»
- انظر في الغين المعجمة: (الغزالة تغزل برجل حمار).
- ١٦٣٤ - «الشَّاطْرَةْ تِقْضِي حَاجِتْهَا وِالْخَايْبَة تِنْدَهْ جَارِتْهَا»
- الشاطرة: أي النشيطة اللبقة الصناع. والخايبة: يريدون بها الخرقاء البليدة، ومعنى تنده: تنادي. والمراد أن الأولى تقضي حاجتها بيدها وتقوم بأمورها. وأما الخائبة فإنها تستدعي جارتها لترشدها وتساعدها.
- ۱٦۳٥ - «الشَّاطْرَةْ تُقُولْ لِلْفُرْنْ قُودْ مِنْ غِيرْ وُقُودْ»
- أي القيمة بأمورها الحاذقة توقد الفرن بغير وقود، وهو مبالغة، والمراد الحاذقة تعرف كيف تدبر أمورها وتأتي فيما بما يعجز عنه غيرها. وقد قالوا هنا: وقود، ليزاوج كلمة (قود) وهم لا يقولون فيه إلا (وقيد). وقريب منه قولهم: (الغزالة تغزل برجل حمار). والعرب تقول في هذا المعنى: (لو اقتدح بالنبع لأوری ناراً) والنبع: شجر يكون في قمة الجبال لا نار فيه.
- ۱٦۳٦ - «الشَّاعِرْ يُقُولْ مَا عَنْدُهْ وِالْمُبْتَلِي يِمْلِي مِنْ وَجْدُهْ»
- المراد بالشاعر هنا: المنشد على الرباب، ويريدون بالمبتلي (بكسر اللام): المبتلى بفتحها. والمعنى ليس الخلي كالشجي.
- ۱٦۳۷ - «شَافوا قِرْدْ يسْكَرْ عَلَى خَرَّارَةْ قَالوا مَا لِلمُدامِ الرَّايِقْ إلّا دِي الشَّابِّ الْعَايِقْ»
- الخرَّارة: يريدون بها البركة تتسرب إليها القاذورات. والعايق: المتجمل في لباسه وهيئته. يضرب للشيء القبيح يناسب صاحبه. في حكاية أبي القاسم البغدادي في الأدب ص ۱۷ (اطلع القرد في الكيف فقال ما تصلح هذه المرأة إلا لهذا الوجه).
- ۱٦۳۸ -«شَالِ الْمَيَّةْ بِالْغُرْبَالْ»
أنعم الله لي بذا الوجه عيناً
وبه مرحباً وأهلاً وسهلا
حين قالت لا تذكرنّ حديثي
يا ابن عمي أقسمت قلت أجل لا
لا أخون الصديق في السر حتى
ينقل البحر بالغرابيل نقلا2
- ۱٦۳۹ - «شَامْتَة وِمْعَزِّيَّةْ»
- أي جاءت العزاء في الظاهر وهي في الحقيقة شامتة.
- ١٦٤٠ - «شَاوِرْ كِبيرَكْ وِصَغيرَكْ وِارْجَعْ لِعَقْلكْ»
- لأن مشاورة الصغير قد تفيد فشاور الجميع، ثم ارجع لمقللك لتميز الغثّ من السمين.
- ۱٦٤۱- «الشَّايِبْ لَمَّا يِدَّلَّعْ زَيِّ الْبَابْ لَمَّا يِتْخَلَّعْ»
- أي الأشيب إذا تدلل أشبه الباب المفككة أجزاؤه. بضرب في استسماج تدلل الكبير.
- ۱٦٤۲- «شَايِبْ وِعَايِبْ»
- يضرب لمن يجهل بعد فوت أوان الصبا، أو يأتي أمراً لا يستحسن ولا يوقر شيبه.
- ١٦٤٣ - «الشَّبِّ بْسَعْدُهُ لَأَبُوهْ وَلَا لْجَدُّهْ»
- الشب: الشابّ قصروه بحذف الألف. والمراد المرء يعلو في الدنيا بسعده وحظه الذي كتب له لا بطيب عنصره وعظمة آبائه وجدوده.
- ١٦٤٤ - «الشَّبْعَانْ يِفِتّْ لِلْجَعَانْ فَتِّ بِطِي»
- رواه الراغب في أمثال العامة على زمنه بالمحاضرات ج ۲ ص ٤۱۸: (لا يشعر الشبعان بما يقاسيه الجائع) وبعضهم يقول: (فتّ بطي) بالتنوين. والمعنى أن الشبع إذا أراد أن يثرد للجائع ثرد له ثرداً بطيئاً لأنه لا يحسّ بما يحس به من ألم الجوع. يضرب في تباطؤ المكتفي عن ذی الحاجة العجول.
- (انظر نظم هذا المثل في ص ٤٩ من المجموع رقم ۱۹۲ مجاميع. وانظر ملحق الكراريس العاميّة ص ٦۲، وفي قطف الأزهار رقم ٦٥٣ ص ٧ نظم هذا المثل ولكن جاء في الأبيات لفظ عطی وصوابه أعطى ينبه عليه. وفي أواخر ص ۱۰۲ ما قارب الشيء على حكه صوابه أيضاً أعطی).
- هذا المثل عربي انظر الميداني ج ۱ ص ۳۲٥
- وفي كتاب لم نعلم اسم مؤلفه اسمه: «روضة الآداب ونزهة الألباب» ولبعضهم:
- ١٦٤٥ - «شَبَعْ بَعْدْ جُوعَهْ يِرَبّْ فِي الْقَلْبْ لُوعَةْ»
- ويروى: (شبعه) والمراد أنّ الغني الحادث بعد فقر يحدث لوعة في القلب ويريدون بها البطر. وقولهم: لوعة (تضمّ الأوّل) لتزاوج جوعه لأن قاعدتهم أن يقولوا في مثلها لوعة.
- ١٦٤٦ - «الشَّحَّاتْ خَرَجِتْ عينُهْ وِصَاحِبِ الْبِيتْ عَلَى مَهْلُهْ»
- الشحات: السائل: وخروج العين عندهم: كناية عن بلوغ الجهد مبلغه بالشخص، أي السائل في جهد جاهد ومشقة وصاحب الدار لاهٍ عنه متمهل في إجابته. يضرب في بيان معاملة المسئول للسائل في الغالب.
- ۱٦٤۷ - «الشَّحَّاتْ لُهْ نُصَّ الدُّنْيَا»
- الشحات: الشحاذ، أي المکدي وکون نصف الدنيا له لأنه يطوف من هنا إلى هنا ويجمع.
- ۱٦٤۸ - «شَحَّاتْ يِكْرَهْ شَحَّاتْ وِصَاحِبِ الْبِيتْ يِكُرَهْ الاتْنِينْ»
- الأكثر في هذا المثل: (عويل يكره عويل) الخ انظره في العين المهملة.
- ۱٦٤۹ - «الشِّحَاته طَبْعْ»
- أي السؤال والكدية. وقالوا: (الدناوه طبع) وهما كقولهم: (أكل الحقّ طبع)، راجعه في الألف.
- ۱٦٥۰ - «الشِّحَاتَه كِمْيَا»
- ۱٦٥۱ - «شَخْشَخْ يَابُو النُّومْ عَلَى اللِّي جَدِّ الْيُومْ»
- الشخشخة في اللغة: صوت السلاح والقرطاس، والمراد بها هنا: صوت نحو الحصا إذا حرّك في الكف. وأبو النوم: الخشخاش سموه بذلك لأنَّ أكل حبه يجلب النعاس وثقل الدماغ لتخديره، وثمره مكوَّن من كرة جوفاء فيها حبّ دقيق أسود إذا حركت الثمرة تحرك فيها الحب فظهر له صوت، والمراد انتهوا وأعلنوا ما استجدَّ اليوم من الأمر الغريب. يضرب للأمر يستجد فيستنكر ويستغرب.
- ۱٦٥۲ - «شَخْشَخْ يْتْلَمُّوا عَلِيكْ»
- أي جلجل بنقودك يجتمعوا عليك ويأتوك من كل حدب إن كنت تريد اجتماعهم، فهو في معنى قولهم: (اضرب الطاسه تجي لك ألف لحاسة) وقد تقدّم ذكره وقد يراد بشخشخ: جلجل بالجلجل و نحوه أو حرّك الدُفَّ بجلاجله لأنَّ أكثر الناس يهرعون لكل نبأة ويسرعون إلى كل ناعق، فيكون في معنى قولهم: (دقوا الطبل ع التلة جريت كلَّ مختلة) وتقدم في الدال المهملة.
- ۱٦٥۳ - «شُخُّوا عَلَيَّ كُلُّكُم إلَّا الزَّمَانْ خَلَّانِي لُكُمْ»
- الشخَّ: البول والتغوَّط، وهو في العربية الصحيحة البول، أي افعلوا جميعكم ذلك بي لأنّ الزمان أبقاني لكم ولوقتكم فالعتب عليه لا عليكم:
هذا جزاء امریء أقرانه درجوا
من قبله فتمنى فسحة الأجل
- ۱٦٥٤ - «شِدَّةْ وِتْزُولْ»
- يضرب في النوازل والشدائد والحث على احتمالها والصبر عليها حتى تزول، وكثيراً ما يقال في شدّة المرض. والعرب تقول في ذلك: (غمرات ثم ينجلين) قال الميداني في مجمع الأمثال: ويروى الغمرات ثم ينجاين أي هي الغمرات، والغمرات: الشدائد. وأنشد جعفر بن شمس الخلافة لنفسه في كتاب الآداب4:
هي شدّة يأتي الرخاء عقيبها
وأسى يبشر بالسرور العاجل
وإذا نظرت فإنّ بؤساً زائلاً
للمرء خير من نعيم زائل
- ۱٦٥٥ - «الشَّرْ إنْ بَاتْ فَاتْ»
- أي الغضب أو الخصومة والمشاحنة إن تركت ليلة واحدة هدأت، وهو من أحسن الوسائل لصرفها.
- ۱٦٥٦ - «شّرِّ الزَّغَابَةْ جَهْ عَلَى وْلَادْ غَانِمْ»
- دياب بن غانم الزغبيّ من الفرسان المعروفين في أساطيرهم، وله وقائع في حروب أبي زيد الهلالي. والمراد أنّ ما فعله الزغيبون من الشرِّ عادت عواقبه على أولاد غانم دياب وأقاربه. يضرب للعمل السوء من قوم تعود عواقبه على كبرائهم دون أصاغرهم. وأصل دياب محرّف عن ذئاب.
- ۱٦٥۷ - «الشِّرَا يْعَلِّمْ الْبيعْ»
- أي الشراء وما يقع فيه من المماكسة وتقليب الناع يعلم الشاري كيف يبيع، فإذا اتجر بعد ذلك كان على بينة من أمره بما تعلمه من البائعين وقت معاملته لهم.
- ۱٦٥۸ - «شَرَارَةْ تِحْرَقِ الحَارَةْ»
- أي لا تستصغرن الشرارة فربما كانت سبباً في إحراق حيِّ برمَّته، ومعظم النار من مستصغر الشرر. يضرب في أن الصغير قد يتفاقم فيؤول إلى شرّ مستطير. ومن أمثال العرب: (أشرى الشر صغاره) أي ألجه وأبقاه. وسبب ضربهم هذا المثل أنَّ صياداً قدم بنحي من عسل ومعه كلب له فدخل على صاحب حانوت فعرض عليه العسل ليبيعه منه فقطر من العسل قطرة فوقع عليها زنبور، وكان لصاحب الحانوت ابن عرس فوثب على الزنبور فأخذه. فوثب كلب الصائد على ابن عرس فقتله، فوثب صاحب الحانوت على الكلب فضربه بعصاً فقتله. فوثب صاحب الكلب على صاحب الحانوت فقتله، فاجتمع أهل قرية صاحب الحانوت فقتلوا صاحب الكلب، فلما بلغ ذلك أهل قرية صاحب الكلب اجتمعوا فاقتتلوا هم وأهالي قرية صاحب الحانوت حتى تفانوا.
- ١٦٥٩ - «شِرَايْةِ الْعَبْدْ وَلَا تَرْبِيِّتُهْ»
- أي شراؤه مربی يغني عن العناء في تربيته، وهو عکس قولهم: (اللِّي ربي أخير من اللي اشتري) وقد تقدّم ذكره في الألف ولكل واحد منهما مقام يضرب فيه. وانظر: (من لقي بيت مبني) الخ. والمثل قديم في العاميّة أورده الأبشيهيِّ في المستطرف برواية: (شرا المعبد ولا تربيته)5.
- ۱٦٦۰ - «شَرْبَةْ مِنْ بَرَّةْ تِوَفَّرِ الْجَرَّةْ»
- معناه ظاهر. يضرب فيمن يبالغ في الاقتصاد، وإن القليل من الخارج يوفر ما في الدار مهما ينزر.
- ۱٦٦۱ - «الشَّرْطْ عَنْدِ التَّقَاوِي يِرَيَّحْ عَنْدِ الْعُرْمَةْ»
- التقاوي: البزر. والعرمة: كدس الزرع المحصود، أي الذي أوله شرط آخره اتفاق. ويروى: (عند المحرات) بدل عند التقاوي. وفي معناه: (الشرط عند الحرت
- ولا القتال في الحصيدة) وسيأتي. وبعضهم يروي فيه: (ولا الخناق في الجرن) وانظر: (الشرط نور) و(الشرط عند الحرت نور) وانظر أيضا: (اللَّي أوله شرط) الخ في الألف.
- ۱٦٦۲- «الشَّرْطْ عَنْدِ الْحَرْتْ نُورْ»
- لأنه يستضاء به عند الحصد فلا يقع الخلاف. وانظر: (الشرط نور).
- ۱٦٦۳ - «الشَّرطْ عَنْدِ الْحَرْتْ وَلَا الْقِتَالْ فِي الْحَصِيدَةْ»
- ويروى: (ولا الخناق في الجرن) أي ولا المشاجرة في البيدر، أي بعد الحصد. ويروى: (ولا المشاخرة في الجرن) ومعناها المشاجرة أيضاً وهي إما تحريف عنها، وإما مشتقة من الشخر، وهو إخراج الصوت من الأنف ويفعله سفلتهم إذا تشاجروا. وانظر: (الشرط عند التقاوي) الخ.
- ١٦٦٤ - «الشَّرطْ عَنْدِ الْمِحْرَاتْ يِرَيَّحْ عَنْدِ الْعُرْمَةْ»
- انظر: (الشرط عند التقاوي) الخ.
- ۱٦٦٥ - «شَرْطِ الْمِرَافْقَة الْمِوَافْقَةْ»
- معناه ظاهر. وفي كتاب الآداب لجعفر بن شمس الخلافة: (شرط المعاشرة ترك المعاسرة)6.
- ۱٦٦٦ - «الشَّرْطِ نُورْ»
- لأنه يستضاء به عند وقوع الخلاف. وبعضهم يرويه: (الشرط عند الحرت نور) أي وقت الحرث وانظر: (اللِّي أوله شرط) الخ في الألف.
- ۱٦٦۷ - «شَرْعَ الله عنْدْ غيرَكْ»
- يضرب لمن يخالف رأيه الحق.
- ۱٦٦۸ - «اِلشِّرْكْ زَيِّ اللَّبَنْ أَقَلَّهَا حَاجَة تْغَبَّرُهْ»
- معناه أن الشركة لا تحتمل أقل خلاف.
- ۱٦٦٩ - «اِلشِّرْكْ في الأَجَاوِيدْ وَلَا عَدَمْهُمْ»
- أي الشرك مذموم ولكن عدم الكرام رزيئة، فوجودهم أولى ولو شاركك فيهم غيرك، والغالب ضربه فيمن تزوج زوجها ضرة وسيأتي: (الشركة مع الأجاويد) وهو معلى آخر.
- ١٦٧٠ - «اِلشِّرْكَةْ مَعَ الأَجَاوِيدْ وَلَا عَدّمْهَا»
- أي لا تشارك إلا الجواد والمراد الكريم الحسن الطباع وإلا فعدم الشركة أولى. ويرويه بعضهم: (الشرك في الأجاويد ولا عدمهم) وهو مثل آخر في معنى آخر وقد تقدم.
- ۱٦۷۱ - «شِرِيكْ سَنَةْ مَا تْحَاسْبُهْ قَالْ وَلَا شْرِيكِ الْعُمْرْ كُلُّهْ»
- وذلك لأن المحاسبة تولد الخلاف بين الشركاء غالباً.
- ۱٦۷۲ - «الشِرِيكْ فِي الْمدْودْ»
- المدود هو المذود، أي موضع العلف، والمقصود الشريك في الدابة قريب كأنه حاضر في مذودها فلا يغرنك بعد مكانه فربما فاجأك بطلب بيعها أو محاسبتك فيها. يضرب في عدم استبعاد الشيء.
- ۱٦۷۳ - «شِريكَكْ خَصِيمَكْ»
- معناه ظاهر لما يقع في الشركة من الخلاف.
- ۱٦۷٤ - «الشِرِيكْ الْمِخَالِفْ إِخُسَرْ وِخَسَّرُهْ»
- ويروى: (إخسر وضره) والمراد اسع في خسارته وان كانت الخسارة خسارتك أيضاً والضرر واقعاً بكما.
- ۱٦۷٥ - «الشِرِيكْ الْمِخَالِفْ لَا عَاشْ وَلَا بَقى»
- وبعضهم يقول: (بقي) بكسرتين والمعنى واحد، والمراد ذم الشريك المخالف
- لشريكه الدعاء عليه ويروى: (الرفق) بدل الشريك. والمراد الرفيق، أي الصاحب الملازم للمرء.
- ۱٦۷٦ - «الشِّعِر الْمِضَّفَّرْ مَا يِتْخَبِّلْشْ»
- أي الشعر المضفور لا يتلبك، وكذلك الأمور إذا نظمت أمن فيها من الاختلاط والارتباك.
- ۱٦۷۷ - «شَعْرَةْ مِنْ جِلْدِ الْخَنزِيرْ مَكْسَبْ»
- يضرب في أنّ دخول الشيء في اليد ولو كان حقير ردیئاً مكسب على أيّ حال.
- ۱٦۷۸ - «شَعْرَةْ مِنْ هِنَا وِشَعْرَةْ مِنْ هِنَا يِعْمِلُوا دَقْنْ»
- أي بالتدبير من هنا وهنا وضم القليل إلى القليل تكون الكثرة وتجمع الثروة، كما أن ضم شعرة إلى شعرة يكون اللحية، ومثله من أمثال العرب: (التمرة إلى النمرة تمر) قاله أحيحة بن الجلاح لما دخل حائطاً له، أي بستاناً ورأى تمرة ساقطة فتناولها وعوتب في ذلك فقال هذا القول. يضرب في استصلاح المال. وفي معناه أيضاً: (الذود إلى الذود إبل) يضرب في اجتماع القليل إلى القليل حتى يؤدي إلى الكثير.
- ۱٦۷۹ - «اِلشُّعْلَةْ مَا تِنْطِفيشْ إلَّا عَلَى رَاسَْ عوِيلْ»
- الشعلة (بضم الشين وكسرها) عندهم، والعويل (بفتح فكسر): خرقة أو قطنة تفتل وتوضع في السراج إذا لم توجد ذبالة فتقوم مقامها غير أنها تكون كثيرة الدخان ضئيلة الضوء مريمة الانطفاء ثم أطلقوه على الوضيع اللئيم وعلى الضعيف من الناس والقليل التافه من الأشياء. والمعنى أنّ الذكر الحسن، والشهرة الطيبة للشخص، لايذهب بها ويطفئها من بعده إلا الوضيع القبيح الفعال من بنيه أو أقاربه، كما أن تلك الخرقة لا يستمرّ ضوؤها كما يستمرّ ضوء الذبالة، وهم يكنون عن إشادة الذكر بالإضاءة والإنارة كقولهم: (ولع له قنديل) أي أشاد بذكره وأشاع محامده.
- ۱٦۸۰ - «شِعِيرْنَا وَلَا قَمْحْ غَيرْنَا»
- يضرب في تفضيل الملوك في ما بأيدي الناس وإن فضله وفي معناه (زيوان بلدنا
- ولا القمح الصليبي) وتقدم ذكره في الزاي. ومثله: (كتكتنا ولا حرير الناس) وسيأتي في الكاف.
- ۱٦٨١ - «شَغِّلِ الْقِرَارِي وَيَّاكْ وَلَوْ يَاكُلْ غَدَاكْ»
- القراري (بكسر أوله) يريدون به: البناء الماهر المدرب، ومعنى وياك: معك، أي إذا كنت مشتغلاً ببناء دارك أشرك معك العليم بهذه الحرفة ولو أكل طعامك لأنه بالإتقان في العمل يعوض عليك كل ما تنفقه عليه. يضرب في الحث على وكل الأمور إلى أربابها.
- ١٦٨٢ - «شُغْلِ المِعَلِّمْ لِابْنُه»
- المعلم (بكسر الأول) والصواب ضمه: الأستاذ في الصنعة. يضرب للشيء المتقن كأنه من عمل أستاذ لولده.
- ۱٦۸۳ - «شُفْتِشِ الْجَمَلْ قَالْ وَلَا الْجَمَّالْ»
- أي هل رأيت الجمل؟ فقال: ولا الجمال. يضرب في الكتمان الشديد للسر. وبعضهم يقول فيه: (لا شفت الجمل ولا الجمال) وسيأتي في اللام.
- ۱٦۸٤ - «شَقْلُهْ عَلَى قَدّ بقْلُهْ»
- الشقل ويقال له عندهم أيضاً: الشدف معناه إخراج الماء من بئر أو خليج بالدالية المسماة عندهم بالشادوف. والبقل: يريدون به ما يزرع، والمعنى شقل هذا الرجل بمقدار ما يحتاجه بقله من السقي. يضرب في أن العمل يكون بمقدار الحاجة وفي دفع الاعتراض إذا اعترض بعضهم على العمل واستقله، والغالب ضرب هذا المثل في معنى آخر وهو أنهم يريدون بالبقل ما ينتج من الزرع وهو الحب، أي ما يأخذه منه العامل أجرة على عمله، فالمراد أنه لا يستفيد من عمله إلا طعامه ولا يبقى له ما يدخره أو ينفقه في بعض حاجاته.
- ١٦٨٥ - «اِلشُّكُكْ يِفَلِّس التَّاجِرِ الْأَلفِي»
- الشكك (بضمتين): الشراء نسيئة، أي إذا كثر هذا النوع من الشراء على التاجر
(٢٠)
- سبب له الإفلاس ولو كان أليفاً، أي صاحب ألوف. يضرب للتحذير من هذه المعاملة وذم البيع بالنسيئة.
- ۱٦۸٦ - «الشَّكْوَى لَأهْلِ الْبَصِيرَةْ عَيبْ»
- أي أنتم أبصر وأعلم بحالي فلا حاجة للشكوى، وهو مثل قوله: (العارف لا يعرف). وفي معناه للمتنبي:
وفي النفس حاجات وفيك فطانة
سکوتي بیان عندها وخطاب
- ۱٦۸۷ - «اِلشَّكْوَى لِغَيْر الله مِذَلَّةْ»
- حكمة بالغة تجري ألسنتهم في الالتجاء إلى الخالق دون المخلوق، وفي المعنى لعلي بن الحسين عليهما السلام:
وإذا بليت بعسرة فاصبر لها
صبر الكريم فإن ذلك أحزمُ
لا تشكون إلى العباد فإنما
تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم7
- ۱٦٨۸ - «الشماتَة تْبَانْ فِي عينِ الشَّمْتَانْ»
- أي تظهر في عين الشامت لأنه مهما يكن حازماً مالكا لنفسه فإن سروره بمصاب خصمه يغلبه فيظهر في نظراته.
- ۱٦٨٩ - «شَمْسَكْ نُصّ اللِّيلْ»
- انظر: (يا بدر شمسك نصّ الليل).
- ۱٦۹۰ - «شَمْعِةِ الْكَدَّابْ مَاتْنَوَّرْشْ»
- يرادفه من الحكم القديمة: (حبل الكذب قصير).
- ١٦٩١ - «شَنَّحْ وِجَنَّحْ وِحَبْلِ الْغسِيلْ»
- وقد يزيدون فيه (تلاتة مالهمش مثيل) والمراد اجتمع هؤلاء المتوافقون، فهو قريب من: (وافق شنّ طبقة) (انظر نظمه الشيخ حسنين من أوائل القرن الرابع عشر في هجو النجار ص ۱۱۷ من المجموع رقم ٦٦٦ شعر).
- ۱٦۹۲ - «شَنْقْ وَألَّا خَنْقْ قَالْ كلُّهْ فِي الرَّقَبَةْ»
- الحنق معروف. والشنق: هو الخنق ولكن يربط حبل العنق معلق بخشبة، أي قيل له: اخترك واحداً منهما قال: وما الذي احتاره وكلاهما في الرقبة وعاقبتهما الموت. يضرب في الشرّين يتساويان.
- ۱٦۹۳ - «الشَّنْقْ وَلَا شَفَاعِةِ ابْنِ الزِّنَا»
- ويروى(ابن عاهرة) بدل ابن الزنا. والمراد الوضيع اللئيم فإنّ الموت خير من شفاعة مثله. ولفظ: العاهرة لا يستعملونه إلا في الأمثال ونحوها من الحكم.
- ۱٦۹٤ - «اِلشَّهَادَةْ عَقَبَةْ»
- أي لها عواقب، فإذا شهدت لإنسان أو عليه فاحذر من أن تفوه بغير الحق وأعلم بأنك كما تدين تدان.
- ۱٦۹٥ - «الشَّهْرِ اللِّي مَالِكْشْ فِيهْ مَاتْعِدِّشْ أَيَّامُهْ»
- أي الذي ليس لك فيه رزق تنقده في آخر لا تتعب نفسك في عد أيامه، وهو قريب من قولهم: (أردب ما هو لك ما تحضر کیله تتغبر دقنك وتتعب في شيله) وقد تقدم في الألف. وفي المعنى لجحظة البرمکي:
إذا الشهر حل ولا رزق لي
فعدي لأيامه باطل8
- وهو مثل قديم للمولدين أورده الميداني في مجمع الأمثال والأبشيهيّ في المستطرف والبهاء العاملي في الكشكول برواية: (شهر ليس لك فيه رزق لا تعد أيامه)9.
- ۱٦۹٦ - «الشَّهْرِ تَلَاتِينْ يُومْ وِالنَّاسْ تِعْرَفْ بَعْضَهَا مِنْ زَمَانْ»
- أي لم يزل الشهر ثلاثين يوما ولم يتغير نظام الكون والناس يعرف بعضهم بعضاً من قديم. يضرب لمن يتعالى مع خسة أصله فيذكر بذلك وبأنه معروف عند الناس ولم يحدث في الكون ما يغير الحقائق.
- ۱٦۹۷ – «شْهرْ وِشْهَيَّرْ وِالتَّانِي قْصَيَّرْ»
- يضرب في استقراب الزمن البعيد وأن الآتي قريب. وقد قالوا في تصغير شهر: شهير (بتشديد الياء) ليزاوج قصير.
- ۱٦۹۸- «شُوبَشْ یَا حَنَّا حُطِّ النُّقُوطْ یَا مِیخایِیلْ»
- شوبش: كلمة تقال في الأعراس بلع ما يتبرع به الحاضرون للمغني، وأصلها شاباش. والنقوط: ما يدفع في الأعراس. والمراد يقال لحنّا شوبش ويلهج بذكره بين الناس والنقد على میخاییل. يضرب للعاطل الذي يشاد بذكره والقائم بشؤونه سواه.
- ۱٦۹۹ - «شُوفْ حَالُهْ قَبْلِ أنْ تِسَالُهْ»
- الشوف عندهم: النظر وقالوا: تساله (بالتخيفف) ليزاوج حاله. والمعنى قبل أن تسأل شخصاً عن نفسه انظر لحاله وما هو فيه يغنيك النظر عن السؤال. وكثيراً ما يضربون هذا المثل عند السؤال عن مریض اشتدت علته. ومن كلام الحكماء: (لسان الحال أصدق من لسان الشكوى) ومثله قولهم: (شهادات الأحوال أعدل من شهادات الرجال) هكذا رواه النويري في نهاية الأرب10 والذي في مجمع الأمثال للميداني: (شهادات الفعال أعدل من شهادات الرجال) وهو من أمثال المولدين.
- ۱۷۰۰ - «شُوفِ الْعينْ وَاعِرْ»
- الشوف: النظر. وواعر: صعب، أي رؤية الإنسان ما يكرهه أصعب عليه من سماع خبره، ولذلك يلوي الإنسان وجهه ويغمض عينيه إذا رأى ما يستعظمه، وربما فعل ذلك بدون قصد ولا إرادة.
- ۱۷۰۱ - «شُركْتِي فِي قَفَا غيرِي»
- وإذا كانت كذلك فهي لا تؤلمني بل تؤلم من تعيب قفاه يضرب في خلاص الشخص من التبعة في أمر وتحمل غيره لها.
- ۱۷۰۲ - «الشِّيء إلِّلي مَا يْهِمَّكْ وَصِّي عَليهْ جُوزُ أُمَّكْ»
- الأكثر في هذا المثل: (حاجة ما تهمك) الخ وقد تقدّم الكلام عليه في الحاء المهملة.
- ۱۷۰۳ - «الشِّيء مَا كَانْ لُهْ رَبِّنَا دَلُّهْ»
- أي لم يكن الشيء له ولكن الله تعالى دل عليه ويسره له. يضرب عند العثور على شيء يبحث عنه.
- ۱۷۰٤ - «الشِّيْخِ الْبِعِيدْ مَقْطُوعْ نَدْرُهْ»
- المراد بالشيخ: الولي الذي ينذر له، فالوليّ البعيد ينسى ويقطع عنه النذر: هو قريب من قولهم: (اللي بعيد عن العين بعيد عن القلب) وإن كانت وجهة الكلام تختلف.
- ۱۷۰٥ - «شِيلْ إِيدَكْ مِنِ الْمَرقْ لَا تِحْتَرَقْ»
- أي قال له: ارفع إيدك من المرق لثلا تحترق مظهراً بذلك الشفقة عليه من احتراق يده، وهو إنما يقصد منعه من الأكل. يضرب لن يحاول منع شخص عن الانتفاع بشيء بإظهار الشفقة والنصح، ويضرب أيضا في الحث على تجنب ما يسبب الأذى.
- ۱۷۰٦ - «شيّْ خيرْ مِنْ لَا شَيّْ»
- معناه ظاهر لأن وجود الشيء القليل خير من عدمه.
- ۱۷۰۷ - «شَيَّعْتْ جانِي يِجِيبْ جَانِي رَاحْ جَانِي وَلَا جَانِي»
- شیعت، أي أرسلت، ويجيب، أي يجيء بكذا، والمقصود بجاني الكناية عن شخص كان ينتظر أن يعود سريعا. وجاني الأخير معناه جاءني، أي أرسلت هذا الشخص ليأتي بالشخص الآخر فذهب ولم يعد مثله.
- ١٧٠٨ - «شَيِّلْنِي وَاشَيِّلَكْ»
- أي حملني واحملك. يضرب في القوم يتضافرون على الانتفاع بالشيء وانتهابه فيغض بعضهم عن بعض فيه ويتعاونون عليه.
- ١٧٠٩ - «شَيِّلْهَا يَا مَرِيضْ»
- أي حملها، ويروون في سببه أن غلاماً كسولا تمارض وتظاهر بالعجز عن المشي فصارت أمّه تحمله على رأسها في قفة وجاءت يوماً إلى السوق لتشتري حاجاتها فأنزلته على الأرض، ولما أرادت حمله لم تستطع رفعه فاستعانت بمن يساعدها فأبى، فأطل الفلام من القفة: وقال شيلها يا مريض. يضرب لن يصف الناس بما فيه ولا ينتبه لنفسه. قالوا: فاغتاظ الرجل من قول الغلام وأنحنی علیه بعصاه فأوجعه وقام يعدو على رجليه فقالت أمُّه للرجل: (وراه ليرقد) فذهبت مثلاً أيضاً، أي لا ترجع عنه لئلا يعود لما كان فيه: وبعضهم يروي: (ليبرك) بدل ليرقد.