سير أعلام النبلاء/الأمين

(حولت الصفحة من الأمين)


الأمين

أعلام بني العباس
عبد الله بن عباس
علي بن عبد الله بن عباس
إبراهيم بن محمد بن علي
داود بن علي بن عبد الله بن عباس
السفاح
عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس
سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس
صالح بن علي بن عبد الله بن عباس
المنصور
المهدي
الهادي
إبراهيم بن صالح بن علي بن عبد الله
إسماعيل بن صالح بن علي
العباس بن محمد بن علي بن عبد الله
عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن العباس
عبد الملك بن صالح ابن علي
الرشيد
الأمين
علية بنت المهدي
زينب بنت سليمان
زبيدة الست
المأمون
المعتصم
الواثق بالله
إبراهيم بن محمد المهدي
سليمان بن داود بن علي

الأمين الخليفة أبو عبد الله محمد بن الرشيد هارون بن المهدي محمد ابن المنصور الهاشمي العباسي البغدادي وأمه زبيدة بنت الأمير جعفر بن المنصور. عقد له أبوه بالخلافة بعده وكان مليحا بديع الحسن أبيض وسيما طويلا ذا قوة وشجاعة وأدب وفصاحة ولكنه سيء التدبير مفرط التبذير أرعن لعابا مع صحة إسلام ودين يقال قتل مرة أسدا بيديه ويقال كتب بخطه رقعة إلى طاهر بن الحسين الذي قاتله يا طاهر ما قام لنا منذ قمنا قائم بحقنا فكان جزاؤه عندنا إلا السيف فانظر لنفسك أودع يلوح له بأبي مسلم وأمثاله قال المسعودي ما ولي للخلافة هاشمي ابن هاشمية سوى علي ومحمد الأمين وقد جعله أبوه ولي عهده وله خمس سنين وتسلم الأمر بعد موت أبيه ببغداد وكان اخوه الآخر وهو المأمون بمرو فأمر الأمين للناس برزق سنتين ووصل إليه البردة والقضيب والخاتم من خراسان في اثني عشر يوما في نصف الشهر وبايع المأمون لأخيه وأقام بخراسان وأهدى لأخيه تحفا ونفائس والحرب متصل بسمرقند بين رافع وهرثمة وأعان رافعا الترك وفيها قتل نقفور طاغية الروم في حرب برجان وفي سنة 194 أمر الأمين بالدعاء لابنه موسى بولاية العهد بعد ولي العهد المأمون والقاسم وأغرى الفضل بن الربيع الأمين بالمأمون وحثه على خلعه لعداوة بينهما وحسن له ذلك السندي وعلي بن عيسى بن ماهان ثم اصطلح هرثمة ورافع بن الليث بن نصر بن سيار وقدما على المأمون ومعه طاهر بن الحسين ثم بعث الأمين يطلب من المأمون تقديم موسى ولده على المأمون ولقبه الناطق بالحق فأبى ذلك المأمون واستمال المأمون الرسول فبايعه سرا وبقي يكاتبه وهو العباس بن موسى بن عيسى بن موسى وأما الأمين فبلغه خلاف المأمون فأسقطه من الدعاء وطلب كتبه الرشيد وعلقه بالكعبة من العهد بين الأخوين فمزقه فلامه الألباء فلم ينتصح حتى قال له خازم بن خزيمة لن ينصحك من كذبك ولن يغشك من صدقك لا تجسر القواد على الخلع فيخلعوك ولا تحملهم على النكث فالغادر مفلول والناكث مخذول فلم يلتفت وبايع لموسى بالعهد واستوزر له فلما عرف المأمون خلع أخاه وتسمى بأمير المؤمنين وأما ابن ماهان فجهزه الأمين وخصه بمئتي ألف دينار وأعطاه قيدا من فضة ليقيد به المأمون بزعمه وعرض الأمين جيشه بالنهروان وأقبل طاهر في أربعة آلاف فالتقوا فقتل ابن ماهان وتمزق جيشه هذا والأمين عاكف على اللهو واللعب فبعث جيشا آخر وندم على خلع المأمون وطمع فيه أمراؤه ثم التقى طاهر وعسكر الأمين على همذان وقتل خلق وعظم الخطب ودخل جيش الأمين إلى همذان فحاصرهم طاهر ثم نزل أميرهم إلى طاهر بالأمان في سنة 95 وفيها ظهر بدمشق السفياني وهو أبو العميطر علي بن عبد الله بن خالد ابن يزيد بن معاوية فدعا إلى نفسه وطرد عامل الأمين وتمكن وانضمت إليه اليمانية وأهل حمص وقنسرين والساحل إلا أن قيسا لم تتابعه وهربوا ثم هزم طاهر جيشا ثالثا للأمين ثم نزل حلوان وأنفق الأمين بيوت الأموال على الجند ولا ينفعون وجاءت أمداد المأمون مع هرثمة بن أعين والفضل بن سهل وضعف أمر الأمين وجبن جنده من الخراسانيين فجهز عبد الملك بن صالح العباسي إلى الشام ليجمع له جندا وبذل خزائن الذهب لهم فوقع ما بين العرب وبين الزواقيل فراح تحت السيف خلق منهم وأحاطت المأمونية ببغداد يحاصرون الأمين واشتد البلاء وعظم القتال وقاتلت العامة والرعاع عن الأمين قتال الموت واستمر الويل والحصار وجرت أمور لا توصف وتفاقم الأمر ودخلت سنة سبع وتسعين وفر القاسم الملقب بالمؤتمن وعمه منصور فلحقا بالمأمون ورمي بالمجانيق وأخذت النقوب ونفدت خزائن الأمين حتى باع الأمتعة وأنفق في المقاتلة وما زال أمره في سفال ودثرت محاسن بغداد واستأمن عدة إلى طاهر ودام الحصار والوبال خمسة عشر شهرا واستفحل أمر السفياني بالشام ثم وثب عليه مسلمة الأموي فقيده واستبد بالأمر فما بلع ريقه حتى حاصرهم ابن بيهس الكلابي مدة ثم نصب السلالم على السور وأخذ دمشق فهرب السفياني ومسلمة في زي النساء إلى المزة وخلع الأمين خزيمة بن خازم ومحمد بن ماهان وخامرا إلى طاهر ثم دخل طاهر بغداد عنوة ونادى من لزم بيته فهو آمن وحاصروا الأمين في قصوره أياما ثم رأى أن يخرج على حمية ليلا وفعل فظفروا به وهو في حراقة فشد عليه أصحاب طاهرفي الزواريق وتعلقوا بحراقته فنقبت وغرقت فرمى الأمين بنفسه في الماء فظفر به رجل وذهب به إلى طاهر فقتله وبعث برأسه إلى المأمون فإنا لله ولم يسر المأمون بمصرع أخيه وفي تاريخنا عجائب وأشعار لم أنشط هنا لاستيعابها قال أحمد بن حنبل إني لأرجو أن يرحم الله الأمين بإنكاره على ابن علية فإنه أدخل عليه فقال له يا ابن الفاعلة أنت الذي تقول كلام الله مخلوق قلت ولم يصرح بذلك ابن علية حاشاه بل قال عبارة تلزمه بعض ذلك وعاش الأمين سبعا وعشرين سنة وقتل في المحرم سنة ثمان وتسعين ومئة وخلافته دون الخمس سنين سامحه الله وغفر له وله من الولد عبد الله وموسى وإبراهيم لأمهات أولاد شتى


سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي
الجزء الأول | الجزء الثاني | الجزء الثالث | الجزء الرابع | الجزء الخامس | الجزء السادس | الجزء السابع | الجزء الثامن | الجزء التاسع | الجزء العاشر